رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل السادس عشر بقلم ندى محمود توفيق
والتفتت حولها تلقي نظرة على أبنائها فوجدتهم بسبات عميق لا يشعرون بأي شيء حولهم تنهدت الصعداء ونهضت من الفراش بحذر شديد ثم قادت خطواتها لخارج الغرفة بخطوات متريثة فتحت الباب بكل بطء وخرجت ثم اغلقته خلفها بنفس الطريقة.
تحركت تجاه غرفته أو غرفتهم بالمعنى الأدق وفتحت الباب ثم دخلت فوجدته نائم في فراشه ابتسمت وأغلقت الباب خلفها ثم اقتربت منه لتجلس بجواره على حافة الفراش وراحت تتطلع إليه ببسمة عاشقة وهي تتمعنه تذكرت كيف كانت تمر لياليهم وهي نائمة بين ذراعيه ټدفن وجهها بين ثنايا صدره وتستمع لصوت دقات قلبه.. اشتاقت له ولذلك الشعور فقد انطفأت روحها وهي بعيدة عنه تقضي لياليها وحيدة دونه.
رفعت رأسها قليلا وتطلعت بملامحه الهادئة اثناء النوم ثم ردت باسمة برقة
_ هنام چارك وبحضنك الليلة دي
سمعها ولم يجيب بسبب شعور النعاس القوي الذي يهيمن عليه وفقط اكتفى بأنه لف ذراعه عليها وضمھا إليه أكثر بصمت فابتسمت هي بسعادة وتركت نفسها تنعم بجمال تلك اللحظات لكن غامت عيناها بالعبرات عندما تذكرت علاقتهم كيف أصبحت فهمست بصوت مبحوح يغلبه البكاء
لم تعرف هل سمعها أم لا لكنها لم تهتم كثيرا وسكنت بين ذراعيه تترك لنفسها حرية الاستمتاع بشعور الدفء بين ثنايا صدره ثم أغلقت عيناها لكي تنام هي الأخرى.
فتحت عيناها مڤزوعة على أثر الأصوات العالية القادمة من الخارج وحين تلفتت حولها رأت ضوء النهار واشعة الشمس تملأ الغرفة فتذكرت أنها بقت الليل كله على الأرض تنتظره لكن النوم غلبها وغفيت مكانها على نفس وضعيتها.
خرج صوت إخلاص المغتاظ وهي توقف ابنها الذي يقود خطواته تجاه غرفته بالأعلى
_ رايح وين ياعمران
ضيق عيناه وأجابها ببساطة
_ طالع أوضتي هرتاح شوية ياما في إيه!
_ لا مهتقعدش مع الحية اللي فوق دي في اوضة واحدة تاني.. تروح تعملك حاچة ياولدي وأنت نايم ومش حاسس بيها
اشتدت حدة نظراته وقال لأمه بانزعاج
_ چرا إيه ياما ما قولتلك أنا اللي طخيت نفسي بالغلط
هتف إبراهيم پغضب مماثل لزوجته
_ وأنت إيه ليك شغل مع السلاح وتمسكه ليه من الأساس!
لاحت بشائر الڠضب الحقيقي على ملامح وجهه حيث صاح منفعلا بلهجة رجولية لا تقبل النقاش
لحظة صمت منه وهو يمر بنظره على وجوههم جميعا ليجد الضيق على ملامحهم لكنه لم يكترث ورد بهدوء غريب عكس حالة الثوران التي كان بها للتو
_