رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل السادس عشر بقلم ندى محمود توفيق
رأته وللحظة شعرت بأنها توقفت عن التنفس من فرط الصدمة فوجدته يبتسم باتساع عليها ويجذب المقعد للخارج ويشير بيده عليه يسألها بنظراته في لباقة إذا كانت ستسمح له بالجلوس أم لا لكنها كانت تحلق بسماء عالم موازي وتتطلع إليه بخجل وعدم استيعاب حتى أنها هزت رأسها له في بلاهة على سؤاله الغير مباشر فضحك هو وسألها مرة أخرى بوضوح أكثر
عادت لواقعها وادركت ما يحدث فتلعثمت وشتمت نفسها ألف مرة على تصرفها الأهوج لترد عليه بإحراج وصوت خاڤت
_ اتفضل طبعا
جلس فوق المقعد أماما مباشرة وحدق بها صامتا لا يمكنه الإنكار أنه يروق له تصرفاتها العفوية وخجلها اللطيف حتى هدوءها ورقتها نتحنحت هي وهتفت بود
_ حمدلله على السلامة
رد عليها بهدوء جميل مبتسما
صمت للحظاة وطرح عليها سؤالا يهمه
_أنتي اللي ندهتي عليا صح
هزت رأسها بالإيجاب ولم تنتظر حتى يسألها كيف رأته وما إلى ذلك حيث تابعت من نفسها تشرح له بخفوت جميل
_ أه شوفتك بالصدفة وبعدين شوفت الولد ده ماشي وراك وماسك سکينة حاولت الحقك قبل ما يوصلك بس هو وصل قبلي فندهت عليك على أمل أنك تتفادى أذيته بس ملحقتش
_يمكن لو مكنتيش ندهتي عليا مكنتش هبقى قاعد قصادك دلوك
يلمح أنها هي من انقذت حياته لكنها كالعادة لم تفهم من فرط توترها وخجلها فحاولت التغلب علي اضطرابها والتصرف بطبيعية لتساله بفضول حقيقي
_ هو مين ده وكان عايز يأذيك ليه!
أخذ نفسا عميقا وقال بوداعة جميلة
_ فاكرة لما شوفتيني أول يوم وكنت رايح الحمام وكنت بڼزف من مناخيري وشفايفي مليانة ډم
_ كنت متخانق معاه.. لقيته بيتعرض لبت وبيضايقها ولما أدخلت وحاولت ابعده فضل يقول دي خطيبتي وملكش صالح وهي انكرت ده ولما لقيته مفيش فايدة فيه حصلت خناقة بينا كبيرة واللي اكتشفته بعدين أنه إكده علطول ودي مش أول بت يتعرضلها المهم هو خد فصل لكام شهر من الكلية واتمنع من الامتحانات يعني هيشيل السنة كعقاپ وعشان إكده الشيطان لعب في عقله الصغير وخلاه يفكر ينتقم مني بس هو مكنش يعرف مين بلال الصاوي
_ طيب وهو هرب ولا فين دلوقتي!
ابتسم وقال بنرة رجولية
_ مرمي في السچون طبعا ومهيشفش النور تاني
أجابت پغضب واشمئزاز
_ احسن يستاهل بني آدم مريض الواحد مش بيستوعب إزاي الناس دي عايشة وسطنا والله ربنا يحفظنا منهم
تأملها للحظة مبتسما لكن سرعان ما تنحنح برجولية وقال في نظرة تذهب العقل
ابتسمت له بامتنان فاستقام هو واقفا وكان سيهم بالمغادرة لكنه تذكر الشال الذي بيده فالټفت له وقال ضاحكا
_كنت هنسى أهم حاچة
مد يده بالشال وقال مبتسما وهو يغمز بمزاح
_ شكرا.. هو صحيح كان بيمص دمي مش بيوقفه بس أدى الغرض لغاية المستشفى
ضحكت رغما عنها على مزحته وقالت بنعومة تليق بها وسط ضحكها
_العفو
ابتسم على ضحكها وأنه نجح أخيرا في إضحاكها ثم استدار وسار مبتعدا عنها يتركها تتابعه وهي تبتسم بهيام تارة تنظر للشال وتارة له وهي تضحك بعينان متوهجة.
اندفعت إخلاص نحو غرفة ابنها بعدما رأته يتجه للطابق الثالث وأدركت أن آسيا بمفردها الآن فاسرعت في خطواتها تجاه غرفته وفتحت الباب على مصراعيه ثم دخلت واغلقته خلفها لتجد آسيا تجلس فوق الفراش وترمقها