الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية سيدة الاوجاع السبعة الفصل الاول بقلم رضوي جاويش

انت في الصفحة 2 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

أنها تصفق لجمهور أدت أمامه دورها بكل براعة وها قد حان الأوان ليسدل الستار عن ذاك الدورالرائع.. دورها كأم وزوجة .. زوجة غاب عنها زوجها يوم احتفالها بعيد مولدها كما كان غائبا عن المشهد لسنوات.. كان دوما ضيف الشرف الحاضر الغائب .. أب لأولادها وزوج لا شريك حياة .. 
أضيئت الأنوار من جديد وبدأ عامر في تقطيع الكعكة وانشغل وزوجته في إرضاء الأطفال الذين طال صبرهن لالتهام الكعكة تسللت في هدوء من بينهم وما أن همت بالخروج حتى هتف عامر يستوقفها على فين يا ماما! .. ده أنت حتى مدقتيش عمايل أيدك.. التورتة الجامدة دي شكلها حلو أوي كالعادة.. 
هتفت وابتسامة شجية على شفتيها بالهنا والشفا يا حبيبي مليش نفس دلوقت.. أنا نازلة أنام.. تصبحوا على خير .. 
لم يعلق عامر بكلمة بينما تطلع بنظرة ذات مغزى لزوجه التي طلت الشفقة جلية من نظراتها تجاه أم زوجها تلك المرأة الطيبة التي ما رأت منها شړا قط .. نظرة وعتها إحسان تماما وهي تفتح الباب مندفعة تهبط الدرج لتدلف داخل شقتها تحتمي بجدرانها من أثر تلك النظرات المشفقات التي تتعقبها بإصرار لتنغرز كنصال حادة في صميم كبريائها .. 
اتجهت حيث كرسيها المفضل بقلب الردهة والذي أخذ يهتز في هوادة ذهابا وإيابا أشبه بخواطرها التي كانت معلقة كالمشنوق متأرجحة كبندول لا يهدأ بساحة فكرها .. 
لا تعرف كم مر عليها وهي على حالها الساكن ذاك.. ولكنها لم تحرك ساكنا إلا عندما استشعرت صوت عبث مفتاحه بالباب ليظهر أخيرا بمجال رؤيتها.. ألقى التحية في برود اعتيادي لتردها في هدوء وقد نهضت لتلحق به وهو يدلف لغرفة نومهما شرع في خلع ملابسه وإلقاءها في عشوائية كيفما اتفق لتلتقطها من ورائه تدفع بها على المشجب القريب من موضع وقوفها .. 
هم بأن يتمدد مستعدا للنوم لتهتف به متسائلة في أمل كان يحدو قلبها توفيق! 
همهم في نزق لتستطرد في تردد أنت منستش حاجة النهاردة!.. 
فتح عينيه متطلعا في ريبة لا منستش حاجة .. هو كان فيه حاجة مهمة كان لازم أجيبها معايا!
همست بنبرة مهزوزة لا ..كان فيه حاجة نسيت تحضرها.. عيد ميلادي.. 
قهقه توفيق ساخرا عيد ميلادك! .. يا شيخة عيب عليك.. بقى واحدة فسنك عايزة تحتفل بعيد ميلادها زي العيال ..أنت خلاص داخلة ع الخمسين ..يااللاه حسن الختام .. 
واستدار موليا لها ظهره هاتفا بنبرة ساخرة قال عيد ميلاد قال! 
ظلت متسمرة موضعها وقد هزت كلماته دعائم روحها كزلزال قاهر .. 
انسحبت مبتعدة لخارج الغرفة لتعود لمقعدها الهزاز من جديد .. يتأرجح بها وقلبها يترنح ۏجعا بين جنباتها وروحها تئن قهرا في صمت .. 
 
دخل حجرة مكتبه مسرعا فقد تأخر اليوم على غير العادة على موعد حضوره والذي يضبط عماله عليه ساعتهم .. خمسة وعشرون عاما مضت منذ استلم إدارة هذا المصنع بعد نزوحه من بلدته الصغيرة بقلب الصعيد والذي كان مجرد ورشة صغيرة مهملة وبجهده وعرقه أصبح الآن بعد سنوات عدة من أكبر مصانع ملابس المحجبات.. هتف مناديا سكرتيره يا محروس محروس .. 
لم يجبه ذاك الذي يجده أمامه قبل أن يطلب فنهض من موضعه يزفر في ضيق فقد تأخر بالفعل على اجتماعاته الهامة المقررة بعد ساعتين من الآن والتي يحب أن يعمل على التجهيز لها قبل انعقادها بفترة كافية.. اندفع باحثا عنه خارج مكتبه ليصل لمسامعه بعض الضجيج القادم من عنابر المصنع بالأسفل .. 
طل من النافذة التي تشرف على المصنع برمته ليجد تجمهر ما

انت في الصفحة 2 من 5 صفحات