رواية سيدة الاوجاع السبعة الفصل الثامن بقلم رضوي جاويش
قبالتها .. ظنت أنه زميلها الأخرق ذاك والذي كان يعتقد أنها لمجرد طلاقها فذاك سيجعلها لقمة سائغة سهلة المنال .. لكنه كان سالم .. الصديق المقرب لكمال .. ترجل من العربة واقفا جوارها هاتفا في نبرة حاول أن يكسوها بلطف إزيك يا مدام !.. اتفضلي اوصلك .. الوقفة هنا صعبة عشان تلاقي مواصلات والدنيا زحمة أوي عليك ..
هتف سالم بنبرة متحسرة أنت ليه بتصديني كده يا مدام نجوى !.. أنا والله ما طالب إلا كل خير ..
تطلعت إليه من خلف منظارها متسائلة في ريبة قصدك إيه !.. هو كمال بعتك تقولي حاجة !..
هتف سالم في حنق يا دي كمال .. انسيه بقى وعيشي حياتك زي ما هو عايش حياته ومحدش فارق معاه .. وبعدين هو اللي خلق سي كمال ده مخلقش غيره يعني !..
هتف بنبرة متوسلة فيه سالم.. سالم اللي يتمنى لك الرضا ترضي .. واللي من يوم ما شافك وانت مفارقتيش خياله ولا لحظة واحدة ..
اضطربت ونظرت إليه ذاهلة لا تدرى ما عليها فعله لكنها تمالكت أعصابها أخيرا وهتفت به في حنق أنت بتقول ايه !.. أنت شكلك اټجننت ..
أكد في إصرار ايوه مچنون بيك وأقسم لك لو طلبتي لبن العصفور هيكون عندك بس حني عليا واقبلي تتجوزيني ..
تنهدت في اضطراب فقد حانت اللحظة للذهاب لجلسة علاجها الكيماوية .. كانت الآلام لا تحتمل لكنها تعلم أنها ستحتمل من أجل ولدها وأبيها وكذا نفسها .. شفاءها لم يعد أمنية .. شفاءها اللحظة ضرورة فلا عودة لطفلها لأحضانها بلا شفاء.. لا عودة لحياتها دون أن تبرأ من ذاك الۏحش الضاري الذي يفتك بخلاياها وهي ستكون الأقوى ولن تدعه ينتصر أبدا ..
اومأت في إيجاب هاتفة في عزم جاهزة يا دكتور عبدالرحمن ..
أومأ لها موافقا وخرج من الغرفة في انتظارها لتتبعه لتخرج هاتفها المحمول تخط على شاشته بضع كلمات سريعة..
كلنا على حافة الۏجع سواسية لا فضل لمجروح على آخر إلا بنضال قلبه لتجنب الهاوية ..
كان يرافقها متعجبا من إصرارها وقوة عزيمتها .. هي امرأة من نوع آخر ..امرأة لا تقهر ..
عاد بها لغرفتها وقد بلغ منها الإرهاق مبلغه .. تمددت على فراشها لتندفع شيرين كالريح لداخل الغرفة هاتفة في