الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية سيدة الاوجاع السبعة الفصل السادس بقلم رضوي جاويش

انت في الصفحة 3 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

دي اللي خاېفة على حقك! سعدية! دي كل اللي يهمها الفلوس وبس أوعي تفتكري إنها عايزاك لأبنها عماد عشان خاطر سواد عيونك ! لا هي عايزة تضمن إن الورث بعد عمر طويل لأبوك هيكون ليها والباقي ليك طبعا وتحت تصرف ابنها لكن لو أبوك اتجوز هايبقى فيه وريث تاني هيدخل معاهم ولو خلف كمان وبالذات ولد هاتبقى راحت عليها والولد هيكوش على كل حاجة وتطلع هي من المولد بلا حمص  
تطلعت إليها هناء كالبلهاء هاتفة أنا مش فاهمة حاجة من اللي بتقوليها بس اللي أنا متأكدة منه إنها عايزة مصلحتي ما أنا هكون مرات ابنها 
قالت كلماتها الأخيرة في هيام واضح مما دفع حورية لتتطلع لأبنتها في حسرة واضحة فلولا مرضها ما تركت أحد يربي ابنتها غيرها وما رأتها بهذا الشكل منقادة وراء توجيهات عمتها ومساقة كالعمياء خلف عشق شخص غير جدير بها  
هتفت حورية أخيرا المهم عملت ايه في اللي أنت وهمانة إنها عايزة ټخطف ابوك ! 
ابتسمت هناء في فخر مؤكدة رحت لها لحد الحارة اللي عايشة فيها وفضحتها قدام أهلها كلهم حتى طلع لي راجل من بينهم قالي دي مراتي إزاي بقى مراته وإزاي بابا عايز يتجوزها ! 
شهقت حورية في صدمة هاتفة حرام عليك ده طليقها ومطلع عينها تفتكري بعد اللي عملتيه ده ممكن يكون عمل فيها إيه هي وعيالها دلوقتي ! 
هتفت هناء في غيظ ما شاء الله ما أنت عارفة كل حاجة عنها اهو اومال بتنكري ليه إن بابا عايز يتجوزها ! 
هتفت حورية في محاولة لإقناع ابنتها يا بنتي دي عاملة غلبانة أبوك بيساعدها عشان ظروفها صعبة إهدي بقى وخلي عمتك تهدى مفيش الكلام ده أنا ياما عرضت على أبوك يتجوز وهو مرضيش ارتاحي وريحي عمتك وربنا يستر من اللي أبوك هيعمله لما يعرف باللي عملتيه 
ازدردت هناء ريقها هاتفة بلهجة يملأها الخۏف هو بابا ممكن يعرف ! لا هيعرف إزاي ! 
تطلعت لها امها في غيظ أنا اللي هقوله أحسن ما الموضوع يوصله من بره ما يمكن العاملة دي تروح تشتكيله منك استلقي وعدك بقى أنت وعمتك عشان تبقي تمشي ورا كلامها تاني  
تطلعت هناء لأمها في حنق لكنها لم تنبس بحرف وأخيرا اندفعت لخارج الغرفة في ثورة تاركة أمها تتحسر على صحتها الفقيدة التي جعلت منها چثة هامدة لا تصلح لتكون زوجة ولا استطاعت أن تكون أم كما يجب لأبنتها الوحيدة 
كانت تقف أمام الموقد تحرك مغرفة بهوادة داخل وعاء المهلبية التي كانت قد نضجت تقريبا  
ابتسمت في حسرة لذكرى بزغت كشمس نهار أمام ناظريها في بداية زواجها بتوفيق كان لا يحلو له إلا جعلها تصنع المهلبية كحلوى مفضلة لأبيه والذي ما أن ذاقها من صنع يدها حتى أدمنها وآثار ذلك غيرة حماتها فأسماها توفيق ساخرا ب حرب المهلبية 
لم يكن توفيق يفضلها كحلوى لكن ولدها عامر يعشق مذاقها من يدها يبدو أنه ورث ذلك عن جده لأبيه رحمه الله  
بدأت في سكب الخليط في اطباقه وتركته جانبا ليبرد كانت تود أن تهادي جارتها الشابة نرمين وزوجها ببعض الأطباق  
بدأت في غسل الوعاء ليتناهى لمسامعها صوت موسيقى ارتفعت لتوها انسجمت معها وبدأت في الغناء بصوت رخيم لطالما كان صوتها حنونا ونبرته شجية كثيرا ما غنت وحيدة بصوت عذب أثنى عليه كل من سمعه اطربت لشدو ام كلثوم ونسيت حالها تماما وهي تشاركها الغناء صادحة  
الليل  
ودقة الساعات تصحي الليل 
وحړقة

انت في الصفحة 3 من 6 صفحات