الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية سيدة الاوجاع السبعة الفصل الاول بقلم رضوي جاويش

انت في الصفحة 4 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

أيام.. 
هتف متسائلا أنت إيه اللي وصلك للحالة دي !!.. 
جفلت من تساؤله حتى كادت أن تسكب العصير فوضعته جانبا وكذا الشطيرة التي لم تتناول منها إلا لقيمات صغيرة ونهضت في وهن هامسة أنا بقيت كويسة يا بيه .. ممكن أرجع شغلي .. 
هز رأسه رافضا فهتفت في ذعر أنت مش قلتلي كلي وأنا أرجعك !.. أديني كلت .. أرجع بقى .. 
هتف أمرا أنت مش هاترچعي النهاردة .. أنت تروحي تستريحي .. وع العموم فاضل نص ساعة ونبطشيتك تخلص .. 
ووضع كفه بجيب قميصه مخرجا حفنة من الجنيهات مدها إليها أمرا إياها خدي دول وروحي ياللاه .. 
كانت ما تزل رأسها منكس لكن عيناها مثبتة على كفه الممدودة لها بالمال .. رفعت نظراتها إليه وكفه بينهما معلقة بالهواء لتصطدم عيناه بنظرات تمتلئ عزا وكبرياء ألجمته وهى تهتف في ثبات مستورة يا بيه .. أنا خدت مرتبي والحمد لله .. عن إذنك .. 
تحركت خطوات باتجاه الباب ليهتف بها يستوقفها استني ... 
توقفت واستدارت اليه تأدبا ليتجه إليها مادا كفه من جديد بالمال وما أن همت بالاعتراض مجددا حتى هتف في صرامة خديهم دول مش صدجة .. ده حجك .. هخصمهم م الجبض الچاي .. خدي .. 
ترددت للحظة وأخيرا مدت كفها وتناولت المال ودفعت به سريعا لجيب عباءتها السوداء التي كانت ترتديها تحت ذاك المعطف المخصص للعمال بالمصنع كزي رسمي .. 
همست في تأدب متشكرة يا حماد بيه .. عن إذنك.. 
هز رأسه في تفهم دون أن يهمس بحرف وما أن خرجت مغلقة الباب خلفها حتى تنبه أن وقت اجتماعه قد حان وأن عليه الإسراع إذا كان يريد اللحاق به وإتمام تلك الصفقة التي كان يسع إليها منذ فترة طويلة .. 
 
وقفت تتطلع نحو مرآتها لعلها تقنع نفسها أنها جميلة بما يكفي بهذا الرداء المكشوف قليلا والذي اقنعتها إحدى صديقاتها لترتديه أخيرا ناظرة لصورتها المنعكسة أمامها في عدم رضا .. لقد أهملت جسدها كثيرا بعد حملها الأول في ولدها حتى أنها ما عادت تعرف من تكون هذه المرأة التي ترى .. 
تنهدت في ضيق وما أن همت بخلع الرداء حتى سمعت صوت مفاتيح زوجها تلقى بعشوائية على الطاولة بالخارج .. تجرأت لتتحرك نحوه لكنه كان الأسرع في الوصول لحجرتما ليتوقف مشدوها أمام مظهرها الغير معتاد لبرهة وأخيرا اڼفجر ضاحكا بشكل هستيري جعلها تتلفت حولها في تعجب .. هدأت نوبة ضحكه وهمت بسؤاله عن سبب هذا الإنشراح الغير معتاد من قبله لكنه باغتها وقد انقلبت سحنته وهو يقترب منها في هدوء وترها .. توقف قبالتها تماما ومد كفه لينزع ذاك الغطاء الذي يغطي شعرها ناظرا إليه في قرف مقربا إياه نحو أنفه وما أن تسللت رائحته لأنفاسه حتى نفضه بطول ذراعه مشمئزا وهمس ساخرا اللي أنت لابساه ده ميظبطش مع اللي كنت حطاه على راسك .. أبقي سيبي الحاجات دي للي بيعرف يعملها .. روحي شوفي الواد ..شكله بيعيط.. وابقي نامي معاه زي كل يوم.. تصبحي على خير يا زوجتي العزيزة .. 
تحرك كمال من موضعه في اتجاه خزينة ملابسه ليخرج رداء نومه متجاهلا وجودها المتصلب .. لا يتحرك فيها إلا نظرات منكسرة تتبع تحركه المحموم حتى اندس بالفراش لتسير هي في اتجاه الباب مادة كفا مرتعشة لتضغط زر الإضاءة لتطفئه مغلقة خلفها باب الحجرة راحلة باقدام ثقيلة من رصاص في اتجاه غرفة ولدهما.. 
وقفت نجوى على أعتابها تتطلع إليه نائما بفراشه لتنزع عنها

انت في الصفحة 4 من 5 صفحات