الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل العشرون بقلم ندى محمود توفيق

انت في الصفحة 4 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

وحاولت التصرف بطبيعية أمامه حتى لا تدخل الشك لصدره وردت بخفوت
_كويسة الحمدلله وأنت
اكتفى بإماءة رأسه بنظرة دافئة كرد على سؤالها بينما هي فتسارعت نبضات قلبها أكثر بعد نظرته وراحت ټدفن وجهها في الكتاب من جديد تتهرب من النظر له لم يكن ساذجا للدرجة التي لا تمكنه من فهم توترها وخجلها منه وليته توقف عن الكلام بل كان يستمتع برؤية ذلك الخجل وراح يفتح موضوع مختلف حيث قال
_غريبة الصدف دي الصراحة 
فهمت ما يرمي إليه فابتسمت باتساع وردت ضاحكة
_فعلا أنا اڼصدمت لما شفتك 
ضحك ورد بنبرة تضمر خلفها المكر
_أيوة كان واضح 
_ واضح إيه!!
بلال ضاحكا
_صدمتك ياحور!
اماءت له بتفهم وهي تبتسم ثم سألته بفضول
_أنت كنت عارف أنك چاي عندنا 
طالت نظرته الغريبة وهو يضحك ثم قال نافيا
_لا أنا فاكر نفسي رايح لوالدتك اللي أنا أعرفها من زمان ومشوفتهاش من وقت ما كنت صغير ومعرفش أنك بنتها.. وبيني وبينك أنا كان معايا شغل ومكنتش فاضي بس أمي صممت اروح معاها.. وأتضح بعدين أن ليها هدف ورا الإصرار ده 
حور بعدم فهم وفضول أقوي
_هدف إيه!
التزم الصمت واكتفي بنظرته وهو يبتسم بطريقة غريبة وفي الواقع هي اضطربت ولم ترغب في أن تعيد عليه السؤال مرة أخرى وصمتت لكنها ابتسمت بعذوبة عندما سقط نظرها على ابن خالتها وهو يقترب منها فاستقامت واقفة وقالت لبلال برقة
_معلش يابلال أنا همشي بقى عشان مازن وصل 
الټفت برأسه للخلف فرأى ذلك الشاب كان نفسه الذي رآه بمنزلهم وكان يجلس بجوراها ويتبادلون أطراف الحديث بمرح وتلقائية تجهمت ملامح وجهه واختفت ابتسامته وحين عاد بنظره لها اماءة لها بالإيجاب في وجه جامد على عكسها التي ودعته بابتسامة ناعمة وراحت تتجه نحو ابن خالتها وسارت معه وهو يتحدثون بعفوية وسط ضحكهم كانت عيناه عالقة عليهم يراقبهم بانزعاج ملحوظ وماهي إلا لحظات حتى وقف وسار للخارج يغادر الجامعة بأكملها بملامح وجه مكفهرة.
 
داخل منزل خليل صفوان تحديدا بغرفة الأطفال....
كان معاذ يجلس على الأرض وبيده جهاز التحكم الخاص بشاشة الألعاب الخاصة به ويلعب مع أخيه الصغير باستمتاع لكن قطع متعتهم دخول منيرة عليهم وهي تحمل فوق يديها صينية الطعام وقالت بمرح
_چبتلكم الوكل لغاية عندكم 
تركوا ما بيدهم وتبادلوا بينهم النظرات بصمت ثم راحوا يتطلعوا بزوجة أبيهم وهي تضع الطعام أمامهم هاتفة بود
_رچعتوا بدري من المدرسة النهاردة.. كلوا عشان بعد إكده نذاكر مع بعض أبوكم موصيني عليكم 
كان معاذ يرمقها پغضب والصغير بخنق.. وفجأة وجدت عمار يدفع صينية الطعام من أمامهم هاتفا بقرف
_مش عاوزين ناكل حاچة من يدك 
وتابعه معاذ الذي رد عليها بنظرة قوية تشبه نظرة والده
_ومش عاوزينك تذاكري لينا.. أمنا بتذاكرلنا زين 
صابتها الدهشة ببداية الأمر لكن حاوالت احتواء الموقف وقالت بلطف
_بس أمكم مش قاعدة دلوك يامعاذ ياحبيبي ولازم حد يذاكر ليكم.. بعدين أنتوا كارهيني إكده ليه أنا عملت حاچة ضايقتكم مني
وثب معاذ واقفا وقبض على يدها ثم جذبها للخارج وقال قبل أن يغلق الباب بوجهها
_امشي مش عاوزينك في بيتنا
بقت متسمرة مكانها مصډومة من ردة فعل ذلك الطفل الذي طردها من غرفتهم لكن باللحظة التالية لوت فمها بقرف وقالت
_صحيح عيال معندهاش مخ ولا بتفهم كيف أمهم
بالداخل اسرع معاذ تجاه الهاتف الذي تركه له والده حتى يتواصلوا معه إذا حدث معهم شيء وراح يقول لشقيقه بحزن
_أنا هتصل بأمي وأقولها عشان تاجي وتمشي الست دي 
رد عمار بتأييد لفكرة شقيقه الكبير
_أيوة كلمها وقولها يامعاذ 
على الجانب الآخر كانت فريال تقوم بحياكة شالا لكل من أولادها وزوجها فقد

انت في الصفحة 4 من 9 صفحات