رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الثالث بقلم ندى محمود توفيق
بتدقيق قبل أن يفتح الباب وينزل من السيارة ليقود خطواته للداخل وهو يرتدي الجلباب الصعيدي ويضع فوق اكتافه عبائته الكبيرة ذات اللون البني .
فور دخوله دار بنظره في حركة دائرية حول البرادات التي تملأ المخزن وحين لم يجد أحد صاح بصوته الجهوري
_ عم سعيد
خرج ذلك الرجل الذي في منتصف العمر مسرعا من الداخل على أثر صيحته وفور رؤيته لعمران ابتسم وهتف مرحبا
عمران بهدوء وهو يتقدم نحو أحدى البرادات
_ ولا يهمك ياعم سعيد .. أمال فين بقية العمال مش في شحنة سمك چاية بليل ولا إيه ومحتاجة تتنضف زين قبل ما تتحط في التلجات
سعيد بإيجاب
_روحوا عشان يريحوا شوية في بيوتهم يا ولدي وشوية بليل قبل ما توصل الشحنة هيكونوا إهنه
_ ماشاء الله التلاجات فاضية ياعم سعيد
_ الحمدلله بشار كان بيچي كل يوم الفترة اللي فاتت وفي طلبيات كتير طلعت للمطاعم والمراكب وده اللي فضل زي ما أنت شايف .. يدوبك خمس كيلو جمبري على كام كيلو ماكريل وسالمون والباقي كله سمك بلطي
_ الحمدلله .. الشحنة اللي چاية بليل في طلبيات كتير حاجزة من قبل ما توصل وصي العمال ينضفوا كويس وبعدين السمك يتحط في التلاجات على درجة حرارة زينة عشان يفضل سليم وطازة لغاية ما يتوزع أن شاء الله
هدر سعيد بالموافقة
_ حاضر متقلقش ياولدي .. وابقى سلملي على الحچ إبراهيم قوي
_ يوصل ان شاء الله .. أنا همشي عاوز حاچة ياعم سعيد
_ عاوز سلامتك يا ولدي طريق السلامة
خرجت آسيا من غرفة الصالون بعدما انتهت من حديثها مع أخيها وكانت بطريقها لغرفتها لكن استوقفها صوت أمها وهي تتحدث مع أحدهم وتضحك فتقدمت نحوها حيث غرفة الضيوف لتجدها جالسة مع امرأة من نفس عمرها وبجوارها ابنتها اليافعة .. لوت فمها بخنق فور رؤيتها لتلك المرأة وابنتها أدركت غرض أمها جيدا من تلك الزيارة وتحديدا بوجود الفتاة واختيار اليوم المناسب لأجازة أخيها .. وما صابها بالضحك هو رؤيتها فريال تجلس معهم وتتبادل اطراف الحديث بكل عفوية وود وقد اندمجت كثيرا مع تلك الفتاة.. تلك الساذجة لا تعرف ما تحيكه والدة زوجها من دون علمها وأنها جلبت تلك الفتاة خصيصا لتعرضها على زوجها محاولة إقناعه بالزواج مرة أخرى.. لو علمت كل هذا بالتأكيد لن تبقى هادئة بهذا الشكل.
_ تعالى يا آسيا سلمي على الحچة نعمة ومنيرة واقفة عندك إكده ليه !!
تقدمت نحوهم آسيا وهي ترسم ابتسامة متكلفة فوق ثغرها وقامت بالترحيب بالسيدة وعند انتقالها للفتاة ابتسمت لها باتساع وقالت ساخرة
قهقهت الفتاة وردت بمرح وخبث
_ أه ادعيلي عاد يا آسيا ربنا يكرمني ب ابن الحلال
رتبت على ذراعها بقوة بسيطة وهي تبتسم باستنكار
_ يارب ياحبيبتي .. يكرمك ويكرم البنات كلها
ابتعدت عنها وسارت نحو فريال تجلس بجوارها وعيناها ثابتة على