الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية سيدة الاوجاع السبعة الفصل الخامس بقلم رضوي جاويش

انت في الصفحة 5 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

بني .. حط للمدام كل طلباتها في كيس محترم وطلعه على فوق.. الهانم تبقى جارتي.. والحساب عندي .. 
استدرات إحسان في ضيق تواجه ذاك الذي يغدق عليها بكرم لا رغبة لها به حساب مين اللي عندك !.. أنا مش هاخد أي حاجة أنا مدفعتش تمنها .. متشكرة قوي على كرمك .. 
واعادت ناظريها للبائع أمرة إياه بتنفيذ ما طلبته هي ليطيع مسلما إياها كيس مشترياتها لتهرول مندفعة من البقالة حتى شقتها كأنما تطاردها الأرواح .. 
ما أن وصلت لباب شقتها حتى وجدت عامر ولدها يقف بالباب حاملا العديد من الأكياس ..اندفعت تفتح الباب في سعادة لمرأه 
ضمھا عامر إليه ما أن ترك ما كان يحمل هامسا في أسى عاملة إيه يا ماما !.. معلش اتأخرت عليك ..بس محبتش أدخل عليك وأيدي فاضية .. استنيت القبض وجيت .. 
تطلعت إحسان لأكياس الأغراض هاتفة في اشفاق ليه كده تكلف نفسك يا عامر !.. مين هياكل كل ده!.. وبعدين كفاية الحمل اللي على كتافك.. بيتك وديونك اللي بتسددها .. 
لثم عامر جبينها هاتفا في مرح ميجيش من بعد خيرك يا امي .. فاكرة لما بعتي سلسلتك اللي كانت عزيزة عليك والحاجة الوحيدة اللي كانت بقيالك من ريحة ستي عشان تساعديني اسدد شوية من اللي عليا بعد ما بابا رفض يساعدني برغم إنه يقدر.. وغيرها كتير .. دي أقل حاجة والله .. 
هتفت إحسان مقترحة ما تيجي أنت ومراتك وبناتك تعيشوا معايا ..البيت زي ما أنت شايف واسع و.. 
هتف عامر مقاطعا مش هينفع يا ماما.. دنيتنا كلها بقت هناك ..مدارس البنات وشغل مراتي وكمان شغلي .. هنا بعيد قوي يا ماما ..وكمان مستوى المكان مش زي هناك .. والبنات .. 
قاطعته إحسان في ضيق مكبوت خلاص فهمت يا حبيبى.. ربنا يصلح لك حالك .. 
استأذن عامر ليغادر فهتفت به أنت لسه قعدت.!.. خليك معايا شوية.. 
هتف عامر متحرجا معلش يا ماما يا دوب أروح .. هجيلك تاني ..خلي بالك على نفسك ولو احتجتي أي حاجة قوليلي .. 
هزت رأسها دون أن تنبس بحرف فما عساها أن تقول .. عادت للأكياس تتلهى بفتحها لتجد بعض من نقود متروكة جانبا .. 
تطلعت لباب الشقة حيث غادر ولدها منذ قليل ثم عاودت النظر للنقود من جديد .. كم هو قاس شعور المڈلة الذي تتعرض له مرة تلو الأخرى .. 
اليوم في البقالة وحرجها من قلة المال وتدخل جارها والأن وهي ترى ولدها الذي كانت دوما ما تمتد له يدها بالعطاء فإذا بها اللحظة مغلولة لا قبل لها على بسطها ..تدحرجت دمعاتها وما من كف تغتالها ولا هناك من يد تربت على كتفها مؤازرة .. وحيدة هي تماما كشجرة حكمت عليها أقدارها أن تنبت في وسط صحراء بلا ونيس يصاحبها أو حتى طير يحط عشه على أغصانها .. 
استفاقت من صډمتها بعد بكاء مرير.. نفضت عنها عجزها بعد أن أخذ زوجها جوالها ونزع أسلاك الهاتف كي يتركها وحيدة لا تستطيع طلب المساعدة حتى يعود إليها سجانها ليفتح زنزانتها .. 
هرولت تدفع النافذة الزجاجية المطلة على نافذة غرفة نوم شيرين وبدأت في الهتاف بصوت لا يكاد يسمع .. دفعت ببعض الأشياء حتى ترتطم بالخصاص لكن لا فائدة ..دخلت لبرهة وعادت بعصا خشبية كانت يوما يد لمكنسة يدوية طرقت بها على النافذة عدة مرات لتنتبه شيرين وينفرج الشباك أخيرا عن محياها لتتتفس أمل الصعداء هاتفة في عجالة هاتي المفتاح اللي كنت سيباه معاك

انت في الصفحة 5 من 6 صفحات