الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل العشرون بقلم ندى محمود توفيق

انت في الصفحة 2 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

داخل غرفة عمران بمنزل الصاوي......
كانت آسيا تقف أمام المرآة تقوم بتسريح شعرها وترتدي عباءة منزلية صفراء ضيقة بعض الشيء تظهر منحنيات جسدها بوضوح في تلك الأثناء خرج هو من الحمام بعدما انتهي من حمامه الصباحي وارتدي ملابسه لكي يذهب للعمل وقع نظره عليها فعلقت عيناه على شعرها الحريري الطويل الذي يغطي ظهرها كله.. لأول مرة يراه على طبيعته دون تلك الأشياء الغريبة التي تضعها به وتلمه بهم دوما هل كانت تحجب عنه كل هذا الجمال ولا تسمح له برؤيته كاملا.
نفر عن عقله تلك الأفكار وهز رأسه بالرفض وهو يتنحنح بصوت مرتفع فانتبهت لوجوده على أثر صوته والتفتت له برأسها هاتفة بعفوية
_أنا خلاص خلصت هلم شعري والبس الطرحة وبعدين ننزل عشان الفطور
تنهد الصعداء بحرارة ثم جلس فوق الفراش والتقط هاتفه يجري اتصال ببشار الذي أجابه بخنق
_إيه ياعمران فينك ده كله 
رد عليه بهدوء
_ ساعة بالكتير وأكون عندك.. ظبط الدنيا في المخزن لغاية ما آچي عشان بعدين نطلع على الوكالة 
بشار بإيجاب وبجدية
_طيب ومتتأخرش
رد عليه بالإيجاب وأنهى الاتصال ثم عاد ينظر لها من جديد وجدها قد بدأت في ارتداء حجابها لكن فور سقوط نظره على ملابسها قال بحدة
_ادخلي غيري اللي لابساه ده 
التفتت له ونزلت بنظرها على ملابسها وجسدها ثم عادت له من جديد وقالت بعدم فهم
_اغيره ليه!
احتدمت نظرته وقال بغلظة صوته الرجولي
_بصي لروحك في المرايا وأنتي تعرفي.. أنتي مش قاعدة في بيت لوحدك إهنه في رجالة غيري
وقفت أمام المرآة ونظرت لنفسها فرأت العباءة تلتصق بجسدها وضيقة عندما ارتدتها لم تنتبه لذلك والآن دهشت فراحت تهتف بتلقائية في عبوس
_مكنتش ضيقة إكده فيا.. هو أنا تخنت ولا إيه!
تنهد مستغفرا ربه وقال بقلة حيلة
_ احنا في إيه ولا أيه دلوك يا آسيا.. غيري يلا هدومك أنا ورايا شغل
جلست فوق المقعد المقابل للمرآة وقالت بضيق وهي تنظر لنفسها بإحباط
_انزل أنت.. أنا مش نازلة مش عاوزة آكل نفسي اتسدت 
ضحك رغما عنه واستقام واقفا ثم اقترب منها وملس على ذراعها بلطف هاتفا
_غيري وحصليني على تحت.. مش هتعملي اضراب عن الوكل عشان تخنتي شوية 
لم تجيبه حتى أنها لم تنظر له وفور انصرافه وقفت مجددا وراحت تدور حول نفسها أمام المرآة تتفقد جسدها ووزنها المتزايد في خنق وهي تتأفف.. أخذت تهز رأسها بالرفض بعدما تذكرت عبارته الأخيرة وهو يطلب منها أن تلحق به للأسفل وراحت تجلس فوق فراشها ممتنعة عن النزول لكن فجأة تحولت قسمات وجهها من الإحباط للغيظ فور تذكرها لوجود تلك الأفعى المدعوة منى.. أن لم تنزل الآن ستترك لها الساحة فارغة حتى تتقرب من زوجها.
هبت واقفة وقالت بوعيد وغيرة حقيقية
_مبقاش أنا آسيا أما خليتك ترچعي من مطرح ما چيتي ياعقربة 
اتجهت نحو الخزانة وأخرجت ملابس أخرى لها ثم بدأت في ارتدائها بدل التي ترتديها ولحقت به للأسفل.
حول طاولة الطعام كان الصمت يهيمن على الجميع باستثناء عمران الذي كان يتحدث مع إبراهيم عن العمل الذي سيقوم به اليوم وكان يخبره أنه سيمر أولا على المخزن قبل الذهاب للوكالة ومن الغريب أن منى كانت ساكنة بمقعدها لا ترفع نظرها وتتطلع بعمران مما اطفأ نيران آسيا المشټعلة قليلا لكن ما هي إلا دقائق معدودة حتى انتهى عمران من طعامه واستقام واقفا ينوي الانصراف لكن اوقفه صوت أمه وهي تقول مبتسمة
_عمران بنت عمتك رايحة تشتري كام حاجة في نفس طريق المخزن بدل ما تروح لحالها خدها وصلها معاك ياولدي في طريقك 
ردت منى برقة أنثوية

انت في الصفحة 2 من 9 صفحات