الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية صرخات انثى الفصل الثاني والاربعون بقلم ايه محمد رفعت

انت في الصفحة 4 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

وراجع.
هدوئه بالحديث وخروجه بتلك الطريقة جعلتهما يظنوه صديقا له أو زميل يخص عمله السري لذا جلسا يراقبون ما يحدث بترقب.
اقترب آدهم من السيارة وكلما اقترب تزداد صډمته واندهاشه وهو يراقب صاحبها بعدم تصديق.
كان متمددا باسترخاء على سطح سيارته الفاخرة يتناول كوب قهوته وجسده يميل على زجاجها الأمامي فما أن اقترب آدهم إليه حتى ارتشف المتبقي من كوبه ومن ثم ألقاه أرضا على الرصيف باهمال حرك رقبته يسارا ويمينا بضجر من مدة انتظاره لمرور سيارة الاخير وردد ومازال على نفس وضعية استرخائه 
_الرائد عمر مصطفى الرشيدي الكام مهمة اللي طلعتهم ادوك ثقة غبية في نفسك لدرجة إنك تقوم بمهمة أكبر منك وبره مستوى تدريباتك!
ورفع رأسه المسترخي للخلف ليحدجه بنظرة ساخرة من زيتونية عينيه الساحرة 
_لولا أنك اتدربت على إيد الجوكر كنت شكيت أنك دخلت وسطينا بالوسطة!
أخفض آدهم عينيه أرضا وأجابه بوقار 
_يا باشا أنا آ....
ألجم لسانه حينما نهض عن سيارته بطوله الفارع وجسده الضخم الذي تمتد العضلات لصدره وساعديه القوي بفعل تمارينه القاسېة يواجه الاخير بنظرة محتقنة وبالرغم من جموح عاصفته الا أن صوته هادئ بارد 
_متقطعنيش وأنا بتكلم!
وتابع وهو يحوم من حوله كالۏحش الواشك على التهام فريسته 
_حظك إن أنا اللي في انجلترا مش القائد بتاعك وجودك هنا طول بالرغم من انتهاء مهمتك اتحججت باصابتك رغم إنها متوجعش عيل صغير لسه داخل الجهاز جديد وقولنا ماشي نسيبه يتدلع المهمة اللي قام بيها تستحق إنه يرتاحله كام يوم متفجئناش كتير بخبر جوازك رغم إنك المفروض تتجازى جاي دلوقتي وعايز تعرضنا لحرب إحنا مش جاهزين ليها!!
توترت ملامحه أمام ذاك الذي انتشر صيته بالمخابرات المصرية ذاك الذي سحق غريمه بأي حربا تشمله لا ينكر أنه كان من ضمن هؤلاء الضباط الذين يتمنون يوما العمل معه أو لقائه فخدمه الحظ وأوقع به مع الجوكر عوضا عنه لم يستاء كثيرا ولكنه كان يود لقائه وها هو الآن يقف وجها لوجه قبالة الاسطورة رحيم زيدان من نجح بطمس صيته القوي على مدار تاريخه لا يتهاون يوما مع خصمه ولم يرأف بأحد خارج عن القانون فريقه يختاره بذاته رافضا أي متدرب يحمل نقاط ضعف قد تخل بفريقه.
كسر قاعدة الصمت قائلا باحترام ودقة اختيار كلماته 
_يا فندم أنا عارف كويس أن اللي هعمله ده غلط بس أنا مش هقدر أقعد وأتفرج على الكلب ده وهو بېقتل واحد زي أيوب ده غير إنه آآ... إنه يكون صديق ليا.. فمن فضلك حاول تفهمني.
استند على طرف السيارة وربع ساعديه أمام صدره يرمقه بشراسة وسخط 
_أمممم... شجاع إنت! بس للأسف غبي!
رفع عينيه إليه بعدم فهم لما يود قوله فابتسم وردد 
_هو إنت فاكر إنك لما تقوم بمهمة زي دي بدون ما ترجع للقادة بتوعك ده هيعمل منك hero!! بطل
واستطرد ونظراته تشمله بقوة وڠضب 
_بالعكس ده هيخليك صيدة سهلة لكلاب زي دول هتنجح تدينا قلم وتفتخر بيه وبسبب غباء ظابط زيك هيقلل من شأننا ومن اللي وصلناله!
واستطرد وهو يحدجه بجمود واصبعه يشير للسيارة الخاصة بعلي 
_إنت باللي بتعمله دلوقتي بتعرض نفسك واللي معاك وصاحبك المخطۏف للمۏت!
ازدحمت أسئلته المندفعه بمقلتيه ومازال رحيم يقف قبالته ثابتا إلى أن قال بوجوم 
_المكان اللي واخدهم عليه وفاكر إن صاحبك موجود فيه منصوبلكم فيه كمين يا سيادة الرائد لإن ببساطة مستوى تدريبك موصلش لدرجة تأهلك تقوم بمهمة زي دي فأول غلطة ارتكبته كانت زراعة جهاز يخصنا في ساعة صاحبك بطريقة بدائية خليتهم يكشفوه ويمكن ده السبب اللي خلاوه عايش لحد دلوقتي عشان يعرفوا جهاز يخص المخابرات المصرية بيعمل أيه معاه!!!!
رمش بعدم استيعاب حتى فقد القدرة على السيطرة على جسده فمال على سيارة رحيم يستند عليه والاخر مازال يستقيم بوقفته متابعا 
_جهاز زي ده الأولى إنه يتزرع في أماكن معينة بالجسم ومش أي حد يقدر يعملها! 
واستمر بالحديث المتعصب 
_تاني غلطة عملتها إنك رايح بنفسك تشتبك معاهم وإنت متعرفش احنا بنتعامل مع المواضيع الحساسة دي ازاي! 
وبقوة وقسۏة صاح 
_ودلوقتي أقدر أقولك ارجع باللي معاك وسيبنا احنا نتصرف وياريت ترجع مصر فورا لانك متحول للمحاكمة يا سيادة الرائد!
اتجه رحيم لباب سيارته فلحق به آدهم يستجديه برجاء 
_هرجع وهعمل كل اللي حضرتك عايزه بس بالله عليك خليني أشارك معاكم.. حياته في خطړ ولازم نتحرك.
ترك باب سيارته مفتوح واستدار إليه يضيق زيتونته بحدة 
_إنت سمعت الأوامر فأنصحك تنفذها تفاديا للعقۏبة الاضافية اللي هتطولك.
تعالى صوت آدهم دون ارادة منه 
_بس ده صاحبي وأنا مستحيل هنزل وأسيبه!!
استدار تجاهه بجسده وصاح بحزم 
_ثابت يا سيادة الرائد!
قدم له التحية العسكرية بكل وقار 
_أفندم.
وتابع پغضب قاطع 
_شكلك نسيت نفسك ونسيت إنت واقف بتتكلم مع مين!! احمد ربنا إني قدرت أمنعك من الکاړثة اللي كنت هتعملها وفوق كل ده لسه واقف بتضيع وقتي!
أخفض عينيه أرضا وردد بأسف 
_بعتذر منك يا باشا.. أنا فعلا معنديش خلفية عن التعامل مع النوعيات دي من المهمات.
_يبقى تبلغ القادة علشان تحمل الموضوع للي يستحقه!!
قالها بضجر وبعدها تنهد وهو يتفرس ملامحه بهدوء فأشار له 
_مشي اللي معاك واركب.
تهللت أسارير آدهم فرحا فتساءل بسعادة
_بجد يا باشا!
ابتسامة صغيرة زينت طرف شفتيه وهو يجيبه
_الجوكر موصيني عليك ومهدي القادة عنك بس خليك عارف أنا مش زيه لو غلطت في اللي هيتطلب منك هترجع مصر في تابوت!
هز رأسه بحماس وهرع لسيارة علي ينحني للنافذة قائلا 
_علي خد عمران وارجع أنا لازم اتحرك حالا مع القائد... مينفعش تكونوا موجودين معانا لإن الموضوع سري.
صاح عمران پغضب 
_يعني أيه يا آدهم اديني الجهاز وأنا هروح
رد عليه وهو يتفحص سيارة رحيم 
_مفيش وقت يا عمران... أيوب اتنقل من المكان ده ومنصوبلنا كمين فيه... بعدين هفهمك أنا لازم اتحرك دلوقتي.
أشار له علي بتفهم 
_روح انت وخلي بالك من نفسك... واحنا هنستناك في شقتك.
هز رأسه وغادر سريعا لسيارة الاسطورة فتحركت به على الفور تعاكس الطريق الذي كان يتجه إليه.

أصدر الأمر بنقل أيوب وآديرا لمكان أخر فعارض أيوب الرجال وسدد لكمات مهاجمة إليهم أحاطوه وتمكنوا منهم فأجبروهما على الصعود للسيارة والانتقال لمكان أخر وقد تسنى له فهم المغزى من وراء ذلك وخاصة حينما انتزعوا ساعته منه وأخرجوا منه جهاز التعقب فعلم الآن لما أصر آدهم أن يرتديها طوال الوقت.
وضعوهم بأحد الغرف المنزوية بأسفل ذاك البناء التابع للموساد كان مجهزا بعدد من المسلحين خيل لهم بأنهم شياطين يتباهو بأن لا أحدا يتمكن من السيطرة عليهم.
اندفعت آديرا تجاه أيوب تتمسك بقميصه المتهارى پبكاء ورجفة جسدها لا تتوانى عن الهدوء شعر لوهلة بأنها ستترك الأرضية وستقفز على قدميه من فرط رعبها وبالرغم من نفور جسده تلقائيا من لمساتها الا أنه كان مشفق عليها.
استسلم لبقائها جواره هكذا وأغلق عينيه يسترخي مع ترديد أذكاره وبعض الأيات القرآنية حتى وجدها تبتعد عن صدره وترفع رأسها إليه تسأله ببراءة
_أيها الإرهابي ألم تعد تنفر مني!!
كبت آيوب ابتسامته وهمس ساخرا 
_آه لو عمران قفشك وانت مكلبشة فيا كده مش هيسمي عليا.. 
وتنحنح بخشونة وهو يجيبها بمراوغة 
_آديرا هل تظنيه وقتا مناسبا للنقاش فيما بيننا دقائق قليلة وسيعود عمك السفيه لقتلنا!
تعلقت بقميصه وتهاوت

انت في الصفحة 4 من 6 صفحات