الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية سيدة الاوجاع السبعة الفصل الثاني بقلم رضوي جاويش

انت في الصفحة 3 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

من البحر .. 
ودفع بها لتسقط جالسة على المقعد خلفها تتطلع لموضع غيابه في صدمة.. لا تصدق أن هذا الرجل هو كمال الذي عشقته وتزوجته وفضلته حتى على نفسها .. سالت دموع الخذلان على خديها ولم تبرح موضعها وهي تراه يندفع بعدما اكمل ارتداء ملابسه صافقا الباب خلفه في قوة جعلتها تجفل منتفضة وما زال دمعها يغرق صفحة وجهها .. 
كانت بالأعلى بشقة ولدها عامر تساعد زوجته في صنع ذاك الطعام الذي يشتهيه ولا يفضله إلا من صنع يدها ..هبطت الدرج في اتجاه شقتها لتستريح قليلا قبل موعد الغذاء وما أن همت بفتح باب شقتها حتى سمعت حديثا محتدا بالداخل ..توقفت يدها عن فتح الباب وتناهى لمسامعها صوت ولدها البكر ېصرخ بأبيه في صدمة عايز تتجوز على أمي واسكت يا بابا !.. 
صړخ أبوه هاتفا في حنق آه هتجوز .. لا هو عيب ولا حرام .. 
هتف عامر محتدا وماما !.. قصرت ف أيه عشان تعمل معاها كده !.. 
هتف توفيق في لامبالاة مقصرتش أو حتى قصرت ..ده حقي .. وأنا حر.. 
هنا لم تستطع إحسان البقاء دون رد فعل ففتحت الباب ليتطلع كلاهما إليها في صدمة .. 
دخلت وأغلقت الباب متصنعة ثبات لا تملكه ووقفت أمامهما صامتة تتطلع لهما بعيون زائغة النظرة في انتظار أن ېكذب أحدهما ما قالاه لتوهما والذي أدرك كلاهما أنها سمعته بالتأكيد من رد فعلها الصامت وشحوب وجهها المضطرب القسمات.. 
لم يتجرأ عامر ولدها بنطق كلمة واحدة لكن توفيق نظر إليها في استهانة وهتف مؤكدا اللي سمعتيه صح .. هتجوز.. وهجيب العروسة تعيش معانا هنا .. 
انتفض عامر صارخا هنا فين !.. هنا فعمارتنا !.. 
هتف توفيق هادرا في ثورة فعمارتي !.. كلكم أصلا .. وأنت ومراتك أولهم .. مجرد ضيوف فملكي.. وأنا بس اللي أقول مين يقعد ومين يمشي .. 
هتفت إحسان بصوت متحشرج النبرات ما أن استطاعت تمالك أعصابها واستيعاب الصدمة بقى دي اخرتها يا توفيق !..  تجاهل توفيق الرد عليها من الأساس كأنه لا يرها واندفع لخارج الشقة وما أن أصبح على أعتابها حتى هتف أمرا متنساش تكلم خالك يجي ياخد أمك ..العروسة مش قابلة تدخل على ضرة .. 
واستدار بكل كبر مواجها إحسان هاتفا في قوة أنت طالق يا إحسان.. 
شهقت في صدمة وغامت الدنيا أمام ناظرها ولم تلفظ بحرف فقد عقدت الصدمة لسانها عن البوح بالكثير بينما صړخ عامر محتجا ليه يا بابا !.. ليه تعمل كده !.. 
تطلع إليه توفيق مؤكدا أنا حر .. أمك معدتش لزماني .. تروح تعيش مع أخوها .. هو أولى بيها دلوقت.. 
صړخ عامر مؤكدا محدش أولى بأمي مني .. ماما هتعيش معايا فشقتي .. 
قهقه توفيق بجبروت أنا لسه قايل إن كلكم عندي ضيوف ..ولو فكرت تعمل كده أنت ومراتك وعيالك هتحصلوها على بره .. أتصل بخالك وبلاش تعمل فيها عنتر .. 
واندفع توفيق لخارج الشقة تاركا إحسان تترنح من طعنات الخذلان الواحدة تلو الأخرى وكادت أن تفقد وعيها إلا أن عامر تلقفها بين ذراعيه مصطحبا إياها لداخل شقتها التي ما عادت شقتها لتتمدد على فراش ما عاد فراشها .. 
  رنين لا ينقطع على هاتفه يظهر اسمها مما جعله يمتعض في حنق.. 
لا وقت لديه لترهاتها اي كانت .. 
ضغط على زر إلغاء الصوت حتى لا يزعجه الرنين المتواصل .. 
كان طفلها يضغط على رقم ابيه في إصرار لا يعرف ما عليه فعله .. 
يبكي في ذعر وهو يتطلع لجسد أمه الممدد أرضا ..

انت في الصفحة 3 من 5 صفحات