الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية نبض الۏجع عشت غرامي الفصل الاول بقلم فاطيما يوسف

انت في الصفحة 7 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

أمام تخت أخر مريضة تفحصها اندهشت بشدة وهي ترى على وجهها علامات الوجوم فسألتها سكون باهتمام
_ مالك ياماما الحاجة مين اللي معكر مزاجك إكده 
أجابتها تلك السيدة المسنة 
_ مضايقة من الخلق وأحوالهم وقلوبهم اللي مبقتش صافية واصل .
دارت بأعينها تبحث عن مقعدا تجلس عليه كي ترى لما تتوجع تلك السيدة أتت بالمقعد وجلست عليه وأمسكت يداها بحركة عفوية منها وأردفت باستفسار
_ خبريني ياحاجة مين بس إللي مزعلك ومخليكي مضايقة ومزاجك عكران إكده وإنتي مريضة ولازمن تاخدي بالك من حالك 
ابتلعت تلك السيدة أنفاسها بصعوبة وتحدثت بشجن وهي تحاول أن لاتلتمع عيناها بالدمع وأجابتها 
_يابتي هقول ايه ولا ايه صدق المثل اللي قال ربي ياخايبة للغايبة ربنا معاطنيش غير ولد واحد ومنع عطاياه لأسباب من عنديه وشاكراه وحامدة فضله عليا ربيته أحسن رباية وعلمته أحسن علام لحد ما بقي محاسب قد الدنيا وجوزته وكبرت بيه قدام الخلايق وعمري بحاله محسستهوش بأنه يتيم ولا خليته اتحوج لخال ولا لعم وفي الاخر بعد ماتجوز نساني ومبقاش يسأل فيا ولا مراته تسأل عليا حتى لو حجته إنه مشغول يوماتي 
وزي مانتي شايفة حالى إكده من ساعة ماتعبت وجيت إهنه وهو بياجي يسأل عليا كل فين وفين وهي تاجي معاه زيارات على الماشي ومبتسألش فيا واصل 
ولما عاتبته عنيه اتحجج بالشغل أما عنيها رد عليا وقال لي هي مش ملزومة بخدمتك يا أمي .
وأنهت كلماتها وألقت قناع التمسك عرض الحائط واڼفجرت دموع عينيها العزيزة 
تأثرت سكون لحالة تلك المسكينة ولمعت عيناها بغشاوة الدموع وأردفت تهدئها 
_ صحيح قليل الأصل مايجيش بالعتاب فكك منه ده الأصل غلاب متزعليش ياماما الحاجة ربنا مبينساش عباده أبدا وبعدين أنا بشوف جيرانك كل يوم يجولك ويونسوكوا ويقعدوا جارك بالساعات بلمحهم كل يوم في الرايحة والجايه .
أخذت تلك السيدة أنفاسها بصعوبة وأردفت بحمد 
_ الحمدلله نحمده ونشكره على أنه وضع محبتي في قلوب اللى حواليا ولولالهم يابتي بعد ربنا مكانش حد هيسأل عني ولا هيعرفني أصل ربك رب قلوب.
ربتت سكون علي كتفيها وتحدثت بابتسامة
_ خلاص بقي متبكيش تاني عاد دموعك غاليين أووي على قلبي وأوعدك أني اللى هروحك لبيتك بعربيتي بعد ماتخفي بأمر الله وكل يوم والتاني هتلاقيني ناطة لك زي فرقع لوز إكده بس متزهقيش مني واصل .
ابتسمت تلك المسنة على دعابتها وشكرتها بامتنان
_ منحرمش منيكي يابتى ولا من حنيتك وطيبة قلبك الجميل اللى شبه ملامحك اللي مليانة قبول .
أنهت حديثها ووجدت صديقتها تشاور لها وهي تحمل كوبان من القهوة الفرنسية المعتادين على شربها في ذاك التوقيت كل يوم كي يفصلون بها في يومهم 
هبطن الأدراج وذهبتا إلي مكانهن المعتاد في الحديقة الخاصة بالمشفى وجلسن في مكانهن المفضل على أريكة متنحية جانبا ولكن أعينهم ترى البوابة الرئيسية للمشفى لحاجة ما في نفس تلك السكون 
فتحدثت فريدة صديقتها 
_وه ما هنغيرش المكان ده عاد كل مره تجيبينا إهنه وتصممي ان احنا نشربوها قدام الخلق اللي داخله واللي خارجه
والله مخك ده وتفكيرك هيجيب لي شلل
يا بنتي ارحمي نفسك من اللي انتي شاغله بالك بيه وهو ما شايفكيش من الاساس .
نفخت سكون بضيق من حديث صديقتها الذي لا تمل من سرده لها كل يوم وهتفت بحدة
_أباي عليكي يا فريدة كل يوم لازم تسمعيني حديتك الماسخ ده واني اقول لك انا حرة يا ستي روحي اشربيها مكان ما يعجبك .
نفخت تلك الاخرى بنفس

انت في الصفحة 7 من 8 صفحات