الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية صرخات انثى الفصل الثاني والاربعون بقلم ايه محمد رفعت

انت في الصفحة 5 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

دمعاتها تذكره بكلماته التي لم يمر عليها سوى القليل 
_ولكنك أخبرته منذ قليل بإنك لن تتركه ېقتلني وأنت حيا.
هز رأسه بقلة حيلة منها تلك الحمقاء لا ترى ما ينتظرهما أجلى صوته المبحوح وردد 
_حسنا سأتركه ېقتلني أولا قبل أن يقتلك هل أنت راضية عني الآن
زحفت بجسدها تجاهه وهي تراقب باب المخزن بړعب فرددت بهلع 
_أيها الإرهابي هل تثق إن هؤلاء قادرون على انقاذك
زوى حاجبيه بتعجب 
_من!
اوضحت له 
_أصدقائك وهذا الشرس الذي كلما رأني هددني بأنه سينحر عنقي!
عاد لهمسه الساخر 
_يا ريت عمك يطلع ابن حلال ويخلص علينا بسرعة قبل ما عمران اللي يوصلنا الله اعلم لو ظهر أنا هحميكي منه ولا من عمك ابن ال
تابعت ما يقول بعدم فهم فسألته باستفهام 
_أيها الإرهابي ما الذي تثرثر به!
زفر وهو يحرك رأسه بيأس وصاح بها ساخرا 
_إن كنت أنا بما أفعله لحمايتك إرهابيا بالنهاية فماذا أنعت عمك الحقېر بعد ما فعله وسيفعله بنا

اختطف آدهم النظرات السريعة للاسطورة المنشود كان يجلس جواره بثبات قاټل وكأن لا أحد يشاركه السيارة يصنع لذاته هالة من الهدوء والسکينة وجهه حازما مخيفا بالرغم من وسامته انتفض فزعا حينما قال الاخير ومازالت عينيه على الطريق 
_لو مش هقطع لحظات تأملك فيا اسحب الجهاز اللي في التابلو وافتحه.
تنحنح الاخير بحرج وبالفعل سحب الجهاز وفتحه لينطلق صوتا أنوثي لفتاة تتحدث بطريقة مخلة كالعاھړات 
_أووه بيبي هل اشتقت لي 
جحظت نظرات آدهم لرحيم الذي يتابع قيادته بنفس هدوء معالمه فتابعت الفتاة 
_أنا أتوق شوقا لك.. وانتظرك بكثير من الصبر.. لا تتأخر والا احټرقت من لوعة الانتظار... أتعلم أنا أفتقدك وأخشى أن يعود عمي باكرا حينها لن أستطيع الجلوس برفقتك!
لا يصدق ما يستمع إليه وخاصة حينما قالت بميوعة 
_أسرع فلم أعد أستطيع الانتظار!!
فور نطقها بتلك الكلمات أحتدت نبرة صوته 
_اربط حزامك.
عبس آدهم بعينيه بعدم فهم فصاح رحيم بحدة 
_لو مش عايز تطير على الطريق ويحضنك الاسفلت اربط حزامك.
انصاع إليه وربط حزامه فانطلق رحيم بسرعة چنونية وبالرغم من ذلك كان متحكم بمقود السيارة متفاديا ازدحام الطريق ببراعة.
الآن علم آدهم شفرة الرسالة السرية من تلك الفتاة التي قد يظنها البعض عاهرة ولكن ما هي الا رسالة سرية حل أول حروفها وكلماتها ليردد بصوت سمعه رحيم 
_بتنبهك أنك توصل بسرعة قبل ما عم آديرا يرجع!
ابتسامة ساحرة اتشح بها 
_براڤو ابتديت تفهم!
ستة دقائق اضافية اتخذتها سيارة رحيم الحديثة حتى وصلت لمكان يقرب العمارة المتهالكة هبط آدهم واتجه ليقف قبالة رحيم الذي قال ببسمة مخيفة وكأن الشيطان يمنحه فرصة للنجاة من براثينه 
_هتكون ظابط مميز لإنك جمعت في مهماتك بين الجوكر والاسطورة وانت عارف ان ده نادرا لما بيحصل!
وتابع وهو يرفع قدمه ليستند على عجلة السيارة
_ خاليني أحذرك للمرة الاخيرة المهمة دي مش سهلة فلو مش هتقدر تقوم بيها انسحب وسبني أنا ورجالتي هنتعامل.
لم يكن أحمقا ليفوت فرصة العمل مع الاسطورة ليكتسب مهارة ستضاف إليه بتاريخه المهني 
_أنا يكون ليا الشرف لو كنت مع حضرتك في مهمة واحدة... هنفذ تعليماتك بالحرف وإن شاء الله هكون عند حسن ظنك.
هز رأسه ببسمة هادئة وقال 
_كون إن مراد زيدان اللي مدربك ده مطمني يا عمر.
وتابع وهو يغمز له بمشاكسة 
_أقصد آدهم زي ما بتحب!
وارتسمت الجدية على ملامحه وهو يشير له على العمارة 
_صاحبك هنا في دور سري تحت جراشات العمارة لازم تعرف إن المهمة دي صعبة لإننا مش هنتعامل بالسلاح ولا هنديهم الفرصة إنهم يستخدموا سلاحهم.
استطرد يوضح لمن يواجه صعوبة بفهمه 
_خليك واثق إن محدش من الكلاب دول هيخرج حي بس الذكاء هنا هيرجع للقضاء والقدر.
ضيق عينيه في محاولة لفهم ما يود قوله فرفع يده لاعلى البناية مشيرا 
_رجالتي فوق مستنين مني اشارة عشان يبدأوا شغلهم.. بمعنى أوضح يا سيادة الرائد صاحبك ومراته لو مخرجوش من المكان ده بعد ١٤دقيقة من دلوقتي هيتنسفوا مع الكلب ديفيد عمها واللي معاه.
سأله بحيرة وارتباك 
_لما حضرتك عايز تفجر المبنى مش عايزني ليه اتعامل بالسلاح!
ابتسم بسمة مخيفة وفحيحه الخبيث يتحرر 
_مين قالك اننا هنفجر المبنى! قولتلك قبل كده احنا في وضع حساس ومستحيل هنتعامل بشكل يثير الشبوهات علينا الموضوع هيبان انه قضاء وقدر مثلا حصل ماس كهربا أو أي حاډث مالوش علاقة بتدخل انسان بس المهم في ده كله إننا نخرج بيهم من جوه من غير ما نشتبك معاهم ولا حد فيهم يتصاب أو يستخدم سلاحھ مش عايزين البحث والتحليل الجنائي يمسك علينا غلطة وده شغل رجالتي هما مستنين بس عشان نقدر نخرج بصاحبك وباللي معاه وبعد المدة اللي ادتهالك هيشوفوا شغلهم فهمت يا سيادة الرائد
هز رأسه يؤكد له ببسمة فخر كان يظن بأنه تمكن من معرفة كل صغيرة وكبيرة تجعله مستعد لمواجهة أي عدو والآن يكتشف بأن موهبته لا تضاهي من حمل لقب الاسطورة عن جدارة!
أفاق من شروده على صوت رحيم يؤكد له
_معاك ١٤دقيقة بس لو مخرجتش بعدها اعتبر نفسك شهيد معاهم! 
واستكمل وهو يشدد عليه 
_اتحرك حالا وأنا هكون جنبك هأمن الطريق وهحاول أشتتهم عنك لو اكتشفوا وجودك.
ودفع إليه قناع قماشي أسود اللون ارتدوه وأشار له رحيم 
_جاهز يا سيادة الرائد.
هز رأسه يجيبه 
_جاهز يا فندم!
اشارة معينة بأصابعه جعلته يندفع بحذر شديد للمبنى مستهدفا أحدى الأبواب بينما ولج رحيم من باب أخر غير الذي سلكه آدهم كانت مهمة شبه مستحيلة كيف سيتعاملون مع أشخاص مسلحون دون أن سلاح أو حتى دون أن تنطلق رصاصة واحدة من أسلحتهم ربما هي صعبة ولكنها ليست محالة بالنسبة لرجال الصعاب الذين اعتادوا أن يحولوا المستحيل لممكن.
اندفع آدهم للداخل بتمهل قاټل عينيه تدرس مكان رجال ديفيد وتستكشف المكان بحرص شديد حتى سلطت على رحيم المختبئ بالجانب المقابل له يشير بيده على زواية بعيدة اتجهت نظراته إليها فتفاجئ بوجود كاميرا.
عاد ببصره لرحيم فأشار له بأصابعه باشارة يعلمها جيدا فالحديث بين فريق المخابرات يعتمد على لغة الاشارات وفهم لغة الاعين بما يود القائد اخبارك به دون حديث.
علم منه بأن هناك أربع كاميرات تحيطه فانتبه إليهم يتمكن كلاهما من السيطرة على الكاميرات بسهولة ولكن مهمتهم يتعمدون أن تبرز الكاميرات طبيعة الحدث حتى حينما يشهد تدمر المكان.
أشار رحيم لآدهم اشارات متتالية على غرفة تكسل على طرف آدهم وغرفة تميل على طرف رحيم ففهم بأنه يطالبه بالبحث عن أيوب بالغرفة المجاورة له وهو سيبحث بالغرفة التي تنحاز على جانبه فهز رأسه وانحنى يتفادى الكاميرات حتى سلك كلا منهما الغرف.

زحف آدهم بحرص وتمكن حتى وصل للغرفة طوفها بنظرة متفحصة خشية من وجود كاميرات بالغرفة فتنهد براحة حينما لم يجد أي كاميرات فلم يستطيع السيطرة على ذاته واندفع تجاه رفيقه يهزه پخوف من رؤيته يغلق عينيه ويسترخي بجلسته بشكل جعله يظنه فارق الحياة فناداه بلهفة 
_أيوب!!
فتح عينيه بارهاق ومن ثم انتفض بجلسته فسقطت آديرا عن كتفه وفاقت من نومها هي الاخرى.
ردد بعدم استيعاب 
_آدهم!!! إنت وصلت هنا ازاي!! 
ضم وجهه بيديه بحب وجذبه بقوة لاحضانه هاتفا بصوت اختنق بالدموع رغما عنه 
_الحمد لله إنك بخير.. كنت مړعوپ ليكون أذاك!
تعلق به بفرحة فلم يتوقع

انت في الصفحة 5 من 6 صفحات