رواية سيدة الاوجاع السبعة الفصل الاول بقلم رضوي جاويش
أيام..
هتف متسائلا أنت إيه اللي وصلك للحالة دي !!..
جفلت من تساؤله حتى كادت أن تسكب العصير فوضعته جانبا وكذا الشطيرة التي لم تتناول منها إلا لقيمات صغيرة ونهضت في وهن هامسة أنا بقيت كويسة يا بيه .. ممكن أرجع شغلي ..
هز رأسه رافضا فهتفت في ذعر أنت مش قلتلي كلي وأنا أرجعك !.. أديني كلت .. أرجع بقى ..
ووضع كفه بجيب قميصه مخرجا حفنة من الجنيهات مدها إليها أمرا إياها خدي دول وروحي ياللاه ..
كانت ما تزل رأسها منكس لكن عيناها مثبتة على كفه الممدودة لها بالمال .. رفعت نظراتها إليه وكفه بينهما معلقة بالهواء لتصطدم عيناه بنظرات تمتلئ عزا وكبرياء ألجمته وهى تهتف في ثبات مستورة يا بيه .. أنا خدت مرتبي والحمد لله .. عن إذنك ..
توقفت واستدارت اليه تأدبا ليتجه إليها مادا كفه من جديد بالمال وما أن همت بالاعتراض مجددا حتى هتف في صرامة خديهم دول مش صدجة .. ده حجك .. هخصمهم م الجبض الچاي .. خدي ..
ترددت للحظة وأخيرا مدت كفها وتناولت المال ودفعت به سريعا لجيب عباءتها السوداء التي كانت ترتديها تحت ذاك المعطف المخصص للعمال بالمصنع كزي رسمي ..
هز رأسه في تفهم دون أن يهمس بحرف وما أن خرجت مغلقة الباب خلفها حتى تنبه أن وقت اجتماعه قد حان وأن عليه الإسراع إذا كان يريد اللحاق به وإتمام تلك الصفقة التي كان يسع إليها منذ فترة طويلة ..
وقفت تتطلع نحو مرآتها لعلها تقنع نفسها أنها جميلة بما يكفي بهذا الرداء المكشوف قليلا والذي اقنعتها إحدى صديقاتها لترتديه أخيرا ناظرة لصورتها المنعكسة أمامها في عدم رضا .. لقد أهملت جسدها كثيرا بعد حملها الأول في ولدها حتى أنها ما عادت تعرف من تكون هذه المرأة التي ترى ..
وقفت نجوى على أعتابها تتطلع إليه نائما بفراشه لتنزع عنها