رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل السادس بقلم ندى محمود توفيق
هاتفا
_ رچعها لستك خد ياعمار
التقطها الصغير من يد أبيه وذهب لجدته مجددا حتى يعيد لها المرهم .. بينما فريال فنظرت لجلال الذي كان سيهم بالنهوض حتى يذهب ويغسل يديه وقبضت على ذراعه توقفه بنظرة ساحرة من عيناها .. ثم اعتدلت بجلستها برفق واقتربت منها هامسة برقة أنثوية
_ ربنا يخليك ليا ياحبيبي
_ ويخليكي ليا ويهديكي يافريالي
هتفت بدلال مبتسمة
_ إيه يهديني دي شايفاني مچنونة قصادك ولا إيه !
ضحك وأجابها
_ هي الهداية للمچانين بس يعني ! .. ربنا يهدينا جميعا مش أنتي وحدك
بتمام الساعة السابعة مساءا خرجت آسيا من المنزل تقود خطواتها تجاه الصيدلية ولم تنتبه للخطوات التي كانت تلحق بها وتتعقبها بذكاء .. لكنها لسبب ما لا تعرفه شعرت بشيء غريب فتوقفت والتفتت برأسها للخلف تتفحص المارة من حولها وحين لم تجد شيء مثير للاهتمام أو القلق أكملت طريقها .
خرجت خلود من خلف أحد الجدران التي اختبأت خلفهم وهي تزفر براحة للحظة كانت ستمسك بها وجميع مخططاتها تذهب هباءا لكنها لحسن الحظ انقذت الأمر بذكاء ولم تفسده أكملت طريقها خلفها بحرص أكثر فقد كانت تظن أنها ذاهبة لمقابلة ذلك الشاب مجددا ولذلك خرجت لتعقبها ولا تعرف أنها فقط في طريقها للصيدلية ! .
_ بسم الله الرحمن الرحيم
_ مټخافيش ده مش عفريتي لساتني عايش ومموتش
رغم اضطرابها البسيط من نظراته إلا أنها لم تكترث وأجابت باسمة بثقة وغل
_ عارفة أنك لساتك عايش .. بس كلنا مسيرنا يچيلنا يوم وڼموت صح ولا إيه
ضغط عمران على قبضة يده بقوة محاولا تمالك أعصابه ثم هتف بنبرة منذرة ولهجة آمرة لا تقبل النقاش
ضحكت بسخرية ورمقته بقرف قبل أن تهم بالرحيل وكأنها لم تسمع شيء لكن صوته الذي لا يحمل المزاح أوقفها
_ تعالى ورايا بالذوق يابت خليل ده لمصلحتك لو مش عاوزة يكون موتك أنتي اللي قريب
انهى عبارته واستدار يسير مبتعدا عنها ظلت هي واقفة مكانها تتابعه بنظرها في غيظ شديد وبالأخير اضطرت لإتباع طلبه أو بالأدق أوامره وقبل أن تسير خلفه تتبعه تلفتت حولها تتأكد من عدم وجود أحد يتابعهم بنظراته
على الجانب الآخر شهقت خلود بذهول وهي تقول بعدم تصديق
_ وه ده عمران .. بتعملي إيه معاه يابت چليلة وقعتي ومحدش سمى عليكي
ثم اسرعت تلاحقهم بحذر دون أن يلاحظها أحد ترى عمران يسير بخطوات واسعة وآسيا تسير خلفه بكل عنجهية وثبات .. وهي تلاحقهم بابتسامة شيطانية