الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية صرخات انثى الفصل الثالث والاربعون بقلم ايه محمد رفعت

انت في الصفحة 1 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

جاب الطرقة ذهابا وإيابا وهو يطرق كفا بالأخر الڠضب والغيظ يكاد يفجر أورداته فزفر يوسف الجالس على الدرج جوار علي هاتفا بسخط 
_ما تترزع في أي مكان يا عمران خيلتنا يا أخي!
اتجه للدرج الجانبي حيث مكان جلوسهما وهدر بانفعال
_انتوا جايبن الهدوء الغبي ده منين بقالنا ساعتين قاعدين القعدة دي ومفيش أي جديد لا موبيل آدهم بيجمع ولا عارفين نوصل لأي خبر عن أيوب!!

أجابه علي وهو يحيط قدميه بيديه بتعب من تلك الجلسة الغير مريحة 
_يعني في ايدينا أيه نعمله يا بشمهندس!!
ربع يديه بمنتصف خصره وشمل أخيه بنظرة متفحصة 
_علي هو إنت جايب برودة الاعصاب دي ازاي!
ابتسم وهو يجيبه بغموض 
_جاتني من وقت ما آدهم نزل من عربيته يكلم الشخص اللي وقف بنص الطريق ولو عرفت مين هو هتطمن وهتكون على ثقة إن أيوب راجع.
إتجه إليه مسرعا بلهفة تتلألأ داخل رماديته 
_مين هو
اتجهت نظرات يوسف وعمران المهتمة إليه فأرضى فضولهما قائلا 
_الاسطورة رحيم زيدان أخو مراد زيدان الاتنين دول ظباط تقال في المخابرات وبالذات رحيم.
وتعمق بالتطلع لأخيه قائلا 
_هو اللي أنقذ فطيمة من اللي اتعرضتله.
سكنت ملامح عمران باطمئنان أما يوسف فكان حديث علي يعد كاللغز من أمامه ما علاقة زوجته برجل كهذا وما الذي تعرضت له بالتحديد
لم يعينه الأمر كثيرا ولكن تضاعفت آماله بعودة آيوب الثقة البادية على علي جعلت خوفه يهدأ تدريجيا جلس ثلاثتهم على الدرج الجانبي حتى إلتقطت آذانهم صوت المصعد ومن بعده خرج أيوب وآديرا التي تتمسك بيده وآثار الذعر يستحوذ عليها.
_آيوب!
تحرر نداء عمران بلهفة جذبت انتباهه فالټفت ليتفاجئ بهم يجلسون على الدرج قبالة شقته ترك يدها وهرع إليهم فضمھ عمران بقوة ألمت جسده المحتفظ بأثر اللكمات التي نالها ولكنه احتملها بسعادة واستمع له يهتف بفرحة 
_الحمد لله إنك كويس وبخير أنا كنت هتجنن لما عرفت باللي حصل.. كنت خاېف من اليوم ده والحمد لله إنه عدى ورجعت بالسلامة.
أغلق عينيه يستشعر حنان ضمته وحديثه الحنون فوجد يد يوسف تمتد لتنتشله من بين ذراعيه هادرا بمزح 
_ما توسع خلينا نطمن على البشمهندس اللي موقع قلوبنا من صبحية ربنا.
وضمھ يوسف بحب مربتا على ظهره 
_حمدلله على سلامتك يا بطل... لينا قعدة تفهمنا فيها اللي حصل.
أجابه وهو يبتعد عنه بفزع ولهفة 
_سيف كويس!! بعتولي رسالة من موبيله وصلوا ليه ازاي
لم يكن يريد أن يداهمه بما يشغله بتلك اللحظة فأسرع علي بالتداخل وهو يستقبله بابتسامة جذابة 
_حمدلله على سلامتك يا أيوب.
منحه ابتسامة واسعة ممتنة 
_الله يسلم حضرتك يا دكتور علي.
لف عمران ذراعيه حول كتف أيوب وقال 
_هنقضيها كلام على السلم ولا أيه ما تفتح الباب بدل رميتنا بره بالساعات بسببك يابن الشيخ مهران.
أخرج من جيب بنطاله المفتاح واتجه للباب يفتحه بترحاب 
_لا ازاي طبعا... انا متأسف أوي على القلق اللي عيشتوه بسببي.
رد عليه علي بلباقة 
_فداك المهم انك رجعت بخير!
أشار لهم بالدخول قائلا 
_اتفضلوا.
ولجوا جميعا وكاد بتتبعهم ولكن عقله أرشده لشيء مبهم أين آديرا
راقب الطرقة بنظرات متفحصة وبحث جوار المصعد الټفت ليكمل بحثه فوجد عمران يقابله مستفهما 
_بتدور على أيه
أجابه پصدمة من عدم رؤيتها 
_آديرا!
ارتفع بصر عمران تلقائيا على الدرج العلوي فتطلع إليه أيوب فتفاجئ بها تختبئ خلف درابزين الدرج وتراقب عمران بنظرة مړتعبة كأنها ترى وحشا مخيفا يهرب من أسطورة مظلمة تكاد تبتلعها.
وزع أيوب نظراته الحائرة بينهما فوجد عمران يسحب نظراته الحادة عنها ويدلف للشقة بصمت قاټل فصعد للأعلى يناديها وهو يصيح بتهكم 
_بربك يا فتاة ما الذي تفعلينه هنا!
ابتلعت ريقها الجاف بصعوبة فحملت طرف فستانها الممزق واستقامت بوقفتها قبالته تهمس له ونظراتها المړتعبة تراقب باب الشقة 
_أأخبرت صديقك الشرس هذا بأنني نعتك اليوم صدقني لم أكن أقصد ذلك حتى حينما تعلقت بك فعلتها لإنني أثق بأنك لن تترك عمي ... آآ... أنا أثق بك أيوب!!
كلماتها المرتبكة الاخيرة جعلته يبتسم وهو يردد 
_وهذا ما أريده سدن!
رمشت بعدم استيعاب وهتفت في محاولة لنطق العربية 
_سداان!! ماذا!!
فرك أنفه بارتباك فمازال على عهده بعدم الضغط عليها لاستمالته لاعتناق الدين اجبارا سيجعلها تخطو لعودتها رويدا رويدا فتنحنح بخشونة 
_هيا.. تعالي!
هزت رأسها نافية پذعر 
_سأنتظر هنا لحين مغادرة ذلك المتوحش... أنت لا ترى نظراته لي وكأنه بأي لحظة! 
وتابعت وهي تلعق شفتيها الجافة 
_أتعلم أنا أخشاه أكثر من عمي اللعېن!
ضحك بصوته الرجولي الجذاب وبعد محاولة من استعادة ثباته قال 
_ألم تخبريني منذ قليل بأنك تثقين بي
هزت رأسها تؤكد له فمد كفه يطرحه لها 
_حسنا... أنا هنا.. لا بأس!!
تعلق كفها بكفه وهبطت خلفه للأسفل بحذر ولجت آديرا للداخل وما أن خطت قدميها الشقة حتى سحبت كفها منه وهرولت للداخل وصفقت الباب پعنف جعل يوسف يضحك 
_منك لله يا عمران مربي للبنت الړعب!
لم يعنيه أمرها من الأساس فتابع أيوب الذي أغلق باب الشقة وإتجه إليهم وسأله بلهفة 
_احكيلنا اللي حصل يا أيوب وفين آدهم
رد عليه بحيرة ظاهرة 
_اللي حصل كان غريب ومش مفهوم... آدهم تحت مع الشخص الغامض اللي انقذنا.
واستطرد بحماس كالطفل الصغير 
_القائد بتاعه اللي خرجنا من جوه ده باين عليه إنه تقيل أوي نظراته وشكله وهدوئه مخيف طول ما احنا في العربية مفتحش بوقه بكلمة واحدة وفي لحظة خروجه من المكان اللي كنا محبوسين فيه المكان اتنسف في لحظتها وهو خارج ثابت ومرمش حتى!!!! 
وتابع بضحكة ساخرة وهو يجاهد لوصف الموقف 
_عارفين أبطال الأفلام الهندي الأوفر لما تلاقي البطل خارج ببرود من وسط الانفجار!!
ضحك يوسف بقوة بينما ابتسم علي أما عمران فلم يستطيع السيطرة على غيظه القابع بداخله فنهض عن الأريكة يجذب أيوب من تلباب قميصه بعصبية اتبعت نبرته المرتفعة 
_بقى أنا قاعد ھموت من القلق عليك وعلى أعصابي من ساعتها وإنت راجع تحكيلنا عن بطولات الظابط اللي أنقذك بروح أمك مش حاسس بالحالة اللي أنا فيها!!
منع ضحكة كادت بالانفلات منه فرفع رأسه فوق يده المنكمشة على عنق قميصه وقال 
_طيب نقعد وهحكيلك طيب أبو اللي يعصبك يا جدع!
ضحك يوسف مؤكدا له 
_حذرتك قبل كده ألف مرة يا أيوب متحاولش تخرجلنا الطاووس الوقح من مكانه سيبنا نتعامل مع البشمهندس عمران الراقي على قد ما تقدر.
دفعه عمران پغضب وعاد يحتل مكانه ومازال الغيظ يأجج أعصابه يود أن يقتص من ذلك الحقېر الذي اعتدى مرتين على أصدقائه مرة نالها سيف والأخر أيوب الذي تضرر وجهه بشكل ملحوظ.
ولج آدهم للداخل باستخدام مفتاحه الخاص فانضم إليهم يهتف مازحا 
_مساء الخير أتمنى مكنش جيت متأخر!
أشار له أيوب بحماس مضحك 
_تعالى يا آدهم احكيلهم على القائد اللي كان معاك ده محدش راضي يصدقني!
وضع مفاتيحه على الأريكة وجلس قبالتهم يقول بملامح جادة 
_أيوب إنت لازم ترجع مصر إنت وآديرا في أقرب فرصة وجودك هنا الفترة دي مش في صالحك لحد ما الموضوع يتنسى.
اعتدل بجلسته بدهشة وصاح إليه
_ازاي وامتحاناتي بعد شهرين ونص يا آدهم
رد عليه بهدوء وحكمة 
_الباشا اللي طلب كده متنساش إن الموضوع هيتحقق فيه بعناية والله أعلم إذا كان حد غيره عارف بموضوعك فيخدوها حجة ويلبسوك التهمة انزل مصر وارجع تاني على امتحاناتك أسلم من كل ده... أنا هحجزلك معايا على نفس الطيارة اللي نازلة مصر.
ساد الصمت بينهم حتى قال علي

انت في الصفحة 1 من 6 صفحات