الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية سيدة الاوجاع السبعة الفصل الرابع بقلم رضوي جاويش

انت في الصفحة 4 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

اللي طليقها مبهدلها وأنت خلصتها منه !.. 
هتف حماد متنهدا اتصوري .. وأنا چاي من المصنع لجيتها واجفة تبكي جدام البوابة ..معرفش كانت مستنية مين والمصنع كان خلاص نبطشياته خلصت ..اتاري ولدها تعبان وملجتش حد تاخد منه فلوس العلاج الا إنها تاچي تستلف من أي حد لأن أبوه رفض يديها .. أني مش عارف رچالة إيه دي اللي تفرط فلحمها !.. 
هتفت حورية بسرعة قبل أن ټخونها شجاعتها اتجوزها يا حماد .. 
انتفض حماد متطلعا إليها هاتفا في صدمة إيه الچنان ده !.. هو أني بساعدها عشان غرض لسمح الله !. 
هتفت حورية تكرر طلبها كأنها لم تسمع اعتراضه اتجوزها يا حماد.. هي محتاجة لك ..وانت محتاج لها ..هي محتاجة لراجل في حياتها يكون سند ليها ضد طليقها اللي مبهدلها ده وكمان يساعدها في تربية عيالها.. وأنت .. 
هتف حماد محتدا وقد تغيرت ملامح وجهه أني مش محتاچ حد .. 
ربتت كف حورية على كفه ورفعتها لوجهه تديره نحوها متطلعة لعيونه السمراء التي تعشق لا محتاج يا قلب حورية .. محتاج ست ..ست تاخد بالها منك ..تسعدك .. 
تطلع حماد لعمق عينيها هامسا جلب حماد عمره ما عشج إلا حورية.. كيف.. 
قاطعته رابتة على خده هامسة وحورية عشان بتعشق حماد بتقوله روح .. اتجوزها يا حماد وارحمها وارحم نفسك .. وارحمني معاك من ذنبك اللي قاتلني.. 
تطلع إليها حماد دون أن ينبس بحرف واخيرا اندفع من الحجرة تاركا إياها باكية وقد تساقطت دموع القهر على خديها بعد أن حبستها طويلا ..فما من قهر أمر على امرأة من دعوتها زوجها الذي تعشق للزواج بغيرها وهي عاجزة تقوم بدور المتفرج ولا حيلة لها إلا البكاء بعيد عن الأعين والتظاهر بالصلابة أمام الجميع وهو أولهم .. 
كان هدوءها ينذر بقرب عاصفة.. عاصفة من نوع آخر لم يعتده منها وهي تجلس في انتظار انتهائه من تناول غذائه ..كان يستشعر جوا غائما وهي ساهمة بهذا الشكل تعبث بصحنها دون أن تأكل منه إلا النذر اليسير .. 
هتف متسائلا متعجلا معرفة ما يجري فيه ايه يا أمل !..مالك ساكتة كده !.. 
رفعت رأسها متطلعة نحوه هاتفة انا روحت للدكتور يا أمجد .. 
هتف في لهفة متسائلا دكتور النسا .. ايه !.. حصل !.. 
أكدت في هدوء لا.. 
شعر بالخيبة وعاود تناول ملعقته مستأنفا طعامه فما عاد شئ يرقى للنقاش بعد نفيها الخبر السار الذي ينتظره .. 
هتفت من جديد الدكتور قال انا عندي کانسر ولازم ابدأ العلاج فورا. 
تطلع إليها في صدمة وقد توقفت كفه عن استكمال طريقها لفمه بحملها لبرهة قبل أن يترك ما كان بيده متمعنا النظر فيها هاتفا بصوت متحشرج انت بتهزري ..صح !.. 
هزت رأسها نفيا وهمست محدش هيهزر فحاجة زي دي .. انا رحت للدكتور وعملت التحاليل اللي كان طالبها وأكد لي النهاردة ان عندي لوكيميا ..ولازم ابدأ بروتوكول العلاج بسرعة لأني اصلا اتأخرت في اكتشاف المړض .. 
هتف أمجد في حنق مالك كده بتتكلمي كأنك عندك شوية انفلونزا وهيخفوا !.. 
هتفت تؤكد في ثبات لأنه مرض زي اي مرض ..ابتلاء من رب العالمين .. وانا عارفة أنه هيكرمني بالشفا فالأخر.. 
هتف أمجد وهو يدفع مقعده للخلف في ڠضب وهو المړض ده مش عايز وقت عشان تخفي .. 
هزت رأسها موكدة طبعا .. عايز وقت ومش محدد كمان .. 
هتف مستطردا والعلاج ده مش عايز فلوس ..وفلوس كتير كمان .. اجيب منين !.. 
هتفت أمل ساخرة هو ده كل اللي همك !.. الفلوس .. 
هتف

انت في الصفحة 4 من 5 صفحات