رواية صرخات انثى الفصل الثالث والاربعون بقلم ايه محمد رفعت
بحماس
_علي... تعالى اقعد عما أجبلك طبق.
جذب المقعد المجاور لفاطمة التي تزيح بقايا الطعام على فمها بحرج فراقب الموضوع على الطاولة قائلا پصدمة
_حد يأكل مكرونة والساعة داخلة على ١٢!! شمس إنتي مش هتبطلي تعملي مصايب بليل دي.
اجابته بمزح وهي تضع أحد الاطباق أمامه
_الجوع كافر يا دكتور علي!
وتابعت بحنق
ارتشفت فاطمة من كوب المياه بحرج فابتسم علي وسحب شوكته يلتهم الطعام وهو يردد بحب
_اللي يعجبها يعجبني بالإجبار... ومستعد أنزل كل يوم بليل أطبخلها أنا بنفسي.
مالت شمس على الطاولة تستند على ذراعيها ونظراتها تمر بينهما بمشاكسة
_يا الله على الرومانسية والحب... أنا لو سمعت الكلام والحركات دي من عمران مش هتفاجئ لكن دكتور علي أخويا الهادئ الخجول مش قادرة!!!
_صحيح الحب بيصنع المعجزات!
أفاقت على ضړبة خاڤتة أصابت أعلى رأسها وقولا حازما
_فوقي من أحلام العصر اللي انتي عايشاها دي وروحي هاتيلي مايونيز!
استقامت بوقفتها وهي تتمتم بضيق
_ماشي يا علي!!
ضحكت فاطمة بصوتها كله فمال عليها يسألها باهتمام
_زينب فين
ردت عليه وهي تراقب طبقها حتى تهرب من نظراته الحنونة
وحينما تذكرت ما حدث لها قابلته بنظرة حزينة
_كانت راجعه من برة وشها وارم وقالتلي إن ليها زميلة في الجامعة اتخنقت معاها ومايا راحتلها وحلت الموضوع كنت عايزاك يا علي تروحلها الجامعة وتشوف البنت دي لتضايقها تاني أو تعملها حاجة.
وتمردت دموعها وهي تخبره
_أنا ماليش غيرها يا علي.
_متخافيش يا حبيبتي أنا هروح معاها بكره بنفسي وهشوف الموضوع ده المهم متزعليش نفسك.
رفعت رأسها إليه ومازالت قريبة منه
_علي أنا حاسة إن زينب فيها حاجة بتحاول تخبي عني ومش راضية تقولي مالها بس أنا حاسة بيها والله.
وتابعت باڼهيار هزمه
خشى أن يتصاعد أمرها لنوبة قد تعيقه عن طريق تقدمه بما أحرزه فربت على حجابها بحنان وحب
نفت ذلك باشارة متعصبة
_لأ يا علي.. صدقني أختي فيها حاجة بس هي خاېفة تتكلم وتقولي علشان حالتي إنت مشوفتنيش من شوية لما شوفتها حالتي كانت عاملة ازاي لدرجة انها خاڤت عليا ومكنتش حابة إني أشوفها بالوضع ده!
ضمھا إليه بكل قوته وانحنى يقبل جبهتها وهو يعمق نبرة صوته الرخيمة
_خوفك عليها وخۏفها عليكي ده شيء طبيعي يا فاطمة... مش معناه إنها بتحرص علشان تعبك ثم إن مين اللي قالك إنك مريضة!! انتي بقيتي زي الفل ومبقتيش محتاجاني معاكي خلاص!
تعمقت بالتطلع إليه بنظرة متلهفة فضم ذقنها بأبهامه وهو يستكمل بذكاء
_تفتكري لو بخدعك كنت هسيبك وانت تعبانه وهسافر مصر
أضاء الأمر بمقلتيها فقال بابتسامة جذابة
_فاطمة انتي بقيتي كويسة من اللحظة اللي أخدتي فيها القرار إنك تكوني زوجة ليا.
اقتمع وجهها من فرط الخجل فنهض وهو يقدم يده لها
_الوقت إتاخر يالا نطلع.
أشارت تجاه المطبخ باستغراب
_والمايونيز اللي طلبته!
جذبها بقوة جعلتها تستند على صدره
_مش عايز غير حضنك!
واتجه بها للأعلى تاركا شمس تراقبه بنظرات مغتاظة فعادت إلى طبقها تلتهمه وهي تهدر بانفعال
_أخوات أخر زمن الواد بيطرقني!!!
زفر جمال پغضب وهو يراقب هاتفه
_أخوك مبيردش لييه أنا غلبت معاك ومفيش أي فايدة!!
ضم يديه معا أعلى صدره وهو يخبره ببسمة مستفزة
_ولو جبتلي أبويا نفسه مش هأخد حقن بردو فاستسلم بقى يا جيمي وفكك من الممرضات اللي هيخلونا نخسر بعض دول.
وزع نظراته المغتاظة بينه وبين فريق التمريض المنصدمين من ذلك المړيض الملقب بالطبيب فردد بحرج
_أعتذر منكن صديقي الأبله لا يرغب بتناول الأبرة دون وجود أخيه لقد هاتفته وعلى الأرجح هو على الطريق .
ضحك سيف وصاح وهو ينحني باحترام مضحك
_حبيبي يا جيمي.
بالخارج.
وقف الشباب يتابعون الممرضات التي تخرج من الغرفة تباعا بدهشة وما أن ولجوا للداخل حتى صاح جمال
_يوسف إنت لبستني أخوك ومشيت!! الدكتور المحترم مفرج علينا المستشفى من ساعتها مش راضي يأخد لا حقن ولا محاليل أمال جايبنه هنا يهبب أيه!!
ربت آدهم على كتفه بشفقة
_اهدى يا بشمهندس مش كده.
اتجه عمران لفراشه يردد بسخرية
_بقى كل المزز دي تعدي عليك ومفيش واحدة قدرت تغريك للحقنه!!
هز رأسه بتأكيد
_بخاف من الحقن يا عمران.
_سيف!!
نطقها أيوب الذي وقف يراقب اصابات جسد سيف پصدمة فانتبه له الاخير وصاح بلهفة
_أيوب!! آه يا ندل المستشفى بتتملى وبتتفرغ عليا من ساعتها وإنت لسه فاكر تآآ....
ابتلع باقي جملته حينما اقترب أيوب منه فلاحظ الكدمات الزرقاء التي تملئ وجهه فتساءل بفزع
_مين اللي عمل فيك كده
ووزع نظراته بينهم بشك
_الصبح أنا ودلوقتي أيوب!!
وعاد يتمعن به هاتفا بعدم تصديق
_عمها وصلك!! عشان كده أخدوا تليفوني!!
مال عليه أيوب يحتضنه بقوة ألمته واستمع له يقول بحزن
_أنا السبب في اللي حصلك... قولتلك قبل كده إن الأڈى هيطولك معايا.
ضمھ إليه وقال پألم يعتصر رأسه
_ولو فيها مۏتي أنا راضي.. بس المهم أنك متتأذاش يا أيوب.
جلس عمران يضع ساقا فوق الاخرى بعنجهية
_لو خلصتم حلقة العشق الممنوع ده اترزع مكانك يا عم أيوب... مش ناقصين تقطيع في القلب والشرايين بكفايا اللي عملته فينا!
ابتعد عنه واتجه يجلس جوار آدهم بالاريكة المقابلة لعمران فتساءل سيف بفضول
_أيوه يعني أيه اللي حصل دخلت وحضنت ومحكتليش عمل فيك أيه !
مرر عمران يده على جبينه بتعب فلكزه بساقه الممتدة إليه
_بكره يبقى يحكيلك واتكن يا سيف عشان وربي أطلق اللي في رأسي عليك.
تساءل أيوب ببعض الخۏف
_هو أيه اللي في رأسك يا عمران
كبت آدهم ضحكاته ومال عليه يهمس له
_كلاب صعرانه تقريبا سمعته بيقولها تلاتين مرة!
ابتلع ريقه بارتباك ومال على آدهم يخبره بصوت منخفض
_عمران بيبقى مخيف أوي لما بيتعصب كويس إنك جيت هناك لوحدك لو كان جيه وقفشها مقربة مني كده كان هيضيع مستقبلي!!!
تعالت ضحكات آدهم بصوت ملحوظ فاعتدل رأس عمران المسترخي على المقعد ليمنحه نظرة جعلته يتنحنح مستعيدا ثبات تعابيره ومازالت أذنيه ملتصقة بفم أيوب الذي يعيد قول
_عارف لو آديرا عرفت آنها في بيت عمران مش بعيد تسلم نفسها وتقر على الچريمة اللي حصلت هي في اعتقادها إنه بيت علي وخدمنا الدكتور علي لما هو اللي فتحلنا البيت وفضل معانا عن صډمتها لما تعرف إنهم اخوات وانهم في بيت واحد!!!
ابتسم آدهم بينما يسترسل ايوب حديثه الهامس مستغلا انغلاق أعين عمران واسترخائه على المقعد بينما مازال جمال ويوسف يقفان بالخارج برفقة احد الاطباء للاطمئنان على صحة سيف
_تعرف أنا نفسي بټرعب منه بس بحبه أوي والله! إنت مصدقني صح
استدار إليه يجيبه بضحكة ساخرة
_مصدقك طبعا يا ايوب ده أنت ناقص تدخل جوه ودني وتقولي الكلام فده اداني تأكيد أنك مېت في جلدك منه مش مړعوپ بس!!!!
ضحك أيوب وأشار مؤكدا له ثم قال ببسمة هادئة
_أنا صحيح زعلان اني نازل مصر بكره بس فرحان إنك هتكون معايا..
وبارتباك سأله
_آدهم هو