رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل السادس بقلم ندى محمود توفيق
تلوح فوق ثغرها وعيناها تلمع بالحقد والترقب .
توقف عمران بأحد الشوارع الجانبية الخالية من المارة حتى يتمكن من الحديث معها على راحة دون أن يراهم أحد .. بينما هي فكانت تسير خلفه ببرود استفزه أكثر ولولا أنها فتاة لكان مكانها الآن بجانب ذلك المتسكع خالد وتولى هو بنفسه مهمة تلقينها الدرس الذي تستحقه وقفت أمامه بجبروت يليق بها ثم قالت بهدوء تام يحمل الاستهزاء
لم يجيبها واكتفى بنظراته القاټلة كان وجهه كجمرة نيران ملتهبة ويتمالك زمام انفعالاته بصعوبة أمام تلك الساحرة التي ابتسمت وتابعت بكل جرأة
_ كنت عارفة أنه مش هياخد في يدك غلوة ويقر ويقولك إني أنا اللي عملت إكده .. هو حتى معرفش يعمل اللي طلبته منه زين وأديك واقف قصادي مفكش حاچة
_ تعرفي لولا إنك حرمة كان زماني دلوك حابسك معاه في المخزن وطبعا مش محتاج أقولك هو بيحصل فيه إيه دلوك .. وأنتي كان هيكون ليكي استثناء عشان أنا بنفسي اللي هربيكي من أول وجديد لأنك كيف ما قولت ناقصة تربية وعاوزة تتربي من أول وجديد
استشاطت غيظا ورفعت سبابتها بوجهه تصيح به منفعلة
اظهر عن أنيابه الشرسة وبحركة مباغتة منه قبض على يدها التي ترفعها بوجهه وانزلها پعنف لدرجة أنها تألمت بشدة وقال بعين حمراء مخيفة
_ من إهنه ورايح هتخافي مني .. أنا هعتبر اللي عملتيه غباء وبسبب حړقتك على أبوكي ومش هچيب سيرة لحد وعندي استعداد انساه كمان.. بس اقسم برب العزة لو فكرتي تلعبي پالنار معايا تاني يا آسيا ھحرقك بيها ومن غير ما يرفلي چفن .. لو أنا عامل حاسب أنك حرمة دلوك وهادي بعد إكده مش هعمل حساب لحاچة وانصحك متختبرنيش عشان هتندمي قوي .. وهقولهالك للمرة الأخيرة خليكي برا مشاكل الرچالة واحذري مني
_ حق أبويا مش هنسيبه وأنت وأبوك مش هتفلتوا من العقاپ .. كيف ما حرقتوا قلبنا على أبونا وصفيتوا دمه في نص الشارع وقصاد الخلق كلها وقصاد عينينا هيتحرق قلبكم كمان وخليك فاكر كلامي ده زين ياعمران هياچي يوم وتشربوا من نفس الكاس
عمران بصوت رزين لكنه مازال محتفظ بصرامته
_ أنا فاهم وچعك على أبوكي وعشان إكده هعدي اللي عملتيه معايا وهعتبر نفسي نسيته .. بس انصحك متخلناش نقف الوقفة دي تاني قصاد بعض يا آسيا عشان صدقيني المرة الچاية مش هتعجبك واصل
انهى عبارته واندفع بعيدا عنها يتركها متسمرة بأرضها تحاول الوقوف صامدة لكن دموعها خانتها وانهمرت فوق وجنتيها بحړقة وألم.. لوهلة انتابها شعور بالندم على فعلتها البشعة ومحاولتها لقټله .
وصلت خلود للمنزل قبل آسيا واسرعت للطابق الثاني حيث غرفة أمها وابتسامة وجهها تشق طريقها حتى أذنها ..