الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل العاشر بقلم ندى محمود توفيق

انت في الصفحة 5 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

أقولك عشان تاخدي بالك بس ياما ومتوقعيش في الغلط مع مرات أبوي وعمران وبالأخص آسيا أنتي عارفاها زين على ما أظن يعني
ابتعدت عفاف عن ابنها وهي ترمقه باقتضاب وتشيح بوجهها عنه كدليل على أنها لم يعجبها تحذيراته وتعليماته الحازمة لكنه على العكس تماما انحنى عليها ولثم رأسها بمحبة مبتسما قبل أن يقول 
_ أنا ماشي لو عوزتي حاچة كلميني 
لم يأتيه ردها وهو لم ينتظر حيث اتجه لباب غرفته فورا وبقت هي تتابعه بمضض أن اتبعت تعليماته واستمرت خارج كل الأمور ستتلطخ في الوحل مع أبيه إذا علم الجميع أنه هو المتسبب في قتل خليل ولن تسلم من تلك الساحرة التي تدعى آسيا .

منذ أن غادر وتركها بالصباح جلست فوق المقعد الخشبي المتوسط أمام الفراش وأخذت تتجول بنظرها في أرجاء غرفته تتفحصها بتدقيق الحوائط مطلية باللون الأبيض والأثاث باللون البني الغامق وبجوار الفراش من كل جانب كومود صغير فوقه لمبة مصباح تعطي اضاءة مركزة كانت غرفة كلاسيكية بالكامل تعكس حياة رجل أعزب يقضي أوقاته وحيد بها. 
كانت النيران تأكلها پعنف من فرط الغيظ لا تطيق البقاء بتلك الغرفة للحظة واحدة هي لا تنتمي لذلك المكان ولا لتلك العائلة ولا حتى لذلك الرجل المسمى زوجها سيكون استسلامها وقبولها بذلك الوضع المخزى أكبر هزيمة ساحقة لها خنوعها لرجل لا تريده ولا تحبه تحت رابط زواج تم لأسباب كاذبة وواهنة ليس من شيمها أبدا.. ستتخلص منه ومن ذلك الزواج عاجلا أم آجلا.
رفعت رأسها بتلقائية بحتة أعلى الفراش لتسقط على الحائط الذي اعلى الفراش ورأت ساعة الحائط المعلقة وكانت العقارب تقف عند الرقم السابعة ونصف اتسعت عيناها پصدمة لا تستوعب متى مر الوقت بهذه السرعة لتصبح السابعة مساءا.. فوثبت واقفة فجأة وتلفتت حولها في الغرفة كأنها تبحث عن شيئ ثم توجهت نحو خزانته وفتحتها بقوة راحت تجذب بابا وراء الآخر من أبواب الخزانة كلها ولم تجد بهم شيء سوى ملابسه وأشيائه الخاصة توقفت للحظة وارتخت عضلات وجهها تتطلع بالخزانة وملابسه شاردة الذهن من المفترض أن يكون زوجها وهذا منزلها لكنها لا تملك شيء واحد خاص بها هي كالزهرة التي وضعت بغير بيئتها المناسبة سرقوا منها سعادتها وأحلامها كأي فتاة تتمنى زواج سعيد برجل تريده وتألفه.. تختار منزلها وترتدي فستان زفافها حرمت من أبسط حقوقها كفتاة والآن موكلة بمهمة التعايش والقبول بالأمر الواقع تدفع الثمن لذنب لم تقترفه! . 
شعرت بسخونة فوق وجنتيها ولم تكن سوى عبراتها التي انهمرت بغزارة دون أن تشعر فأظلمت عيناها وهاجت عواصفها لتشعر بنيران صدرها على وشك حړق ما تبقى منها وأنفاسها تضيق وفجأة دون أن تشعر ثارت على خزانته وراحت تجذب ملابسه وتلقيها پعنف في أرجاء الغرفة دون أن تدري إلى أين تذهب يداها هي فقط فاض الكيل بها وتريد التنفس قليلا ولم تجد أفضل من الصړاخ وسط كلماتها المتوعدة والمقهورة 
_ مبقاش أنا آسيا أما اخدت حقي منكم كلكم.. وأولهم هتكوني أنتي ياخلود 
كان هو بطريقه على الدرج يقصد غرفته بالطابق الثالث وفجأة تصلب مكانه عندما اخترق أذنه صوت صړاخ قادم من الطابق الثالث سكن تماما يحاول تميز ذلك الصوت وحين أدرك أنه قادم من غرفته وصوتها هي اندفع مسرعا نحو غرفته شبه ركضا ليس خوفا لكنه تعجب وقلق من أن يكون نشب شجار بينها هي وأمه. 
وصل للغرفة ودفع الباب پعنف ثم دخل وحين وجدها تفرغ خزانته كلها وهي

انت في الصفحة 5 من 8 صفحات