رواية صرخات انثى الفصل الثالث والاربعون بقلم ايه محمد رفعت
أنا ينفع أفضل على تواصل معاك لما ننزل مصر
تبددت ابتسامته وأجابه بضيق
_ إنت كنت هتقطع علاقتك بيا يابن الشيخ مهران!!!
وبسخرية قال وهو يقلد نبرته
_أمال أيه أنا بحس باحساس غريب من نحيتك وبشم فيك ريحة أبويا كنت بتتسلى بيا!!
اتسعت ابتسامته وقال
_خلاص هكلمك ونتقابل دايما.
ابتسم آدهم وأخبره بحب
انتفض بلهفة
_بجد
هز رأسه يؤكد له فكاد بأن يستفسر عما يقصده فناداه سيف بۏجع
_أيوب... تعالى هنا يا حيوان أنا مش ملاحق ألمك من جنب الخلق!! جاي تزورني وتخفف ۏجعي ولا تحب وټضرب صحوبية مع سيادة الرائد!!
اڼفجر آدهم ضاحكا وهو يضرب كفا بالأخر بينما أسرع أيوب للمقعد القريب منه يخبره بضيق مصطنع
منحه نظرة ساخرة اتبعها قوله
_وأنا قدامك أيه حاطط مكياج!! انا اتدشملت بسببك مش واخد بالك ولا اللكمة اللي اخدتها ضيعت النظر!!
ضحك رغما عنه وانحنى يربت على صدره كالطفل الصغير
_معلش يا سيڤو علقة تفوت وإن شاء الله متتكررش تاني.
رفع أحد حاجبيه باستنكار
هز رأسه وأجاب
_عقلت وتوبت بعد المرمطة اللي اتمرمطتها.
وانحنى يهمس له بصوت يدعي البكاء الساخر
_صاحبك اتمرمط واتحط عليه بالجامد من عمها ابن الأ... شووفت كنت هشتم في ابتلاء أبشع من كده.
ضحك سيف ساخرا
_لا ده مش ابتلاء عمها ده من صحوبيتك مع عمران الوقح.
لفظ بها ذاك الغاضب بعدما اعتدل بمقعده ونهض يشير للاخر
_هتيجي معايا ولا مشرف مع أبو لسان طويل!!
_معاك يا باشا بس اهدى كده وروق!!
قالها أيوب وهو يراقب ملامحه بتوتر فولج جمال للداخل يشير لعمران
_تعالى بره عايزك.
تركهم وخرج لجمال أمام الغرفة فقال
فرك رأسه المتعب وقال
_اتكلم يا جمال أنا مش هسحب من على لسانك الكلام!
سحب نفسا مطولا وألقى قنبلته الموقتة
_خالك جاني المستشفى النهاردة بحجة إنه بيزور والدتي وبصريح العبارة كده هددني إني انسحب من مشروع المول التجاري لإنه عايز يدخل معاك فيه.
_مشروع أيه ده اللي عايزني أدخله معايا شريك فيه اتجن ده بروح أمه!!! وبيهددك إنت ليه خاېف يواجهني بطمعه وجشعه مش جديد عليا!!!
راقب جمال الوجوه من حوله وصاح
_احنا في المستشفى يا عمران ميصحش كده.
هدأت انفاسه المنفعلة تدريجيا وأضاف بعزم
_ماشي يا نعمان أنا وراك لما اجيب أخرك .... وعلى رأي المثل العيلة اللي مفهاش صايع حقها ضايع!!!!
اړتعب جمال من رؤية ابتسامته المخيفة وسأله بارتباك
_ناوي على أيه يا عمران
اتسعت ابتسامته وأجابه بفحيح مخيف
_كل خير يا جيمي ده الخال بردو!!
بالداخل.
بذل يوسف مجهودا مضاعفا حتى تقبل سيف أن يوضع بيده أبرة المحلول فاضطر الأطباء أن يضعوا بالمحلول الآبر فجأتهم ليلى حينما ولجت تحمل عمود معدني من الطعام وضعته على الكومود وسحبت أحد الاطباق ومن ثم سكبت له قائلة
_عملتلك شوربة خضار وبإيدي عشان تعرف معزتك يا دكتور سيف.
ابتسم وهو يشير ليوسف
_سندني يا يوسف الريحة تجوع لوحدها وأنا واقع من الجوع.
عاونه يوسف حينما رفع السرير بريموت متحكم فقدمت له ليلى الطبق وقالت ببسمة رقيقة
_ألف هنا.
اشار لها يوسف وهو يضع الصينيه أمامه
_أعملي طبق لأيوب يا دكتورة ليلى وشوفيله مضاد للالتهابات للاصابات اللي في وشه.
تنحنح أيوب بحرج لتقززه من تناول تلك الشوربة
_انا كويس يا دكتور يوسف.
ضحك باستهزاء وأعاد ما قال
_اديله طبق وشوفيله الدوا يا دكتورة.
هزت رأسها بطاعة واتجهت إليه تناوله الطبق
_اتفضل يا بشمهندس... هروح أجبلك من الدوا وراجعه.
تناوله منها مرددا باحترام
_شكرا.
غادرت ليلى الغرفة وانشغل يوسف باطعام سيف بينما ظل أيوب يراقب طبق الشوربة بأعين منفرة وحينما رفع رأسه لمن يجاوره وجده يحدجه بنظرة مهتمة وقال
_كل... مستني أيه
ابتلع ريقه بصوت مسموع وكأنه سيتناول شيئا سام وقال
_بقرف منها يا آدهم!
ابتسم ومال عليه يهمس له
_ما انت عملتهالي قبل كده واجبرتني أكلها!
راقب الطبق لقليل من الوقت وقال
_لازم أكل الدكتورة ممكن تفكرني قرفان من أكلها بس أنا والله مش بحبها.
اتسعت ابتسامة آدهم وقال كأنه يعامل طفلا صغيرا
_جدع.. كل وخلص طبقك بسرعة قبل ما ترجع.
ابتلع سخريته وبدأ بنزع حبات البازلاء الخضراءالبسلة ووضعها على أحراف الطبق ثم بدأ بتناولها فقد كانت شهية للغاية.
تابعه آدهم باستغراب وكأن نسخته تعيد ما يفعله انتشرت طرقات باب الغرفة ومن بعدها ولجت ليلى واقتربت من أيوب لتقدم له الدواء فحاول سحب البازلاء عن سطح الطبق سريعا قبل أن تراه ففجأه آدهم حينما جذبها ووضعها بفمه سريعا يتناولها وملامحه تشمئز وهو يلوكها بنفور.
تمعن به أيوب پصدمة وتناسى يد ليلى التي تقدمها له بالدواء فنادته لتجذب انتباهه
_الدوا يا بشمهندس.
انتبه لها فتناول الحبوب والمياه منها وشكرها بامتنان وما ان غادرت حتى جذب منه آدهم زجاجة المياه يتجرعها مرة واحدة ليقابله بنظرة ساخرة
_شوفت عشان بحبك بلعت أيه
هز رأسه بابتسامة واسعة
_مش متخيل أساسا إنك أكلتها إنت كنت بتشيلها يوم ما حطتهالك في الشوربة!!
جذب المنديل يمسح فمه وأردف بتسلية
_عد الجمايل يابن الشيخ مهران.
قاطعهما صوت الطاووس الوقح
_هتبات هنا ولا أيه يا عم أيوب!!
ودع آدهم وهرول سريعا للخارج يصيح
_أوعى تتعصب أنا في ديلك!!
منحه نظرة ساخرة واتجه للمصعد فولج خلفه وهو يلوح لآدهم بيده فابتسم وهو يلوح له هو الاخر قبل ان ينغلق المصعد ويختفي بهما.
تراجعت بعيدا عن الرخام الأسود المحيط لحوض الاغتسال پصدمة يديها مضمومة على فمها ولسانها ينطق دون توقف
_مش ممكن!! لأ مستحيل!
تراجعت فريدة حتى جلست على غطاء الحمام ومازالت نظراتها تحيط اختبار الحمل الايجابي الموضوع جوار حوض الاغتسال.
اعادت خصلات شعرها للخلف ومازالت تحت تأثير الصدمة
_لأ!!! ازاي ده حصل!!
وتابعت ودموعها تلألأت بحدقتيها
_هقول أيه للأولاد!! وشمس!! شمس فرحها بعد كام يوم لا مستحيل!!!
اعتلت الصدمة ملامحها لدرجة جعلتها تعيد الاختبار لأكثر من ثلاث مرات وأكثر ما يهزمها بتلك اللحظة الندم والصدمة نعم مازالت صغيرة تتمتع بجسد ممشق من يرآها لا يجزم بأنها قد أنجبت يوما بفعل حفاظها على وزنها والرياضة المنتظمة ولكن كيف ستفعلها وأولادها بات كلا منهما رجلا على وشك استقبال خبر حمل زوجاتهما وابنتها على بعد أياما من زواجها!
ضمت فمها ومازالت تحاول الاستيعاب وبعصبية صاحت وهي تلقي الاختبار بسلة
_ازاي مأخدتش بالي!!!
وصل آيوب برفقة عمران للقصر فولج للملحق الخارجي واتجه لغرفة فارغة وغفى بها بتعب بينما صعد عمران للأعلى واتجه لحمامه الخاص انتعش بحمام دافئ واتجه لفراشه بعد أن ضبط المنبه على وقت الفجر مثلما يعتاد.
مضت ثلاث ساعات حتى استيقظ خرج للشرفة الخارجية يتفحص السماء ببسمة خاڤتة ومن ثم عاد لجناحه يجذب سجادته الخاصة وحامل المصحف الخاص بمصحفه الكبير وهبط للحديقة.
فرد سجادته ووضع حاملة المصحف جواره أدى صلاته بخشوع تام وحينما انتهى وقف يتمعن بالحديقة مستمتعا بتلك الأجواء المحببة إليه.
جلس على سجادته يرتشف المياه وما أن استكان وسحب حاملة مصحفه الشريف وبدأ بالتلاوة بصوت عذب خاشع فردد آية استحضرته بكل ذرة داخله
بسم الله الرحمن