رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الخامس بقلم ندى محمود توفيق
بنفاذ صبر واستقام واقفا
_ أنا رايح الحمام اغسل وشي
تحرك بخطوات سريعة تجاه مبنى الكلية يقصد الحمام وبينما كان بطريقه كانت على المقابل له تسير فتاة هادئة وجميلة تصغره بسنتين وعيناها عالقة داخلة الكتاب الذي بيدها ولم تنتبه له فاصطدمت بكتفه دون قصد شهقت بفزع وتوقفت وسط همستها العفوية
_ أنا آسفة جدا
_ أنت كويس !
اكتفى بإماءة رأسه في إيجاب واندفع فورا نحو الحمام وبقت هي تتابعه باستغراب حتى اختفى عن انظارها فاكملت هي الأخرى طريقها لقاعة محاضرتها .
بعد دقائق قصيرة خرج من الحمام وكان عائدا للخارج حيث يجلس أصدقائه بانتظاره لكن سقط نظره على مشهد جعله يتسمر بأرضه مندهشا .. الفتاة التي سړقت علقھ وقلبه وكان ينوى التقدم لخطبتها تقف مع شاب تلتقط معه الصور وبسعادة تلمع في عيناها وبعد دقائق ابتعد ذلك الشاب ورحل مغادرا الجامعة بأكملها وتجمع حولها اصدقائها يهنئوها بخطبتها وكانت تلميحاتهم توضح أن ذلك الشاب كان خطيبها ! .
_ عمران طمني أنت زين .. إيه اللي جرالك
ضمھا لصدره بحنو ومرر يده بلطف فوق ظهرها هامسا
_ أنا بخير الحمدلله يافريال متقلقيش يا قلب أخوكي
ضيق عمران عيناه بحيرة من بكائها الشديد فتهجمت ملامح وجهه واعتدل في نومته بصعوبة ثم ضمھا إليه مجددا هاتفا بجدية
_ مالك يافريال أنا زين قصادك أهو .. أنتي في حاجة مضيقاكي ولا إيه
_ مش جلال اللي عملها صح !
تجمدت معالم وجهه والتزم الصمت لثواني قبل أن يهدر بحزم
_ لسا متوكدناش .. معرفش إذا كان هو ولا لا
ابتعدت عنه وقالت بوجه غارق في الدموع تحاول الدفاع عنه وجعل أخيها يصدق برائته
_ لا جلال ميعملهاش .. هو عارف أنك ملكش صالح پقتل عمي خليل ومستحيل يأذي حد بريء .. لا ياعمران مش جلال اللي عملها
_ بتحبيه قوي للدرجة دي يافريال !
هزت راسها بالإيجاب تقول في تأكيد وعينان عاشقة
_ قوي ياعمران .. جلال روحي اللي مقدرش أعيش من غيرها
ملس على وجنتها بأنامله في حنان أخوي وقال مبتسما
_ يارب ميطلعش هو يافريال بتمنى ياغالية عشانك
اجفلت نظرها أرضا وقالت پألم وشعور بالعجز
_ لو طلع هو مش هقدر اسامحه
مال عليها ولثم جبهتها بحنو متمتما بوداعة
_ خلاص عاد قفلي على السيرة دي وامسحي دموعك ووريني ضحكتك الحلوة دي
ابتسمت بعفوية على جملة