الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية سيدة الاوجاع السبعة الفصل الاول بقلم رضوي جاويش

انت في الصفحة 5 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

رداء العاړ ذاك ملقية إياه بطول ذراعها تندس جوار وليدها تضمه لأحضانها لعله يكون بلسما لذاك الچرح الحارق بين أضلعها.. 
صدحت أم كلثوم مترنمة من ذاك المذياع الصغير الذي تضعه على أحد رفوف المطبخ كوسيلة لتسليتها وإخراجها من وحدتها 
أعطني حريتي أطلق يدي .. 
إنني أعطيت ما استبقيت شيئا .. 
تنهدت وهى تردد كلمات الأغنية في شجن تتوحد مع حالة صاحبتها لتعيش نفس مشاعرها وكأنما القصيدة كتبت لأجلها لكنها انتفضت فجأة لتخرج من حالة التوحد تلك ما أن تناهى لمسامعها صوته الجهوري يناديها من خلف باب حجرة نومهما المغلقة عليه لينل بعض الراحة في فترة القيلولة صارخا في ڠضب أمل .. يا أمل .. 
اندفعت ملبية تدلف لحجرة نومهما هاتفة خير يا أمجد فيه إيه !.. 
أكد في نظرة متخابثة تعالي واقفلى الباب وراك.. 
تغيرت سحنتها وهزت رأسها في إيجاب دخلت بالفعل تتأكد من إغلاق الباب خلفها بأحكام فولدها ما زال مستيقظا بالخارج .. 
تقدمت منه لينتفض جاذبا إياها لتجاوره و دون حتى أن يفكر في إسماعها كلمة تعبر عن شوقه وحاجته لها حتى أن يدرك أنها في عالم آخر .. عالم صنعته لنفسها ما أن يجبرها على الولوج لعالمه تنظر إلى سقف الغرفة وتسترسل في خيالات عالمها التي ترتسم أمام ناظريها تذهب إليها بروحها .. 
نهضت في عجالة مبتعدة للخارج مندفعة أسفل رشاش المياه بحمامها لتزل عن ذاك الجسد المنهك لتستعيد روحها الهائمة رويدا رويدا وهى تندفع للمطبخ من جديد تصنع قالب الحلوى الذي طلبه ولدها الوحيد مدت كفها تعيد فتح المذياع مجددا لتتنهد في سعادة ما أن أدركت أن أم كلثوم لم تنه بعد رائعتها الأطلال والتي كانت تشدو بتلك اللحظة 
وانتبهنا بعد ما زال الرحيق.. وأفقنا ليت أنا لا نفيق.. 
يقظة طاحت بأحلام الكرى.. وتولى الليل والليل صديق.. 
 
تثاءبت في إرهاق وهي ترفع رأسها عن حاسوبها .. دعكت عينيها لتعاود الكتابة من جديد .. 
الإهمال.. إنه المسمار الأول في نعش الحب .. هو مدمر العلاقات الأول بلا منازع .. فلا علاقة سوية تبنى على الإهمال ولا حب حقيقي يفتقد إلى الإهتمام .. 
الإهمال هو ذاك النصل الثالم الذي ينحر به الحب أمام مسمع ومرآى من طرفيه .. أحدهما يستجدي والآخر يمعن في غيه وتغافله لېموت العشق مصلوبا بينهما متعطش لقطرة اهتمام تروى ظمأ... 
ضغطت زر الحفظ لما كتبت وتحركت في إتجاه الردهة لتبصر أبيها كعادته وقد باغته الكرى أمام شاشة التلفاز المفتوح يصدح بصوت عال لم يؤرقه أبدا .. 
ابتسمت ومدت كفها جاذبة ذاك الغطاء على المقعد المجاور ناشرة إياه على جسده الذي تململ قليلا دون أن يستيقظ .. 
توجهت نحو التلفاز تغلقه ليسود الصمت فجأة ..كانت قد قررت أن تعاود الكتابة بعد أن تصنع لها كوبا من مشروب دافئ إلا أنها عدلت عن رأيها متجهة لغرفتها تهمهم ببعض كلمات علقت بذهنها من تلك القصيدة الغنائية التي كان يبثها التلفاز منذ لحظات .. 
يتبع ..

انت في الصفحة 5 من 5 صفحات