الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الثالث بقلم ندى محمود توفيق

انت في الصفحة 7 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

يد في قټله صح مثلا !!
انفعل إبراهيم بشدة وخرج عن طور ثباته وهدوءه ليصيح بابنه في عصبية  
_ إيه اللي بتقوله ده اتخبلت في نفوخك ولا إيه ياعمران .. بتشك في أبوك وأنا اللي بقول ولدي هيقف في ضهري ويقطع لسان أي مخلوق يقول كلمة عشفة على أبوه وأنت جاي تقولي قټلت خليل .. خسارة تربيتي فيك أنا طالع أنام واريح چسمي شوية 
استقام واقفا من مقعده وقاد خطواته لخارج الغرفة مستاءا من ابنه.. بينما عمران فبقى مكانه يعلق نظره على أثر أبوه بجمود تام وكأنه لم يقتنع بحرف واحد مما تفوه به!! .............
قاد إبراهيم خطواته تجاه غرفة زوجته الثانية بعد انتهاء جلسته هو وابنه .. وكان عقله مشغولا بما قاله عمران وشكوكه حول أن كان هو المتسبب في قتل خليل أم لا لوهلة شعر أن عقله سينفجر من فرط التفكير والخنق فقرر اللجوء لزوجته علها تخفف عن همه قليلا وفور دخوله الغرفة وجدها تجلس فوق الفراش وبيدها إبرة وخيط وملابس قديمة تقوم بإعادة حياكتها من جديد.
لم يعلق أو يتفوه بكلمة بل أكمل طريقه نحو الفراش والقى بجسده فوقه متأففا بصوت عالي فالتفتت عفاف تجاهه وسألته بتعجب  
_ مالك ياحچ تعبان ولا إيه ! 
هدر بصوت مكبوت  
_ كنت بتكلم مع عمران تحت 
فور مرور اسم عمران من أذنيها ولت كل اهتمامها للحديث وسألته بفضول  
_ حصل إيه 
تنهد الصعداء وقال بقوة 
_ شاكك فيا وبيقولي أنا اللي قټلت خليل!
شهقت عفاف پصدمة وقالت پغضب 
_ وه ولدك باينله اتچن يا إبراهيم.. بيشك في أبوه 
لم يجيبها وبقى صامتا يتطلع في الفراغ بشرود حتى وجدها تكمل پحقد مضمور في نبرة صوتها الجافة  
_ قولتلك مليون مرة ده واد أمه إخلاص .. مهيوقفش في ضهرك ولا يسندك لكن أنت اللي مفيش على لسانك غير ولدي عمران وبلال معاوزش تدخله في حاچة واصل بحچة أنه لسا صغير وبيدرس 
حدجها شزرا واعتدل في جلسته بسرعة يهتف بها في انفعال 
_ اوزني كلامك يا ولية ومتنسيش أن بلال ولدي كمان وأنا عاوزه يركز في دراسته عشان يطلع حاچة تشرف أبوه وعيلته كلها بعدين.. عشان إكده أنا مشيل عمران المسئولية كلها لكن بعد ما بلال يخلص هو وأخوه هيبقوا ماسكين كل حاچة مع بعض.. عمران الكبير إهنه في البيت من بعدي أنا وعبد العزيز وعمره ما كره الخير لأخوه اوعاكي ياعفاف تدخلي بيني وبين ولادي ولا تحاولي تكرهيني في ولدي .. اصلا العيب عليا أنا أني بحكيلك همي وبفضفض معاكي
هب من الفراش واقفا وسار باتجاه الباب وهو يتأفف پغضب فاوقفه صوتها وهي تهتف بغيرة حاړقة 
_ رايح لإخلاص مش إكده !
رمقها بقسۏة وهتف بتأكيد  
_ إيوة على الأقل مش هتعكر مزاجي بزيادة كيف ما عكريته 
بقت تتابع خطواته السريعة حتى غادر الغرفة بأكملها فقالت مستهزئة بأعين تلمع بالضغينة 
_ ارمح عندها أما نشوف بعدين هي وولدها الغالي هيقفوا معاك ولا هيرموك للسمك اللي في البحر عشان ياكل جتتك 
خرجت آسيا من باب منزلها مرتدية عباءة سوادء فوق جلابيتها المنزلية ذات اللون الأصفر ويعلوها وشاح كبير من نفس اللون تلفه فوق شعرها الأسود والغزير بإحكام .
قادت خطواتها الثابته مبتعدة عن المنزل تسير بكل تباه وقوة غير مبالية بأي حد كانت نظراتها مظلمة ومخيفة تماما كساحرة تستعد لإلقاء تعويذتها السحرية استمر سيرها لدقائق طويلة حتى توقفت بأحد الشوارع الجانبية الذي لا يمر منها

انت في الصفحة 7 من 8 صفحات