رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الثالث بقلم ندى محمود توفيق
هامسة
_ مالك ياچلال في حاچة ضايقتك
الټفت لها برأسه وطالعها مطولا بنظرات غامضة لم تفهمها ثم استقام واقفا ورفع كفه يمرر أصابعه بدفئ فوق وجنتها متمتما بقلق
_ أمي قالتلك حاچة ضايقتك يا فريال
غضنت حاجبيها بحيرة وردت بعدم فهم
_ لا مفيش حاچة أنا زينة الحمدلله .. بس حاچة زي إيه قصدك !
_ متاخديش في بالك
ابتسمت له بنعومة رغم شعورها بأن هناك شيء يخفيه عنها لكنها لم تعقب وتجاهلت ذلك الاحساس تماما لتقول بنبرة طبيعية
_ صحيح بت الحچ ياسر منيرة اللي كانت تحت بتدي دروس والكل بيشكر فيها وبيقول عليها شاطرة قوي.. إيه رأيك نوديلها معاذ وعمار
_ لا يافريال قولتلك أنا هشوف مدرس زين ليهم
قالت محاولة إقناعه
_ تمام بس خلاص احنا لقينا مدرسة زينة يا حبيبي ليه تتعب نفسك
جلال پغضب ونظرة قوية
_ فريال وبعدين عاد
التزمت الصمت وتنهدت بيأس ممتثلة لقراره بينما هو فطالعها بضيق وحزن.. والدته تحيك المؤامرات من خلفها وهي لا تدري وبسبب طيبة قلبها حتى لم تلحظ شيء إلى الآن وفوق كل هذا تريد إرسال أولادهم للدروس الخصوصية عند تلك الفتاة! .
_ عملت إيه في دنيتي عشان ربنا يكرمني بست كيفك يافريال .. مفيش في چمالك ولا حنانك وطيبة قلبك ربنا يخليكي ليا ياروح قلبي
لمعت عيناها بسعادة امتزجت بغرامها به لتجيبه بدلال يليق بها
_ ويخليك ليا ولولادك يا سندي وضهري وحبيبي وچوزي
ابتسمت باتساع
داخل منزل إبراهيم الصاوي بتمام الساعة الثامنة مساءا .......
قاد عمران خطواته تجاه غرفة الصالون حيث يجلس أبيه .. فوجده يتحدث بالهاتف مع العم سعيد وانهى حديثه بعبارة
_ شيل عشرة كيلو من السمك البلطي اللي وصل ياسعيد
ضيق عمران عيناه باستغراب من طلب أبيه ليقترب ويجلس على المقعد المقابل له ينتظر انهائه لمكالمته الهاتفية وفور انتهائه سأله بجدية
أجاب إبراهيم بكل بساطة
_ لناس خليل صفوان.. كيف ما أنت عارف هما مبقوش يشتغلوا في السمك من وقت مۏت خليل وبقى شغلهم كله على معرض الأجهزة الكهربائية اللي معاهم
رفع حاجبه مستنكرا إجابه أبيه ليهتف بلهجة رجولية قوية
_ اممم عارف.. وأنت هتديلهم السمك ده ليه عاد !
_ الصلح تم يا ولدي وفضينا العداوة اللي بيناتنا بينا خلاص چه وقت عاد نرچع الود زي ما كان وترچع المايه لمچاريها من تاني
ضحك عمران ساخرا وقال بنظرة مريبة
_ أنت عارف زين إن المايه عمرها ما هترچع لمچاريها تاني ولا الود هيرچع لا من ناحيتنا ولا من ناحيتهم كمان
_ ادينا بنحاول يا ولدي !
اخذ عمران بتطلع بأبيه بشك الاسئلة التي تدور بحلقة ذهنه ولا يجد لها إجابه تشعره بوجود أمر مريب بينما إبراهيم عندما لاحظ نظرات ابنه له هز رأسه بعدم فهم يحثه على التحدث وإفراغ ما بعلقھ ليخرج صوت عمران الغليظ وهو يهمس
_ أمرك عچيب يا بوي لو في حاچة مخبيها عني قولي قبل ما يكون الآوان فات
إبراهيم بثبات تام يحسد عليه
_ وأنا هخبي عنك إيه يا عمران !
أجابه بنظرات مريبة وصوت اشبه بفحيح الأفعى
_ معرفش .. بس چايز مثلا تكون عارف حاچة عن اللي قتل خليل ومخبيها عني أو ليك