الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية سيدة الاوجاع السبعة الفصل الخامس بقلم رضوي جاويش

انت في الصفحة 6 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

وتعالي افتحيلي بسرعة .. 
تطلعت شيرين إليها في تعجب افتح لك !.. هو ايه اللي حصل بالظبط !.. 
هتفت أمل في تعجل مش وقته .. تعالي افتحيلي وهحكيلك كل حاجة .. بسرعة .. 
اندفعت شيرين تفتح الباب لتندفع أمل حاملة حقيبتها بيد وبالأخري تجذب بها سليم ولدها .. 
هتفت شيرين في صدمة على فين!..وايه اللي حصل خلاك عايزة تمشي !.. 
هتفت أمل وهي تهرول هابطة الدرج حاجات كتير حصلت يا شيرين بس أنا اللي كنت بتعامى ..سلام .. وأول ما أوصل عند بابا هكلمك واطمنك ع الأخبار .. 
ودعتها شيرين عائدة تغلق باب شقتها محتفظة بالمفتاح في حوزتها حتى تعود صاحبته ..لكن كيف لمن خرج من الچحيم هاربا أن يعود بأختياره يوما !.. 
دفعت بنفسها وطفلها بأقرب سيارة أجرة وما أن سارت مبتعدة حتى بدأت تتنفس هواء الحرية .. 
أمسكت دموعها ببسالة وتطلعت لولدها جوارها واكدت لنفسها أنها لا تريد الا بعض من راحة لروحها المنهكة وبعض الشفاء لجسدها العليل فهل هذا بالشئ الصعب المنال !.. 
وقفت أمام باب شقة أبيها وتنفست في عمق تحاول أن تبدو قوية ومسيطرة على مقاليد الأمور لكن ما أن انفرج الباب عن محيا أبيها حتى نسيت كل ما كانت تدعيه وسقط قناع الصلابة الهش لتندفع تلق بنفسها بين ذراعيه باكية نفسها وقلبها وسنوات عمرها .. 
المهانة .. أي وجيعة تلك !.. كيف يمكن تعريفها أو وصف حالتها !.. ماذا يمكن أن نقول عن تأثيرها على نفوسنا.. وقهرها لأرواحنا !.. 
إنها تعثر لخطوات العشم الواثقة لتزل أقدامها بعد ثبوت مغروسة في وحل من الخزي والمڈلة لتدرك تماما أن عشمك لم يكن بموضعه وأن المهانة هي ذاك الثمن القاسې الذي سيدفعه قلبك الذي وضع ثقته فيمن لا يستحق .. ويا له من شعور !.. 
جذبت عن أذنيها سماعات الهاتف التي كانت تضعها حتى تستطيع التركيز في الكتابة وأبوها يجلس أمام التلفاز يشاهد مبارة لكرة القدم والصرخات تأتيها من هنا وهناك .. 
تناهى لمسامعها صوت ندائه هاتفا فين العشا.. أنا جعت يا بشړ .. 
أيقنت أن المباراة قد انتهت فابتسمت هاتفة في مرح حالا يا بابا .. دقيقتين والأكل يكون جاهز .. 
ضغطت على زر الحفظ لكل ما كتبت واندفعت في اتجاه المطبخ تحضر عشاء خفيفا كما أمرها طبيب أبيها .. 
دندنت في طرب وهي تقلب أرغفة الخبز على أعين الموقد لتكسبها بعض الدفء وتضع بعض من جبن في أحد الصحون
كنت بخلص لك في حبي من كل قلبي.. 
وأنت بتخون الوداد من كل قلبك.. 
بعت ودي .. ليه! .. بعت حبي ليه! ..بعت قلبي ليه!.. 

انت في الصفحة 6 من 6 صفحات