الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الخامس بقلم ندى محمود توفيق

انت في الصفحة 6 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

إيه يافريال 
قست ملامحها رغم ارتباكها من نظراتها إلا أنها قالت بجفاء  
_ أنا سبق وقولتلك لو أذيت أخويا مش هسامحك 
هب واقفا وتحرك نحوها بخطوات مريبة وسط نظراته المخزية حتى وقف أمام الفراش أمامها مباشرة ومال عليها يهمس بنبرة أصابت أعمق يسارها  
_ أبوكي اللي قتل أبويا وأخوكي اللي بيتستر على أبوه بقوا هما الملايكة وجلال الشيطان صح يابت الصاوي بقيت احس إن ممكن في يوم الاقيكي اختارتي ناسك وسبتيني أنا يافريال
امتلأت عيناها بالدموع وأخذت تتأمله بحړقة قبل أن تجيبه بصوت مبحوح  
_ كيف ما أنا مقدرش اخسرك كمان مقدرش اخسر حد من أهلي ياجلال بزيادة ډم وعداوة.. الډم مبيخلصش غير لما يخلص على الكل 
اكتفى بنظرته القاټلة دون أن يتفوه ببنت شفة ثم انتصب في وقفته واستدار يغادر الغرفة ويتركها بمفردها وسط حزنها وتخبطها ! . 
مرت ساعات طويلة ولم يعد فغلبها النوم وڠرقت بأحلامهما التي قد تكون مزعجة بعض الشيء عاد للغرفة في تمام الساعة الثانية عشر بعد منتصف الليل وحين دخل ووجدها نائمة تنهد مطولا بخنق ثم اغلق الباب ببطء وتحرك بتريث نحو فراشهم وجلس بجوارها ينحنى عليها يقبل شعرها ووجنتها بحب قلبه يسحق تحت الأسى والحزن بسبب البعد وفتور علاقتهم حتى شكها به وشعوره بأنها تفضل عائلتها عليه ېمزق قلبه ! .
لو تعلم أنه التزم الصمت ولم يفعل شيء ليثأر لدماء أبيه من أبيها الذي قټله بدم بارد فقط من أجل أطفالهم ومن أجلها لكي لا يرى حسرتها وقهرها على والدها حتى لو كان رجل ظالم أو نظرتها المعاتبة وهي تحمله الذنب في قټله.. تنازل ومازال يقدم تضحيات وتنازلات فقط من أجلها وبنهاية الحكاية تتهمه بمحاولة قتل أخيها وعدم مسامحتها له أن حاول مجرد المحاولة .. ليتها تعلم مقدار عشقه وارتباط روحه بها . 
وصل عمران المنزل ودخل بخطوات بطيئة باستعانة بشار الذي كان يسنده ومن خلفه كان كل من إخلاص وإبراهيم رغم الألم البسيط الذي مازل يصيبه بين الحين والآخر إلا أنه أصر على الخروج من المستشفى والعودة لمنزله حتى يستطيع الاستمتاع بقدر أكبر من الراحة بين طيات فراشه وبقوقعته الخاصة داخل غرفته في حين أن الجميع كان ضد قراره ورغبته إلا أنه أيضا نفذها ولم يكترث بأحد . 
هتفت إخلاص من خلفه بضيق  
_ كان فيها إيه ياولدي لو فضلت في المسشتفى لغاية ما تشد حيلك وتقدر تقف على رجلك زين 
هدر إبراهيم بعدم حيلة  
_يعني أنتي مش عارفة ولدك وراسه الناشفة وعناده 
هتفت عمران بنفاذ صبر وبانزعاج بسيط  
_ بزيادة عادة قولتلكم أنا في بيتي وسريري هكون مرتاح أكتر 
تحدث بشار بنبرة رزينة مبتسما  
_ خلاص ياعمي سيبوه على راحته 
زفرت إخلاض يخنق وقالت في دفء  
_ أنا هروح احضرلك الوكل عشان تاخد علاجك 
صعد الدرج يقصد غرفته بالطابق الثاني من المنزل وكان يساعده بشار بينما ابراهيم فتوجه لغرفة الصالون الخاصة به وذهبت إخلاص للمطبخ حتى تقوم بتحضير الطعام لابنها .
وجدت عفاف بالمطبخ تجلس فوق المقعد الخشبي حول الطاولة الصغيرة وتحتسي كوب شاي دافيء تجاهلت وجودها تماما وبدأت تتحرك بأرجاء المطبخ تحضر الطعام حتى سمعت صوتها تقول بنبرة تحمل بعض الشماتة   _ حمدلله على سلامة عمران 
التفتت لها إخلاص ولمست نبرة التشفي في صوتها فاستشاطت غيظا وقالت بخبث  
_ الحمدلله ربنا حفظه لشبابه وليا ولأخته .. ربنا يبعد عنه كل حاقد وشيطان مؤذي عاوز يأذي ولدي ومستنيه يقع 
ابتسمت عفاف

انت في الصفحة 6 من 7 صفحات