الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الثاني بقلم ندى محمود توفيق

انت في الصفحة 5 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

غضبك على عيلة إبراهيم الصاوي يعمي عينك 
لمعت عين جليلة بالدموع جراء صډمتها على ما تفوه به ابنها وقالت  
_ أنا خړابة بيوت ياچلال ! 
استغفر ربه بضيق وراح يوضح مقصده لها بندم  
_ مقصدش ياما والله و.....
اوقفته عن استرسال حديث بإجابتها الحزينة وهي تهب واقفة  
_ تقصد ولا متقصدش أنا فهمت زين ياولدي قصدك .. ومعدتش هفتح معاك الحديت ده تاني أنا غلطانة إني كان قلبي عليك وعايزة سعادتك 
استدارت وهمت بالانصراف فحاول هو إيقافها هاتفا باعتذار منها  
_ ياما استني حقك عليا والله ما اقصد 
لم يتمكن من إيقافها ليزفر الصعداء بخنق وعدم حيلة ثم عاد يجلس على مقعده من جديد ډافنا وجهه بين راحتي يديه ! .......

لم يزر الطعام معدتها منذ الصباح وبقت فقط تطفأ روحها المشټعلة بالمياه التي بجوارها .. لم تغادر غرفتها وظلت حبيسة بها رغم أن ذلك الضعف الظاهر للجميع ليس من شيمها أبدا .. لكنه لم يكن بالحقيقة ضعف بل كانت ترغب في البقاء بمفردها لبعض الوقت ترتب أفكارها جيدا وتخطط لما ستفعله بالأيام القادمة حتى لا ترتكب مزيدا من الأخطاء كما فعلت بمجلس الرجال . 
تمسك بيدها صورة لأبيها وتستمر في التمعن بها بين آن والآخر ودموعها تنهمر بانسيابية فوق وجنتيها .. هي منحت نفسها اليوم حريتها لبضع سعات فقط لكي تفرغ بهم كل ثقل وضيق ېخنقها ويجلس على قلبها ستبكي حتى تكتفي اليوم وسيكون هو آخر أيام عجزها القادم لا مجال فيه للبكاء ستصبح الساحرة الشريرة كما وصفها والتي تسحق كل من يقف بطريقها دون هوادة أو رحمة .. لن تشفق عليهم كما لم يفعلوا هم ! . 
انتفضت على أثر صوت طرق الباب واسرعت بوضع صورة أبيها أسفل وسادتها ثم جففت دموعها بسرعة دون أن تسمح لوجود أي أثر لتلك الحالة المزرية التي كانت تنخرط بها وخرج صوتها الثابت  
_ مين  
انفتح الباب ببطء حتى ظهرت من خلفة فريال وهي تحمل فوق ذراعيها صينية فوقها صحون ممتلئة بانواع مختلفة من الطعام ودخلت ثم أغلقت الباب خلفها تقدمت من آسيا وهي تهتف لها بود وإشفاق  
_ كنت بعمل أكل لنفسي وعملتلك معايا إنتي مكلتيش حاجة من الصبح 
تابعتها آسيا بنظراتها الجامدة وهي تضع الصينية فوق فراشها ثم قالت باستنكار  
_ إنتي چواكي إيه بظبط يافريال چيبالي الأكل وإنتي عارفة زين إننا مطيقينش بعض وخصوصا أنا 
فريال بهدوء جميل  
_ لا يا آسيا أنا مبكرهكيش 
استقامت واقفة وهدرت پغضب وصلابة  
_ إنتي چاية عشان تشمتي عشان اللي قولتهولك في المطبخ وبعد اللي چلال عمله معايا الصبح
لوت فريال ثغرها بيأس ثم ردت  
_ لو چاية اشمت فيكي مكنتش چبتلك أكل أنا مقدرة حزنك على عمي خليل وأن قلبك محروق وعشان إكدا مش بلومك على اللي بتعمليه معايا إنتي كنتي طول عمرك چدعة معايا وكنا أصحاب لكن بعد اللي حصل اتغيرتي وأنا عذراكي أنت مفكرة إن عمران وابويا هما اللي قتلوا ابوكي بس مسيرك تعرفي إنك غلطانة 
لم تتمكن من حجب ضحكتها على آخر كلماتها حيث انطلقت منها بقوة وهي تجيبه  
_ لا أنا مش مفكرة يا فريال أنا متوكدة وعارفة زين إن اخوكي وابوكي قتالين قتلة وعاملين فيها ملايكة وللأسف انتي مخدوعة فيهم بس هتعرفي حقيقتهم قريب متقلقيش أتمنى بس ميكنش فات الآوان وقتها 
تنهدت فريال الصعداء مغلوبة وقالت لآسيا بنفاذ صبر  
_ الحديت الكتير ملوش لزوم معاكي يا آسيا زي ما قولتلك

انت في الصفحة 5 من 9 صفحات