رواية صرخات انثى الفصل الواحد والاربعون بقلم ايه محمد رفعت
علي وآدهم للخارج فوجدوه يقترب من أحدى الممرضات يتساءل بتوتر وهو يضع هوية سيف أمامها
_عذرا سيدتي هل من بالداخل هو هذا الشاب
تمعنت الفتاة الانجليزية بما يحمل وأومأت برأسها مؤكدة
_نعم.. لقد أعطيت أغراضه الخاصة للفتاة التي حضرت برفقته.
وتابعت تنقل له وضعه
_اصابة الرأس قوية مازال الأطباء يجاهدون لانقاذه..
_استسمحك عذرا سيدي.
ضم عمران المحفظة إليه وجلس على الأريكة من خلفه پصدمة ومن جواره علي يحتضن رأسه بين يديه في محاولة لفهم كل تلك الألغاز فحللها ذو العقل المدبر لخبرته بعمله بالمخابرات لخمسة أعوام قائلا
_سيف اتهاجم وزينب جت معاه هنا علشان كده الكلب ده ظهرلها...
وتابع بغيوم قاتمة
وجلس بمنتصف مجلسهما مستطردا
_الموضوع ده فيه حاجة غلط... علي حاول تفوق زينب حالا... هي الوحيدة اللي عندها اجابات الاسئلة دي.
دمس رأسه بين ساقيه بحزن جعل صوته يحتقن
_المخدر اللي ادهولها قوي مستحيل تفوق منه الا بعد خمسة وعشرين دقيقة كحد أقصى.
_كلم يوسف يجي... لازم يكون جنب أخوه يا عمران.
لمعت عينه بدمعة خائڼة فأزاحها سريعا ومال على أخيه يخبره بصوته المتحشرج
_هقوله أيه يا علي مش هقدر!!
ربت على كتفه بحنان مضاعف وقال
_ابعتله رسالة وخليه يجي بدون ما تقوله تفاصيل.
أومأ برأسه وسحب هاتفه يرسل ليوسف بينما نهض علي وولج للداخل يتابع حالة زينب بعدما نادى على أحد الطبيبات لتتفحصها وتساعدها على استرداد وعيها سريعا.
رسالة مختصرة أخبره بها بأنه ينتظره بالمشفى التي أرسل إليه عنوانها فأسرع يوسف بسيارته للموقع المرسل إليه وبداخله نغزة تكاد تخترق صدره وغيظا يفور داخله لتجاهل عمران رسائله ومكالماته ليطمئن عليه.
صف سيارته وهرول للمصعد متمتما بخفوت
_استر يا رب!
فور توقف المصعد رأى يوسف عمران يجلس أمام غرفة العمليات ولجواره يقف آدهم فهرول تجاههما يناديه بقلق
رفع عينيه صوبه وهو لا يعلم ماذا سيخبره ارتبك لسانه عن تردد ما سيقول فوزع يوسف نظراته الحائرة بينه وبين آدهم
_ما ترد يا ابني قلقتني!
صمته وتوتر ملامحه أمامه زرع القلق في نفس يوسف فرفع عينيه لآدهم يسأله
_في أيه يا آدهم.. جايبني المستشفى هنا وساكتين كده ليه
خرج علي من غرفة زينب فور سماعه صوت يوسف فضيق الاخير عينيه بدهشة
وبنفاذ صبر صاح
_ما تفهموني في أيه!!
سحب عمران نفسا ثقيلا واستدار تجاهه يقول بحزن
_يوسف من فضلك حاول تكون هادي وآآ..
_سيف جراله حاجة!!
نطق بها بمقلتيه القاتمة بعد أن ترسخ داخله تحليل لوجوم ملامحهم واستدعائه إلى هنا أسرع علي يجيبه
_هيبقى كويس يا يوسف.. إن شاء الله اصابته تكون سطحية جدا.
اتسعت مقلتيه پصدمة كان يتمنى أن ينفي ذلك ويخبره بأنه فهم ما يودون قوله بطريقة خاطئة انتفضت عروقه بشكل جعل العرق يتصبب على جبينه كالأمطار الغزيرة وبدى كالتائه لا يعلم إلى أي طريق سيسلك الآن!
استعاد اتزانه بصعوبة واتجه لغرفة العمليات ولسانه يردد بخفوت مؤلم
_سيف أخويا جوه!!
واستدار إليهم يهتف بتشتت
_اتصاب ازاي مين اللي عمل فيه كده طب طب هو كويس يعني طيب مخرجش ليه!! وبعدين ليه مكلمنيش!!! أأ... أنا كنت عنده الصبح ومجهزله الفطار بايدي لا.... لأ ده هزار سخيف منك يا عمران.
وسحبه من تلباب قميصه پغضب كالچحيم
_الا سيف يا عمران متهزرش في شيء يخصه... أوعى تفول على أخويا بالسوء أقسم بالله هتكون النهاية بيني وبينك وتغور صداقتنا بعدها.... سامعني يا عمران الا أخويا!!!
انهمر الدمع عن مقلتيه تأثرا بصديقه هو الوحيد الذي يعلم محبة يوسف الكبيرة لأخيه وكأنه صغيره الذي لم ينجبه بعد.
رمش يوسف پصدمة وحرر يديه عن عنق عمران فور أن تأكد من ملامحه بأنه لا يفتعل مزاح سخيفا كهذا فتراجع للخلف وعينيه تتجه تلقائيا لباب غرفة العمليات.
هرع إليها وبعد أن قدم للاطباء هويته وتأكدوا بأنه طبيبا ويقرب للحالة سمحوا له بالتواجد بالداخل.
دنى يوسف من الفراش القابع به أخيه بمنتصف غرفة الجراحه يلتف من حوله عدد من الاطباء يحاولون بشتى الطرق انقاذه مرددين بخطۏرة اصابته واحتمالية وجود ڼزيف داخلي.
انهمرت دمعاته تباعا وهو يحدق بوجه أخيه الممتليء بالكدمات المؤلمة فاختص مكان من وسط الاطباء ومال على أذنيه يترجاه پبكاء
_أنا جنبك يا سيف!
وتابع وصوت بكائه يتخلل الغرفة
_ألف مليون سلامة عليك يا حبيب قلب أخوك..والله ما هرحم اللي عمل فيك كده هقطعلك ايده..
وأزاح دموعها خاطفا نظرة لمؤشرات الاجهزة من حوله انتابته حالة من الفزع حينما ساء نبضات قلبه بشكل ملحوظ فمال عليه ېصرخ به
_متسبنيش يا سيف... خليك معايا علشان خاطري متبعدنيش عنك يا سيف ھموت والله العظيم لو جرالك حاجة.
وأشار على صدره ودموعه ټغرق وجهه
_أهون عليك تعذبني يا سيف... يهون عليك ۏجعي
رفع جفنيه الثقيل ليحاول التأكد من سماع ذلك الصوت المألوف ظن أنه يهلوس من أثر الجراحة والمخدر فبدأت صورته المشوسة تبدو واضحة فتحركت شفتيه من بين قناع الاكسجين
_ي.. و.. س.. ف يوسف!
أمسك يده المنغمسة بالمحلول وهو يردد بابتسامة تعاكس بكائه
_أنا هنا جنبك يا سيف..
أغلق عينيه مجددا ولسانه يردد من بين أبخرة الجهاز
_زينب!
بالخارج.
أشار علي لعمران أن يأتي لغرفة زينب فما أن دنى إليه حتى همس له
_كلم مايا تجيب لزينب لبس وتيجي.. مش هينفع ترجع البيت بلبسها المقطع ده فاطمة لو شافتها أو عرفت بحاجة هتدمر ومجهودي معاها كله هيروح في الفاضي.
هز رأسه بتفهم وربت على كتفه
_متقلقش هنبه على مايا متعرفهاش حاجة.. اطمن!
منحه ابتسامة صغيرة بينما سحب عمران هاتفه واتجه لأحد الأركان ينتظر سماع مهلكة فؤاده فأتته تجيبه بصوتها الناعس
_عمران!
ابتسامة مشرقة تجلت على ملامحه الجذابة فتهف بصوته الهامس المغري
_حبيب قلبه وعيونه... صحيتك من النوم يا بيبي
أتاها ردها مرهقا كسولا
_أممم... مش عارفة مالي بنام بالنهار كتير ليه.
وتابعت تهاجمه بخبث الأنثى
_يمكن علشان بقضى الليل كله بستناك لما ترجع من سهراتك الكتيرة مش بعرف أنام من كتر قلقي عليك!
ضحك وهو يردف بخبث
_لا يا بيبي مش قلق.. ده علشان مبتعرفيش تنامي بعيد عن حضڼ جوزك حبيبي.. مش كده ولا أيه يا حبيب قلب جوزه
يكاد يحزم بأنه يستمع لصوت احتباس ضحكتها فنجح بتهيئتها لما يود قوله
_حبيب قلب جوزه ينفع يعتمد عليه في طلب
أتاه صوتها الجادي
_طبعا..قول!
أخبرها بنبرة هادئة
_عايزك تدخلي أوضة زينب تجيبي منها لبس خروج كويس وتجيني على اللوكيشن اللي هبعتهولك بس بدون ما فاطمة تحس بشيء هتقدري
اعتدلت بفراشها وتساءلت بجدية
_ليه هي زينب مالها
أسرع بالرد عليها
_كويسة جدا متقلقيش ولما تيجي هتعرفي كل حاجة.. المهم خليكي عاقلة ومتلفتيش نظر فاطمة ليكي.. ولما تطلعي من البيت كلميني علشان أقف استناكي..
_حاضر.
_خدي بالك من نفسك وسوقي على مهلك.
_تمام يا حبيبي اطمن.
_قلب حبيبك ونور عيونه إنت يا مايا!
وبمجرد أن أغلق هاتفه تلاشت عنه ابتسامته وفترته المؤقتة بالحديث مع من أراحت قلبه.
عاد عمران ينضم لمجلس آدهم وعلي فاستمع آدهم يردد
_اول ما نطمن على سيف لازم نوحد أقوالنا كلنا إن اللي عمل كده هو يمان... حظه الاسود وقعه إن عمل عملته في المستشفى والكاميرات مالية المقر أكيد لما