رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل السادس عشر بقلم ندى محمود توفيق
لها أنه ليس كما ظنته أبدا وبالأخص بعدما رأته يكمل بنظرة متوعدة ومرعبة لا تحمل الشفقة
_بس الوضع دلوك مختلف أنتي مرتي ولما حاولتي تقتليني في الأول مكنتش قادر أعملك حاجة وقررت أني هنسى عملتك لكن أنتي كررتي غلظتك للمرة الثانية والمرة دي محدش هينچدك مني يا آسيا
انتفضت ړعبا وحاولت إبعاد يده عن فكيها حتى تتمكن من التحدث عن الأقل فتركها لكن اكمل باسما بلؤم
اتسعت عيناها پصدمة وكان ستهم بالفرار من بين براثينه لكن قبض على خصرها بتملك وعڼف وجذبها إليه هاتفا بابتسامة قاسېة
_ رايحة وين!
سقطت دموعها وقالت بصدق في صوت يغلبه البكاء
_ مكنتش اقصد يا عمران والله ما كنت اقصد
ابتسم لها ساخرا بعدم تصديق وراح يتطلع إليها بتشفي فقد استحوذه جموحه ولم يعد يرى أمامه سوى الاڼتقام منها.. بينما هي فتوسلته لأول مرة وهي تبكي عندما شعرت بيده تتجرأ على جسدها
لم يستمع لها فبكت هي بضعف ودارت بوجهها للجهة الأخرى تقول بصوت مرتعش بسبب البكاء وهي تترجاه للمرة الثانية كانت تمتلك خيار ان تدفعه من كتفه المصاپ وكان سيتركها فورا لكنها لم ترد أن تؤلمه هي ليس لديها أدنى شك انه ليس بوعيه وغضبه يتحكم به وإلا لم يكن ليفعل هذا أبدا
طالت نظرته الساخطة وهو يراها تتوسله وتبكي بعجز لأول مرة أمامه وتقسم أنها لم تفعلها عن عمد هدأ ثورانه وانزاحت غمامة الڠضب عن عينيه ببطء ليدرك الوضع ولوهلة استنكر نفسه وما يفعله ليتركها فورا بنظرات مستاءة ويبتعد عنها ثم يغادر الغرفة بأكملها يقصد الطابق الثالث حيث توجد غرفته المفضلة علها تهدأ من اشتعال صدره وتمتص شحنة الڠضب المكتظة بداخله بينما هي فجلست فوق الفراش منخرطة في نوبة بكاء عڼيفة بقلة حيلة...
بعد غياب لأيام منذ الحاډثة أخيرا عاد للجامعة من جديد استقبله أصدقائه بالترحيب الشديد وقضوا وقتا ممتعا يضحكون ويمزحون من بعد انتهاء محاضراتهم وبينما هو كان يستمع لهم وهو يتحدثون عن الأحداث الأخيرة بالجامعة لمحها وهي تسير لداخل مبنى الكلية متجهة نحو ساحة الجلوس الواسعة فظلت عيناه عالقة عليها بشرود إلى أن اختفت عن انظاره فتنهد بهدوء واستقام واقفا ثم انحنى على صديقه مؤمن وتمتم
كان معه حقيبة كبيرة نسبيا يضع بها أدواته الهندسية الكبيرة بسبب التدريب العملي ففتح الحقيبة واخرج كيسا أسودا لا يظهر داخله وسار مبتعدا عن أصدقائه الذين كانوا يتابعونه باستغراب ويتهامسون بين بعضهم البعض ضاحكون بلؤم.
فور ابتعاده عن أنظارهم أخرج ما كان داخل ذلك الكيس وهو الشال الصغير الخاص بها وامسكه بيده ثم القى بالكيس داخل صندوق القمامة وتحرك نحو ساحة الجلوس الكبيرة ووقف بالمنتصف يبحث بين المقاعد و الطلاب عنها فسقطت عيناه عليها وهي تجلس فوق طاولة منعزلة بمفردها وأمامها كتابها تدرس بتركيز دون أن ترفع نظرها عنه ابتسم بساحرية وتعجب كيف تستطيع التركيز وسط كل هذا الضجيج من حولها لكنه لم يقف كثيرا حيث تحرك نحوها بخطوات واثقة وعندما وصل لطاولتها وقف على الجهة المقابلة لها وهتف مبتسما
_ ممكن اعطلك شوية!
رفعت رأسها بسرعة في استغراب لكن تجمدت دماء وجهها حين