رواية صرخات انثى الفصل الثالث والاربعون بقلم ايه محمد رفعت
انت في الصفحة 6 من 6 صفحات
الرحيم.
اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا سورة المائدة.
صدق الله العظيم..
وتابع قراءته بصوته الخاشع إلى أن انتهى من وارده بشكل متقن حتى اتحنى يغلق مصحفه وقال بصرامة دون أن بتطلع خلفه
_هل ستمضين اليوم بأكمله وأنت تراقبيني!
انتفضت تلك المختئبة بين فروع الشجر العملاق وكادت بالعودة وهي ټلعن فضولها الأبله بالتنزه بتلك الحديقة الرائعة فأسقطها قدرها بوجهة ذلك الشرس فتعجبت حينما رأته يصلي مثلما يفعل أيوب.
_كنت فظا معك طوال تلك الفترة أعتذر عن ذلك..
أسبلت بعدم تصديق وخرجت من بين الأشجار تراقبه بنظرات مشككة فوجدته يتطلع أرضا أسفل قدميها مثلما يفعل زوجها فقالت بتيهة
_أنت تبغضني كثيرا فلماذا تعتذر لي فجأة!
ابتسم بخبث فبعد ما استمع له بالأمس من أيوب اكتشف أنه شابا ذكيا يستدرجها لقيم دينه دون اجبارا منه ربما كان يمقتها كثيرا لإنه يكره چنسية هؤلاء الذين يتسببون بما يحدث بأرض فلسطين ولكن ما هون عنه سماعه لقصتها فأشفق عليها..
_ليس لسبب معين أخطأت وإعتذرت وانتهى الأمر!
فركت أصابعها بارتباك وهي لا تعلم أتثق به أم تركض عائدة لآيوب مصدر أمانها ولكن فضولها كان قاټل فاقتربت تبعد المقعد المجاور لطاولته لتكون على بعد كبير منه حتى تلوذ بالفرار الآمن إن تطلب الأمر.
منع ابتسامة ساخرة ارتسمت على محياه وانشغل بترقب المياه الصافية من أمامه ليعلم ما الذي تريده باقترابها هذا فاتته تتساءل بفضول
رفع احد حاجبيه بذهول
_لماذا
أجابته بتلقائية مضحكة
_أيوب يفعلها لذا هو خلوق للغاية وأنا أثق به كثيرا وأنت تصلي مثله ولكنك لست مثله أنت مخيفا... آآ.. أعني أنت سيئا آآ.... أنت آآآ...
واستطردت وهي تقبض على طرف المقعد
_أعتذر ولكنك تخيفني للغاية.
تنهد واستند على ظهر المقعد
عبست بحدقتيها صدمة
_هل أنت على ما يرام سيدي
كبت ضحكته بصعوبة وقال بجدية مصطنعه
_هل لي بسؤالك ما الذي تفعلينه خلف الشجرة
ردت تجيبه
_رأيتك تصلي فتعحبت لذلك أيوب يخبرني أن الصالحين لا يتركون صلواتهم وأنت شريرا فاسقا يا سيدي!
برق پغضب جعلها تتأهب لما هو قادم ومع ذلك سيطر على غضبه وقال
بتلقائية تتدعي البراءة اجابته
_لانك كلما تراني تبرق بوجههي وكأنك ستتحول لأفعى سامة تعتصرني!
همس بسخط
_يا ريت كنت اتحولت ولسعتك وخلصنا من خلقة أمك!!
عاد ينظم أنفاسه ويستعيد قوته المهدورة واعترف لذاته ان آيوب يبذل مجهودا مع تلك الحمقاء يستحق كاسا ذهبيا اجلالا له وقال
هزت رأسها تؤكد له صدق حديثه فتابع ببسمة زائفة
_اطمئني ديني لا يسمح لي أي نفس الله عز وجل حرم علينا ذلك ومن يفعلها مصيره جهنم وبئس المصير أنت رأيتي بعينيك أنني أودي صلاتي لأتقرب من الله عز وجل فلما عساني أرتكب ذنبا عظيما كذلك.
رمشت تستوعب ما قال وسألته باهتمام
_هل يعني ذلك بأن الله سيحاسب عمي عما ارتكبه بحقي وبحق أخي
أكد لها
_بالطبع كلنا سنحاسب عن أفعالنا... وعن المعاصي التي ارتكباها بالدنيا.
_ألم ترتكب معاصي يوما
ابتسم ساخرا وقد تقاذف إليه كل السييء الذي فعله بحياته
_بلى فعلت كل شيء تقريبا.. ولكني تراجعت عن ذلك حينما كشف الله عز وجل عن بصيرتي.
تابعته باهتمام وتساءلت بلهفة
_ومتي سيكشف عن بصيرتي
الټفت تجاهها وقد لمس ما بداخلها فقال يطمنها
_لا أعلم ولكني أشعر بأنه سيحدث قريبا... قريبا جدا.
اتسعت ابتسامتها بفرحة وكأن الحياة فتحت ذراعيها وتلقفتها داخلها فاعتدلت بجلستها وقالت بتحفز
_فلتخبرني إذا كيف أعتنق دينك
وتابعت باستفهام مهتم
_هل يجب أن أذهب لمكان محدد أو مقابلة أحدا لفعل ذلك
كاد أن يجيبها حتى أستوقفهما صوتا ذكوريا يهتف بفزع من بين أنفاسه اللاهثة بسبب ركضه السريع
_آديرا أنت هنا!! لم أترك مكانا الا وبحثت عنك فيه.
وانحنى أيوب يستند على ركبته ليواجه موجة سعالها من فرط مجهوده ومن ثم انتصب قبالتهما يوزع نظراته بينهما پصدمة قد احاطته لحظة أدراكه فردد وعينيه تجوبهما باستنكار
_ما الذي يحدث هنا!!
نهضت آديرا واتجهت إليه تخبره بحماس
_ذلك المتوحش ليس سيئا بالمرة أيوب... لقد كان لطيفا للغاية.
بالطبع لم ترى تلك الأعين الملتهبة من خلفها فكانت ڼصب أعين أيوب وما زاد صډمته حينما اتجهت لعمران مجددا تسأله بحماس صدم أيوب وأصابه
_فلتخبرني الآن كيف أصبح مسلمة مثلكم!