رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الخامس بقلم ندى محمود توفيق
أخيها وراحت ترتمي بذراعيه من جديد تنعم بدفء وراحة صدره الواسع فيضمها هو إليه أكثر مقبلا رأسها ...
كانت آسيا قد انتهت من تبديل ملابسها وتقف أمام المرآة تسرح شعرها الأسود حين سمعت صوت الباب ينفتح ولحظة بالضبط وظهرت من خلفه أمها التي تقدمت منها بتريث ووقفت خلفها تتطلع في انعكاس صورتها بالمرآة بقوة غضنت آسيا حاجبيها بتعجب وقالت مبتسمة
جليلة بنبرة مريبة وعين ثاقبة
_ مش عاجبني حالك يابت بطني
تركت الفرشاة من يدها واستدرات بجسدها كاملا نحو أمها وحدجتها باستفهام قائلة
_ إيه اللي مش عاجبك في حالي ياحجة جليلة .. ده أنا حتى تربيتك وبتك
لوت جليلة فمها بقلة حيلة وقالت بحزم
_ وهو ده اللي مخوفني إنك تربيتي وعودك طالع كيف عودي بظبط .. راسك ناشفة ومبتسمعيش لكبير وجبارة .. خاېفة تغلطي نفس غلطاتي يابتي وقلقانة عليكي لأحسن عندك ده يوقعك في مصايب
_ مټخافيش ياما أنا مش عيلة صغيرة ولا عبيطة عشان أوقع نفسي في مصايب أنا عارفة أنا بعمل إيه زين اطمني عليا لو كنتي أنتي جبروت قراط فأنا قراطين ومهسمحش لصنف مخلوق أنه ياجي عليا ويكسرني
تنفست جليلة الصعداء بعدم حيلة فمهما حاولت الشرح لها لن تفهم ستظل محتفظة بعنادها ولن تتنازل عنه وهي كانت مثلها لكنهم لم يسمحوا لها حين أدركوا أنها قد تخرج عن طوعهم وعن طبيعة الأنثى التي صنعوها بمجتمع ذكوري يستخدم جميع التصريحات التي منحت له كونه رجل وهي امرأة ! .
_ اليومين دول رجلك خدت على الخروج .. بتطلعي تروحي وين يا آسيا !
صمتت للحظة ثم قالت مخترعة حجة وكذبة محترفة
_ ما أنتي عارفة ياما بطلع أجيب طلبات البيت أحيانا .. يعني هكون بروح وين ! أجابها جليلة بعدم اقتناع ونبرة منذرة
_ امممم يعني مفيش حاجة إكده ولا إكده مدرياها عليا
_ لا مفيش طبعا هداري عنك إيه يعني !
اكتفت جليلة بنظرتها الصارمة لابنتها ثم استدارت وغادرت غرفتها تتركها تقف تفكر بسؤال أمها وشكها بها هي حتى لا تفهم كيف انتابها الشعور أنها تخفي شيء عنهم !! .
بتمام الساعة التاسعة مساءا داخل منزل خليل صفوان تحديدا بغرفة جلال ...
كانت عيني فريال ثابتة عليه تتأمله بنظرات مريبة كأنها تحاول اختراق عقله وقراءة قسمات وجهه لمعرفة ما أن كان هو من حاول قتل أخيها أم لا رغم أنها متيقنة أنه لا يفعلها لكن وساوس الشيطان لا ترحل عنها وتظل تلح عليها أن تتأكد حتى لو اضطرت إلى سؤاله بشكل مباشر وكان هو هادئا يراجع بعض أوراق الحسابات الخاصة بالوكالة لكنه حين لمح شرودها ووضعها المريب سألها بقلق واهتمام حقيقي
قد يكون هذا هو السؤال الأول الذي يوجهه لها بكل طبيعي منذ شجارهم الأخير وفتور علاقتهم لأيام فردت عليه بجمود
_ أيوة بخير الحمدلله
لم يعقب ولم يسأل مرة أخرى والتزم الصمت أما هي فعادت في شرودها وتفكير السوء الذي يستحوذ على عقلها حتى تمكن منها الشيطان وإذا بها تجد نفسها تسأله بكل صراحة وضيق
_ جلال أنت ملكش يد في اللي حصل لعمران ده صح !
رفع نظره لها متعجبا بل مندهشا من سؤالها وقال بنبرة غاضبة
_ ولو قولتلك ليا هتعملي