الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل التاسع بقلم ندى محمود توفيق

انت في الصفحة 6 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

.. مهما كان دي كلها كام ساعة وتبقى مرتي وأنا مرضاش أن حد يشوف الصور دي ولا يعرف حاجة عن اللي حصل 
اجابه إبراهيم بموافقة وتأييد لرأيه  
_ ماشي ياولدي أنت عندك حق هي هتبقى مرتك وأي حاجة تمسها هتمسك .. خلاص متقلقش محدش هيعرف حاجة 
هدأت ملامح وجهه وارتخت ليقول بعدها بهدوء  
_ زين أنا رايح العطارة عاوز حاجة مني 
رفع يده بالرفض وقال  
_ لا معاوزش حاجة .. ابقى اتصل بيا لو الحج يوسف جه 
اكتفى بإماءة رأسه بالموافقة واستدار ليقود خطواته لخارج الغرفة ثم لخارج المنزل بأكمله.. ليستقل بسيارته وينطلق بها .
داخل منزل خليل صفوان تحديدا بغرفة آسيا بالطابق الثاني ..... 
كانت كامنة فوق فراشها تضم ساقيها لصدرها وعيناها عالقة على النافذة أمامها تتأمل السماء بوجه ذابل .. لم يتركوا لها شيء داخلها مهشم .. دمروا كل ما تبقى من حب ورحمة بقلبها .. طمسوا تلك النقطة البيضاء بأعماقها هي الآن طائر مجروح لا حول ولا قوة له لكنه ينتظر شفائه ليعود ويحلق من جديد في سماء الشموخ ليثأر لنفسه من كل شخص ساهم في كسره وسقوطه من أوج القوة .. ستحيا من رمادها مرة أخرى كالعنقاء .
سمعت صوت الباب وهو ينفتح لتدخل جليلة وتلقي عليها نظرة قاسېة رغم حزنها على حالتها إلا أنها لم تسمح لعاطفتها بالتأثير عليها حيث هتفت بلهجة مرعبة  
_ جهزي حالك بكرا هتتجوزي اللي لطختي شرفنا وسمعتنا معاه
اتسعت عيناها پصدمة وفورا التفتت برأسها لأمها تطالعها بعدم استيعاب لتهب واقفة وتسأل ببلاهة  
_ هتجوز مين .. عمران ! 
جليلة پغضب وحدة  
_ أيوة هو في غيره ولا إيه !!
استحوذتها الدهشة لبعض الوقت ثم اقتربت من أمها تتوسلها بضغف لا يليق بها  
_ أبوس يدك ياما متخلهمش يجوزوني منه .. أنا معملتش حاجة والله العظيم .. مش هستحمل ادخل بيت إبراهيم الصاوي ولا اتجوز ولده اللي قتل أبويا 
صڤعتها جليلة على وجهها پعنف صاړخة بها  
_ اكتمي متجبيش سيرة أبوكي .. لو كان . ياكش ربنا ياخدك ويريحني منك
تقهقهرت للخلف بعينان دامعة يملأها العجز والصدمة مما تفوت به أمها وبالأخص دعائها الأخير عليها .. بتلك اللحظة ادركت أن كل شيء انتهى حتى لو ادركوا ظلمهم لها وأنها لم تكذب عليهم ولم تفعل ما يلوث شرفها واسم عائلتها .. لن تسامحهم وربما لن تفعل ابدا ! . 
أكملت جليلة بعدم شفقة وقلب منفطر من الألم على فعلتها الشنيعة  
_ احنا معدش عندنا بنات هيتجوزك وياخدك وتنسينا واصل 
اكتفت بالتحديق بها مبتسمة پألم ودموعها تنهمر بغزارة فوق وجنتيها .. وكأن لسانها انعقد ولم تعد قادرة على الحديث فقط عبرت عن شعور الخزي والۏجع الذي يستحوذها بابتسامتها المريرة .. وتابعت أمها وهي تستدير وتغادر ولم تنسى بالطبع غلق الباب بالمفتاح لتتركها حبيسة غرفتها مجددا .. بالنسبة لها لا فرق ففي كلتا الحالتين هي حبيسة انكسارها وعجزها . 
بينما جليلة فاندفعت تجاه غرفتها وهي تبكي بحړقة فاصطدمت بإنصاف التي اوقفتها وهتفت بتعجب  
_ حصل إيه ياجليلة .. ليه پتبكي ! 
كفكفت دموعها بسرعة وقالت في ثبات متصنع  
_ ملكيش صالح يا إنصاف بعدي عن خلقتي السعادي
انهت عباراتها وأكملت طريقها لغرفتها بينما الأخرى فظلت مكانها تحدق باندهاش من الإهانة التي تلقتها للتو على لسانها الفظ لتقول في غيظ وحقد  
_ صح حلال فيكي أنتي وبتك اللي حصل فيكم .. الحق على اللي يسألك ولا يبص في وشك 
بصباح اليوم

انت في الصفحة 6 من 7 صفحات