الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الثالث بقلم ندى محمود توفيق

انت في الصفحة 4 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

بتدقيق قبل أن يفتح الباب وينزل من السيارة ليقود خطواته للداخل وهو يرتدي الجلباب الصعيدي ويضع فوق اكتافه عبائته الكبيرة ذات اللون البني .
فور دخوله دار بنظره في حركة دائرية حول البرادات التي تملأ المخزن وحين لم يجد أحد صاح بصوته الجهوري  
_ عم سعيد 
خرج ذلك الرجل الذي في منتصف العمر مسرعا من الداخل على أثر صيحته وفور رؤيته لعمران ابتسم وهتف مرحبا  
_ ايوة معلش ياولدي كنت في الحمام 
عمران بهدوء وهو يتقدم نحو أحدى البرادات  
_ ولا يهمك ياعم سعيد .. أمال فين بقية العمال مش في شحنة سمك چاية بليل ولا إيه ومحتاجة تتنضف زين قبل ما تتحط في التلجات 
سعيد بإيجاب  
_روحوا عشان يريحوا شوية في بيوتهم يا ولدي وشوية بليل قبل ما توصل الشحنة هيكونوا إهنه 
لم يعقب على رده بل بدأ بتفقد البرادات واحدة تلو الأخرى وهو يفتحهم ويلقي نظرة متفحصة على الأسماك المثلجة التي بها جميع أنواع الأسماك البحرية .. لاحظ أنه متبقي فقط كميات قليلة جدا فقال مبتسما  
_ ماشاء الله التلاجات فاضية ياعم سعيد 
_ الحمدلله بشار كان بيچي كل يوم الفترة اللي فاتت وفي طلبيات كتير طلعت للمطاعم والمراكب وده اللي فضل زي ما أنت شايف .. يدوبك خمس كيلو جمبري على كام كيلو ماكريل وسالمون والباقي كله سمك بلطي 
ابتسم وتمتم بجدية  
_ الحمدلله .. الشحنة اللي چاية بليل في طلبيات كتير حاجزة من قبل ما توصل وصي العمال ينضفوا كويس وبعدين السمك يتحط في التلاجات على درجة حرارة زينة عشان يفضل سليم وطازة لغاية ما يتوزع أن شاء الله 
هدر سعيد بالموافقة  
_ حاضر متقلقش ياولدي .. وابقى سلملي على الحچ إبراهيم قوي 
عمران بإيجاز  
_ يوصل ان شاء الله .. أنا همشي عاوز حاچة ياعم سعيد 
_ عاوز سلامتك يا ولدي طريق السلامة 
خرجت آسيا من غرفة الصالون بعدما انتهت من حديثها مع أخيها وكانت بطريقها لغرفتها لكن استوقفها صوت أمها وهي تتحدث مع أحدهم وتضحك فتقدمت نحوها حيث غرفة الضيوف لتجدها جالسة مع امرأة من نفس عمرها وبجوارها ابنتها اليافعة .. لوت فمها بخنق فور رؤيتها لتلك المرأة وابنتها أدركت غرض أمها جيدا من تلك الزيارة وتحديدا بوجود الفتاة واختيار اليوم المناسب لأجازة أخيها .. وما صابها بالضحك هو رؤيتها فريال تجلس معهم وتتبادل اطراف الحديث بكل عفوية وود وقد اندمجت كثيرا مع تلك الفتاة.. تلك الساذجة لا تعرف ما تحيكه والدة زوجها من دون علمها وأنها جلبت تلك الفتاة خصيصا لتعرضها على زوجها محاولة إقناعه بالزواج مرة أخرى.. لو علمت كل هذا بالتأكيد لن تبقى هادئة بهذا الشكل.
ربما هي لا تحب زوجة أخيها وتريده أن يطلقها لكن بالطبع لن يسرها أمر زواجه للمرة الثانية على زوجته.. خصوصا أن تلك الحمقاء تعشقه وهو كذلك انتبهت جليلة لوجود ابنتها أخيرا فهتفت تحثها على الانضمام لجلستهم  
_ تعالى يا آسيا سلمي على الحچة نعمة ومنيرة واقفة عندك إكده ليه !!
تقدمت نحوهم آسيا وهي ترسم ابتسامة متكلفة فوق ثغرها وقامت بالترحيب بالسيدة وعند انتقالها للفتاة ابتسمت لها باتساع وقالت ساخرة  
_ ماشاء الله يامنيرة كبرتي وبقيتي عروسة 
قهقهت الفتاة وردت بمرح وخبث  
_ أه ادعيلي عاد يا آسيا ربنا يكرمني ب ابن الحلال 
رتبت على ذراعها بقوة بسيطة وهي تبتسم باستنكار  
_ يارب ياحبيبتي .. يكرمك ويكرم البنات كلها 
ابتعدت عنها وسارت نحو فريال تجلس بجوارها وعيناها ثابتة على

انت في الصفحة 4 من 8 صفحات