الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل السادس عشر بقلم ندى محمود توفيق

انت في الصفحة 4 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

والتفتت حولها تلقي نظرة على أبنائها فوجدتهم بسبات عميق لا يشعرون بأي شيء حولهم تنهدت الصعداء ونهضت من الفراش بحذر شديد ثم قادت خطواتها لخارج الغرفة بخطوات متريثة فتحت الباب بكل بطء وخرجت ثم اغلقته خلفها بنفس الطريقة.
تحركت تجاه غرفته أو غرفتهم بالمعنى الأدق وفتحت الباب ثم دخلت فوجدته نائم في فراشه ابتسمت وأغلقت الباب خلفها ثم اقتربت منه لتجلس بجواره على حافة الفراش وراحت تتطلع إليه ببسمة عاشقة وهي تتمعنه تذكرت كيف كانت تمر لياليهم وهي نائمة بين ذراعيه ټدفن وجهها بين ثنايا صدره وتستمع لصوت دقات قلبه.. اشتاقت له ولذلك الشعور فقد انطفأت روحها وهي بعيدة عنه تقضي لياليها وحيدة دونه.
لم تسمح للتردد بإعاقتها في رغبتها بالتمتع بتلك اللحظات مرة أخرى حيث تمددت على الفراش بجواره وتأملته للحظة قبل أن تمد يدها وتبعد ذراعه بلطف لتفرده ثم انضمت له تدخل قوقعته الخاصة تنام برأسها فوق ذراعه وټدفن وجهها بصدره مغلقة عيناها في ابتسامة عاطفية كانت تماما كالطفلة الصغيرة التي استيقظت بمنتصف الليل في الظلام واستحوذها الخۏف فذهبت لأبيها والتصقت بأحضانه لتتمكن من متابعة نومها بأمان دون خوف فتح جزء من عيناه بخمول وانزعاج وحين أدرك أنها هي اغلق عيناه مجددا ورد بصوت ناعس
_ بتعملي إيه يافريال!
رفعت رأسها قليلا وتطلعت بملامحه الهادئة اثناء النوم ثم ردت باسمة برقة
_ هنام چارك وبحضنك الليلة دي
سمعها ولم يجيب بسبب شعور النعاس القوي الذي يهيمن عليه وفقط اكتفى بأنه لف ذراعه عليها وضمھا إليه أكثر بصمت فابتسمت هي بسعادة وتركت نفسها تنعم بجمال تلك اللحظات لكن غامت عيناها بالعبرات عندما تذكرت علاقتهم كيف أصبحت فهمست بصوت مبحوح يغلبه البكاء
_ اتوحشتك قوي وڠصب عني سيبتك حسيت روحي عاچزة ومش عارفة أعمل إيه ولا اختار مين!
لم تعرف هل سمعها أم لا لكنها لم تهتم كثيرا وسكنت بين ذراعيه تترك لنفسها حرية الاستمتاع بشعور الدفء بين ثنايا صدره ثم أغلقت عيناها لكي تنام هي الأخرى. 

فتحت عيناها مڤزوعة على أثر الأصوات العالية القادمة من الخارج وحين تلفتت حولها رأت ضوء النهار واشعة الشمس تملأ الغرفة فتذكرت أنها بقت الليل كله على الأرض تنتظره لكن النوم غلبها وغفيت مكانها على نفس وضعيتها.
وثبت واقفة وأسرعت تجاه باب الغرفة تضع أذنها عليه تستمع للأحاديث التي تدور بالمنزل في الخارج والتي كانت كالآتي بين العائلة وعمران الذي يبدو أنه عاد للتو من المستشفى....
خرج صوت إخلاص المغتاظ وهي توقف ابنها الذي يقود خطواته تجاه غرفته بالأعلى
_ رايح وين ياعمران
ضيق عيناه وأجابها ببساطة
_ طالع أوضتي هرتاح شوية ياما في إيه!
هتفت بعصبية ورفض امتزج بقلقها
_ لا مهتقعدش مع الحية اللي فوق دي في اوضة واحدة تاني.. تروح تعملك حاچة ياولدي وأنت نايم ومش حاسس بيها
اشتدت حدة نظراته وقال لأمه بانزعاج
_ چرا إيه ياما ما قولتلك أنا اللي طخيت نفسي بالغلط
هتف إبراهيم پغضب مماثل لزوجته
_ وأنت إيه ليك شغل مع السلاح وتمسكه ليه من الأساس!
لاحت بشائر الڠضب الحقيقي على ملامح وجهه حيث صاح منفعلا بلهجة رجولية لا تقبل النقاش
_ أنتوا هتحققوا معايا ولا إيه يابوي أنا قولت اللي عندي والكلام خلص ومش عاوز حد يفتح الموضوع ده تاني وانسوه واصل كمان أنا زين الحمدلله وواقف قصادكم مفياش حاچة أهو
لحظة صمت منه وهو يمر بنظره على وجوههم جميعا ليجد الضيق على ملامحهم لكنه لم يكترث ورد بهدوء غريب عكس حالة الثوران التي كان بها للتو
_

انت في الصفحة 4 من 9 صفحات