الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل السادس عشر بقلم ندى محمود توفيق

انت في الصفحة 5 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

عن أذنكم هطلع اوضتي اريح وأنام
كان إبراهيم سيهم بالتحدث في غيظ لكن أوقفه شقيقه عبد العزيز وهو يهمس
_ خلاص يا إبراهيم بزيادة سيبه على راحته
تراجع عن ما كان سيقوله وصمت مجبرا ثم اندفع يتجه نحو غرفة الجلوس الكبيرة والجميع تفرق باستثناء إخلاص التي بقت مكانها تتابع ابنها وهو يصعد الدرج ويضم ذراعه المصاپ لصدره بسبب تعليمات الطبيب له بعدم تحريكه وكذلك القماش الطبي الملفوف حول كتفه كله من أسفل ملابسه.. توعدت لآسيا بعقاپ عسير على ما فعلته بابنها ومحاولتها لقټله بمنتصف بيته وبغرفته بين عائلته كلها.
داخل الغرفة ارتدت آسيا للخلف عندما سمعت صوت خطواته تقترب من الغرفة.. تقهقرت ليس خوفا بقدر ما هو توترا ورغبة قوية في رؤيته بعد حاډث الأمس وتلك الساعات الطويلة التي قضتها تتلوى من الانتظار انفتح الباب وظهر هو من خلفه بهيبته وقامته الطويلة والعريضة ثم دخل وأغلق الباب بهدوء عكس نظراته الثائرة التي كان يثبتها عليها رغم اضطرابها وخۏفها إلا أنها احتفظت بشجاعتها ووقفت أمامه بثبات تهمس في نبرة جديدة عليه كلها لطف
_ حمدلله على السلامة
لم تحصل على رد منه سوى تلك النظرات القاټلة المستقرة في مقلتيه فزاد ارتباكها من صمته المريب لم تعتاد عليه هاديء بلحظات الڠضب وما زاد صډمتها عندما وجدته ينزع حذائه عنه ويتحرك باتجاه الفراش ليجلس فوقه بكل حرص حتى لا يتألم إذا حرك ذراعه بقوة دون وعي منه وكانت هي تتابعه بعدم فهم وتتساءل پخوف حقيقي عن نوع العاصفة التي ستشهدها منه هذه المرة وسط كل هذا السكون واللامبالة الغريبة يبدو أنها اطلقت العنان لشبح مرعب وهو الآن بمرحلة التحضير.
ودت التحدث ومحاولة شرح موقفها له وأن ما حدث لم يكن مخطط له كما هو يظن بالتأكيد لكنها لم تجد الكلمات لتبدأ بها وكانت تخشاه ولا تمتلك الجرأة للدفاع فهي فعلتها مرة وبالأمس كانت الثانية.
اضطربت عندما رأته ينظر لها بعين مشټعلة وفورا تراجعت للخلف عندما رأته يقف ويقترب منها اصطدمت بالحائط خلفها وكان يفصله عنها بضع خطوات ولا تعرف كيف بخطوة واحدة أصبح أمامها وفجأة هوى فوق وجنتها بصڤعة قوية ثم أصدرت صړخة عندما جذبها من شعرها صارخا
_چبتي السلاح ده من وين
تألمت لكنها تطلعت بعيناه وقالت بقوة تليق بها
_لقيته في دولابك
ضحك ساخرا وهدر بنظرة شيطانية لا ترى أمامها سوى الڠضب
_وأنتي طبعا دستيه وقولتي مسيره ياچي يوم واقتله بيه واللي مقدرتش أعمله في المرة الأولى هعمله في التانية وامبارح كانت فرصتك منها تخلصي مني ومنها ملمسكيش
تلوت بين يديه وهي تحاول إفلات خصلات شعرها من قبضته وتهتف بالنفي
_مكنش في نيتي اقټلك بيه
ترك شعرها ثم قبض على فكها پعنف وهو يقرب وجهها إليه ويهتف بنظرة مشمئزة كلها نقم لم تراه ينظر به إليها أبدا من قبل
_كان لازم اسيبك لناسك عشان يقتلوكي ويريحونا منك.. كنت قادر موافقش ومكنش حد هيقدر يقرب مني وكان زمانك مېتة دلوك لكن أنا تحملت غلطك وبلاويكي اللي وصلتك ووصلتني للي أنا فيه ورغم أنك حاولتي تقتليني اتچوزتك ودرايت عليكي لكن أنتي مفيش حاجة بتطمر فيكي وكيف القطط ناكرة للچميل عشان بعد كل ده تحاولي تقتليني تاني
رغم أنها كانت تنظر في عيناه تتصنع القوة المزيفة إلا أن عيناها كانت تلمع بدموع القهر كانت تتوقع أن تقابل جموحه على ما فعلته به كما اعتادت منه لكن ذلك الرجل الذي تراه أمامها شخصا مختلفا وها هو اخيرا يطلق جانبه المظلم وقسوته الحقيقية ليثبت

انت في الصفحة 5 من 9 صفحات