الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الثالث بقلم ندى محمود توفيق

انت في الصفحة 5 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

الفتاة التي تتصرف بدلال مبالغ فيه وكأنها تحاول إثبات شيء يفهمه الجميع معادا فريال. 
خرج صوت فريال الرقيق مثلها وهي تسأل منيرة بعذوبة 
_ خالتي قالتلي إنك بتدي دروس في البيت يامنيرة والكل بيشكر فيكي 
أجابتها منيرة بتيه ومكر دفين  
_ آه ده أنا مفيش حد إلا وچاب عياله عندي اديله دروس 
فريال بابتسامة هادئة 
_ ما شاء الله عليكي .. خلاص هچيبلك معاذ وعمار عاد تديلهم درس في العربي والحساب مطلعين عنيا فيهم ودورنا كتير قوي أنا وچلال على مدرس زين ملقيناش 
انطلقت منها ضحكة خاڤتة كلها عنجهية وهي تجيبها  
_ هاتيهم طبعا هو أنا افديكي الساعة لما ادي دروس لولاد المعلم چلال دول زي عيالي 
كانت جليلة ممنونة وسعيدة جدا بالحوار الدائر بين زوجة ابنها الحالية وزوجته المستقبلية كما تعتقد أما آسيا فكانت نظراتها المشټعلة ثابتة على تلك الفتاة ذات الوجهين التي تتلون كالحرباء أمامهم.. لم يرتاح داخلها لها أبدا بل وتخشى مجرد اقترابها من أخيها حتى ولسوء حظها أنها سجلتها بقائمتها السوداء! . 
بنفس الوقت كان جلال مارا من أمام الغرفة بمحض الصدفة فلمحته جليلة وصاحت منادية عليه بسرعة  
_ چلال تعالى ياولدي 
توقف عند سماعه لصوت أمه وقاد خطواته نحوها دون أن يدري الكمين المنتظره بالداخل وفور دخوله نقل نظره بينهم جميعا باستغراب لكنه تدارك الأمر بلحظة ورحب بالسيدة هاتفا  
_ كيفك يا أم محمد والحچ ياسر كيفه  
أجابته بود وابتسامة واسعة  
_ زين يا ولدي بيسلم عليك 
عدلت منيرة من جلستها لتصبح أخرى كلها غنج ونظراتها تحولت للرقة والخجل حتى أن ذلك المكر الذي كان يملأ عيناها لم يعد له وجود وباتت تختلس النظرات لجلال بإعجاب. 
اسرعت جليلة قبل أن يغادر وأشارت بيدها على منيرة تقدمها له بإبتسامة تشق طريقها حتى أذنها دون اكتراث بردة فعله أبدا بل تصرفت بقوة وتجبر يليق بامرأة مثلها
_ دي منيرة بنت الحچ ياسر .. لساتها كانت عيلة صغيرة دلوك كبرت ونورت وبقت عروسة كيف القمر ما شاء الله 
لم يكلف نفسه عناء الالتفات لمنيرة بل رمق أمه بنظرة ڼارية تحمل في ثناياها الكثير واستدار بعدها دون أن يتفوه ببنت شفة أخرى ليغادر الغرفة وهو يشتعل من فرط الغيظ رغم تحذيره لها بعدم التدخل بينه هو وزوجته لكنها لم تنصت له ونفذت رغبتها.
لم تكن آسيا حالها أفضل من شقيقها حيث تطلعت لأمها بقوة وڠضب يشابه لجبروتها تماما وما أشعل غيظها أكثر رؤيتها لفريال تجلس بجوارها بكل هدوء وسذاجة فرمقتها شزرا وانحنت عليها تهمس لها بلهجة صارمة  
_ ما تقومي ياختي روحي ورا چوزك شوفيه ليكون محتاچ حاچة إكده ولا إكده بدل ما أنتي قاعدة تلكي وتعچني كيف حريم المصاطب 
اتسعت عيني فريال بدهشة من طريقة آسيا معاها وكلماتها الحادة فقالت لها پغضب  
_ في إيه يا آسيا چرالك حاجة في نفوخك بتكلميني إكده ليه !!
ضحكت وردت عليها ساخرة  
_ أنا خاېفة عليكي أنتي لتچرالك حاجة بعد إكده في نفوخك وتتچني .. قومي روحي ورا چوزك يافريال وشوفي عيالك 
طالعتها فريال بخنق وقرف من أسلوبها الفظ واستقامت واقفة لتغادر الغرفة قبل أن ينشب شجار بينهم من دون داع بسبب سخافتها .........
فتحت باب غرفتها ودخلت فوجدته يجلس فوق مقعد هزاز أمام الشرفة وقدميه تهتز پعنف من فرط الڠضب ضيقت عيناها باستغراب من تغير حالته المفاجئة قبل قليل كان مزاجه جيد معهم بالأسفل! . 
اقتربت منه برقة ثم وقفت خلفه ووضعت كفيها على كتفيه وراحت تدلكهم بلطف

انت في الصفحة 5 من 8 صفحات