رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الثاني بقلم ندى محمود توفيق
على الكثير من الغرف لكن هناك غرفة مميزة خاصة بجلسات الشباب وبالأخص عمران الذي يقضي معظم وقته بالمنزل بها .
الغرف تحتوى على اربعة ارائك من التصميمات الكلاسيكية القديمة مصنوعة من الخشب يطلق عليها كنب بلدي .. كل اريكة تحتل ركن من أركان الحوائط الأربعة وبالمنتصف توجد طاولة خشبية عريضة وعالية نسبيا .. مغطاة بمفرش أبيض طويل صنع يدوي .. وايضا بها نافذة كبيرة تطل على الأرض الزراعية التي أمامها .
_ كيفك يابلال
بلال بهدوء
_ زين الحمدلله ياخوي
_ أنا في موضوع إكده كنت عايز اخد رأيك فيه
غضن عمران حاجبيه بحيرة وهتف يحثه على متابعة حديثه
_ موضوع إيه ده
اخذ بلال نفسا عميقا وتابع بنبرة رجولية
_ أنا في واحدة معچب بيها في الچامعة معايا .. من بدري قوي والحقيقة محبتش آخد خطوة ولا افاتح حد في الموضوع غير لما أكون متوكد من مشاعري
هز بلال رأسه بالإيجاب في نظرة ثابتة .. بينما عمران فاصدر تنهيدة طويلة مبتسما على أخيه الصغير وقال بحكمة
_ وأنا موافق معنديش مشكلة نسأل عنها زين ومين ناسها .. ولو عيلتها ناس محترمين ليك عليا أتكلم أنا مع أبوك واقنعه بالموضوع ونروح نطلب يدها .. بس هما هيوافقوا عليك على أساس أي يا واد ابوي
_ كيف يعني !!
ربت عمران على فخذ أخيه بحنو ثم أكمل برزانة
_ يعني إنت لسا مخلصتش چامعتك ولا روحت چيشك ولا حتى معاك شغل أو وظيفة ثابتة .. هيدولك پتهم ويطمنوا عليها كيف .. أنا مش بقولك إنك وحش يابلال بس ده العرف ومحدش بيرمي بته والسلام
اطرق رأسه أرضا بيأس وعبوس يستحوذ على وجهه ليسمع صوت أخيه يهتف
أجاب بلال بقنوط
_ فكرت طبعا ياعمران وعارف ده زين .. بس أعمل إيه أنا خاېف اصبر تضيع من يدي والاقيها اتخطبت
عمران بنبرة رجولية
_ إنت في آخر سنة ومش فاضلك غير شهرين وتتخرچ .. واللي باقي بعد إكده ساهل .. ومتقلقش لو هي ليك ومن نصيبك لو قعدت عشر سنين هتلاقيها مستنياك .. بس أهم حاچة تكون إنت چاهز للچواز لأنه مش لعب عيال ده مسئولية وولاد وبيت .. ولو إنت بتحبها هتكون عايزها تعيش مبسوطة معاك ومتخلهاش لا هي ولا عيالك ناقصهم حاچة .. عشان إكده أنا بقولك اصبر لغاية ما تكون اسست نفسك زين وبعدها اتوكل على الله وروح اطلب يدها
_ بلال تعالى ياولدي عايزك في موضوع مهم
بلال بإيجاب
_ حاضر ياما روحي وأنا جاي وراكي
التفتت نحو عمران وارسلت له بسمة متكلفة متمتمة
_ كيفك ياعمران
أجابها بنبرة طبيعية رغم أنه لاحظ بسمتها المتكلفة
_ بخير الحمدلله يا حچة
استدرات وانصرفت بعد اجابته ليتوقف بلال ويبتسم لأخيه بامتنان هاتفا
_ تسلم