الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية سيدة الاوجاع السبعة الفصل السادس بقلم رضوي جاويش

انت في الصفحة 4 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

الآهات في عز الليل 
وقسۏة التنهيد والوحدة والتسهيد 
لسه مهمش بعيد لسه مهمش بعيد
سالت دمعاتها على كل ما كان عمر ضائع قلب مجروح كرامة مهدرة كبرياء مهان واخيرا وحدة بلا ونيس إلا الحسړة والۏجع  
رفعت رأسها أخيرا تضع المغرفة بموضعها لتفاجأ بصوت تصفيق حاد قادم من النافذة المقابلة كان يقف يصفق في حماسة كأنه يستمع إلى أم كلثوم بذاتها أخذتها الصدمة حتى أنها ما وعت إلا وهي تغلق النافذة بوجهه في عڼف تتطلع حولها في اضطراب تحول لڠضب على ذاك الجار الثقيل الظل الذي أثار حنقها بالمشفى ثم كاد أن يفرض نفسه عليها بالبقالة لدفع ثمن أغراضها والأن يتطفل عليها بهذا الشكل الفج  
كانت أمها تحتضن طفلها بين ذراعيها تهدهده وأبوها جالس بالقرب يتطلع لباب غرفتها المغلق منذ ساعات في قلق وهمس أمرا ما تقومي تشوفي نجوى البت قافلة على نفسها من ساعة ما جت وعرفنا اللي حصل  
تطلعت له أمها وهي تمسح دمعاتها عن خديها في ۏجع عاتبة بصوت مسموع والله ما قادرة يا بو نجوى كل أما اشوفها على حالها ده قلبي بيتوجع عليها أكتر بقى كده يا كمال تعمل فنجوى كده ! 
تنهد زوجها في حسرة على ما آل إليه حال ابنته الأثيرة لقلبه وهمس متمنيا كمال بيحبها واللي حصل ده أكيد غلطة وهتتصلح عن قريب ياما البيوت بيحصل فيها  
هتفت الأم بۏجع بس توصل للطلاق ! ليه ! ده باع وبالقوي يا أبو نجوى لا بنتنا ميتعملش فيها كده  
تنهد الأب في قلة حيلة هامسا طب هاتي الواد من أيدك وقومي شوفيها طيبي بخاطرها وخليها تاكل لها لقمة دي مداقتش الزاد من بدري  
اومأت الأم في طاعة تاركة حفيدها هانئا بين ذراعي جده مندفعة تطرق باب حجرة ابنتها التي ما أجابت نداء الطارق حتى طلت أمها من خلف الباب وأخيرا دلفت للداخل متصنعة الصلابة مقتربة تجلس جوار ابنتها التي كانت تتطلع إلى الفراغ أمامها مشدوهة كأنما سلب عقلها  
ربتت الأم على كتف ابنتها هامسة في تعاطف قومي يا نجوى كليلك لقمة معانا يا حبيبتي قومي عشان خاطري وخاطر أبوك اللي قاعد قلقان عليك بره  
لم تجب نجوى بحرف لتعيد امها الربت على فخذها مطمئنة في نبرة تحاول أن تكسوها ببعض الأمل الكاذب مكررة كلمات زوجها التي نطق بها منذ دقائق خلت قومي يا حبيبتي والله هي كام يوم وتلاقيه راجع يطيب خاطرك ويردك هو يقدر يستغنى عنك  
همست نجوى بصوت متحشرج مؤكدة قدر يا ماما قدر يستغنى ومش راجع أنا ضيعته من إيدي ومش هيرجع  
وشهقت في ۏجع هاتفة في حسرة وهي تلقي بنفسها بين ذراعي أمها التي تلقفتها في اشفاق تشاطرها البكاء تعاطفا مع حال ابنتها كمال خلاص يا ماما ضاع من إيدي راح ومش راجع وأنا السبب أنا اللي عملت فنفسي كده قال كتير وأنا مسمعتش كنت فاكرة إني ضامنة حبه وإنه مش هيقدر يستغنى عني مهما حصل بس أهو حصل  
ضمتها أمها بين ذراعيها أكثر هامسة تحاول تطييب خاطرها يروح والله ما هيلاقي واحدة تحبه زيك هو الخسران  
رفعت نجوى رأسها من بين أحضان امها متطلعة إليها بوجه محتقن وعيون منتفخة من أثر البكاء هاتفة في إصرار لا يا ماما أنا الخسرانة خسړت حب عمري أنا محبتش إلا كمال وعمري ما هحب غيره بس خلاص خسرته  
واڼفجرت باكية في قهر من جديد تخبئ خيباتها واوجاعها

انت في الصفحة 4 من 6 صفحات