رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الخامس بقلم ندى محمود توفيق
انت في الصفحة 7 من 7 صفحات
بلؤم وقالت بنظرة شيطانية
_ وميحفظهوش لأبوه ليه ولا أكمنك عارفة أن أبوه خلاص بقى ليا ومعدش ليكي أنتي وعيالك مكان وحتى لو ليكم فقريب مش هيبقى
التهبت عين إخلاص التي اندفعت نحوها كالۏحش الثائر وهتفت بتحذير وڠضب هادر
_ مين أنتي عشان تقولي عيالي ليهم إيه وملهمش إيه أنا ممكن اوديكي ورا الشمس ياعفاف اوعاكي تنسي روحك وتنسي مين إخلاص ولو إخلاص مش موجودة فولدي راجل وزين الرجال كمان بصباع واحد منه يمشي البيت ده كله على العجين ميلخبطهوش وأولهم أنتي
_ ولدك اللي كانوا هيقتلوه امبارح وياعالم هيعملوها تاني ولا لا .. ولو ماټ وقتها مهيبقاش ليكي حد واصل ولا ضهر ولا سند تتحامي فيه
انهت عباراتها واستقامت واقفة ثم غادرت المطبخ تاركة إخلاص متسمرة بأرضها ودموعها تجمعت بعينيها خوفا وړعبا على ابنها الوحيد .
بعد مرور نصف ساعة تقريبا فتحت باب غرفته ودخلت حاملة فوق ذراعيها صينية معدنية حديدية متوسطة الحجم وفوقها صحون الطعام .. اعتدل عمران في نومتها فور رؤيته لدخول أمه بالطعام وتابعها وهي تضع الصينية أمامه على الفراش بوجه عابس وحزين فغضن حاجبيه وسألها بجدية
وكأنها كانت في انتظار سؤاله حتى ټنفجر باكية مما جعله يصاب بالفزع والقلق ليسألها
_ في إيه ياما !!
جففت دموعها بظهر كفها وأجابته بصوت مبحوح
_ مفيش حاجة ياولدي زعلانة عليك بس وقلقانة كمان
تنفس الصعداء براحة بعد جملتها ثم ربت بيده في رفق على الفراش بجانبه هامسا ببسمة حانية
جلست بجواره فوجدته يحتضن كفها بين كفه العريض والضخم ويرفعه لفمه يلثم ظاهره ثم انحنى عليها وقبل رأسها وجبينها متمتما بنبرة انسدلت كالحرير ناعما
_ دموعك غالية قوي عندي والله ياما متقلقيش عليا أنتي مخلفة راجل أنا زين ومحدش يقدر ياخدني منك غير ربنا واللي عمل إكده معايا أنا عارف هربيه زين كيف بطريقتي
_ ربنا يخليك ليا يانور عيني ومايحرمني منك ياولدي
_ويخليكي لينا ويباركلنا في صحتك ياست الكل
كانت تلك عبارته وهو يقبل ظاهر كفها مرة أخرى بابتسامة ساحرية ......
بتمام الساعة الثالثة عصرا باليوم التالي داخل مخزن السمك الخاص بعائلة إبراهيم الصاوي يجلس عمران على مقعد مبطن مريح وعلى مقعد آخر مجاور له كان بشار الذي قال باعتراض بسيط
رمقه عمران مبتسما بثقة وقال في نظرة مخيفة كلها جبروت وقسۏة
_ ليه هو أنا دلوك مش أسد ولا إيه !! .. اصبر واتفرج هعمل إيه
لم تمر دقائق طويلة بعد عبارة عمران الأخيرة حتى انفتح الباب ودخل رجل ببنية ضخمة ويسحب بيده ذلك المتسكع خالد ! .
هتف عمران بنظرة شيطانية وصوت يدب الړعب في الأبدان
_ إيه كنت فاكر نفسك هتعرف تهرب مني