رواية صرخات انثى الفصل التاسع والثلاثون بقلم ايه محمد رفعت
للاعلى ينتقي الجناح المناسب لتصميماته بينما صعدت الفتيات لغرفة شمس يستعدون لحفلة الغد.
انتهت من ترتيب ملابسها بالخزانة تلك الغرفة تكبر الاخرى بمساحتها حتى شرفتها كانت واسعة تطل على حديقة القصر الواسعة أغلقت زينب عينيها تستمتع بنسمات الهواء الباردة التي تحيطها توجهت للمقعد الهزاز القريب من السور جلست عليه وأخذت تهزه برفق حتى استجاب جسدها المنهك للنوم كانت غفوة مخادعة تسحبها لذكرى قاټلة تزيد من ۏجعها.
راقبت زينب ساعتها باستياء لتأخره فخشيت أن يغضب أخيها إن تأخرت بعودتها سحبت حقيبتها واتجهت للمغادرة فما ان اقتربت من باب الخروج حيث مكان وقوف يمان مع أحد رجاله استمعت له يخبره
هز يمان رأسه باستحسان وصاح
_والكلب اللي زرعته الحكومة بينا عملتوا معاه أيه
لعق شفتيه باجرام مخيف
_تويناه يا باشا هو ومراته وابنه عشان يبقى عبرة لمن يعتبر.
برقت بمقلتيها صدمة لما استمعت إليه فتراجعت للخلف ورأسه يميل يسارا ويمينا بعدم تصديق تراجعت للخلف وكأن هناك شبحا يتقدم تجاهها فارتطم ساقها بقدم الطاولة من خلفها وعلى الفور سقطت الأنتيكة مصدرة صوت حطام قوي أتى يمان على أثره ليتفاجئ بباب الشرفة الخارجي مفتوحا على مصراعيه.
_الهانم كانت بتجري على بره ووقفت تاكسي وركبته.
شدد من لکمته على درابزين الدرج پغضب بعدما تأكد له بأنها استمعت لحديثهما وأمر فرارها الآن أمرا كارثي لا ينذر بالخير!
أفاقت من نومها تسعل بقوة وتلتقط أنفاسها المضطربة باڼهيار وكأن ما رأته يحدث أمام عينيها الآن ذلك اليوم كان بمثابة صڤعة تركت أثرها على خدها إلى هذا اليوم خروجها من المنزل جعلها ممتنة بأنها مازالت على قيد الحياة.
مر الليل بسكونه وأتى صباح اليوم المنتظر استيقظ الجميع باكرا وتجمعوا على طاولة الافطار ليبدأ من بعدها الجميع بأعمالهم الهامة فجلست شمس جوار عمران ومالت عليه وهو يرتشف قهوته قائلة
وضع فنجانه قبالته وردد باعتراض
_لا يوم الفرح هغنيلك وأرقصلك كمان.. النهاردة No.
أمسكت ذراعه تترجاه بدلال
_بليز يا عمران.. طيب غنيلي دلوقتي أغنية
النهاردة هكلم ابوكي قالها وروحى راحت يانى
قالى ايه خدودك كسفوكي! ... لونهم برتقالي
قالى دة عيوني استنوكي رديت روح جيب فستاني اللي متزوق باللولي عقبال كل البنات.
_مبحفظش الأغاني الهابطة أنا!
برقت پصدمة
_دي هابطة دي.. أمال ليك في أيه!
خرجت مايا من المطبخ تحمل طبقا وضع بداخله المسک الطبيعي
_سيبك منه يا شمس وتعالي علشان نلحق نخلص.
رددت وهي تميل برأسها على كتف عمران
_مش قبل ما يغنيلي.
تناول علي شطيرة الجبن وأمره برفق
_غنيلها يا عمران احنا عندنا كام شمس!
صوب له أحمد نظرة منزعجة مما يفعله وقال بمكر
_رغم إن صوت الطاووس الوقح ده بيزعجني بس عشان خاطر عيون شمس نستحمله.. غني يا وقح!
رفع فنجانه يرتشف المتبقي به مرة واحدة وكأنه يبتلع الخمر وردد بخبث
_شكلي كده مش هحارب نعمان لوحده... هترتاح إنت لما أقلب على عيلة الغرباوي كلها يا أحمد باشا!!
تعالت ضحكات أحمد ومازحه وهو يضع قدما فوق الاخرى بتعالي
_لو حاربت العيلة كلها قلبك ميطوعكش تعملها معايا.
ابتسم عمران وقد ارتسمت الجدية على معالمه فنهض عن مقعده واتجه يحتضن احمد طابعا قبلة على منبت رأسه باحترام
_إنت الوحيد اللي لو وقفت قدام الدنيا كلها أنحني قدامك بكل احترام يا عمي.
ضمھ أحمد إليه بحب وارتسمت ابتسامة مشرقة على وجه فريدة التي تقترب وهي تتابعهما بفرحة.
وبعد قليل نهضت فاطمة وزينب يرفعون الزينة خلف مقاعد العريس والعروس ومن جوارهما يقف علي على الدرج يعلق الزينة بالمكان التي تشير له فريدة الواقفة بالأسفل بكل عنجهية وخطواتها تترك أثرا في نفس ذاك العاشق الذي يراقبها.
على بعد منهم جلس عمران يعد الموسيقى بهاتفه على السماعة الخارجية واتجه لمايا التي تضع المسک على وجه شمس بعناية وما أن تحرر صوت الموسيقى حتى ارتفع صوته العذب يردد
قولي لأمك يابنت
جاية الليلة اطلب ايدك
ولا بعمري عاقل كنت
وحياة الاله بريدك
عشتا بطول وعرض الدني
مابعمرو راسي بينحني
لما دخلت بعمري غني
من عمري نشالله يزيدك
وارتفع صوته مجددا وهو يحمل مايا عن المقعد يطوف بها بين ذراعيه هاتفا
أنا لما بحب بحن بجن
بهدم بحړق بقلب جن
الروح بغيباتك بتحن
بتنده وينك
مال علي على مقدمة الدرج يتطلع لفاطمة التي رفعت رأسها عاليا تقابل حضڼ عينيه الدافئ وصوت عمران يوثق عشق الدكتور علي ومريضته فاطيما
أنا لما بحب بكفي بدربي بدوب بلحظة مني تقربي
بتضحك روحي بيفرح قلبي بضحكة عينك.
تركها عمران وإتجه لمقعد شمس التي تتمايل بفرحة وهي تستمع إليه فانحني يضمها من ظهرها لصدره ورأسه مال على كتفها وهو يناغشها بكلماته
بيك غلى المهر كتير
فكرو بيغلى عليك الغالي
بيك عجزني ت يصير
عليا نجم وصولك عالي
لو فيي ألماس بجيب
مابعمرو بيغلى عالحبيب
بيرخصلك عمري و بطيب
أنا دمي ومالي
وإتجه تلك المرة لفريدة مسك ذراعها بخفة ورقص بها ويده تدور بها لتستلقى على ذراعه الاخر مع انحناءة جسده برقي وطريقة آرستقراطية تعلمها جيدا فاءا بضحكاتها تعلو وخطواتها توازي خطواته وهو يغني بصوته الرخيم
أنا لما بحب بحن بجن
بهدم بحړق بقلب جن
الروح بغيباتك بتحن
بتنده وينك
غمزيني بعينك ياروح
بغمزة ببيع الكون وهمو
ع أبعد دنيا منروح
بيرخصلك هالقلب و دمو
ميلي بخصرك صوبي ميلي
تغنجي عليي تغميلي
ابني ع ذوقك سميلي
وعد تكوني وحدك امو!!
وعاد يردد بسمفونية عذباء.
أنا لما بحب بحن بجن
بهدم بحړق بقلب جن
الروح بغيباتك بتحن
بتنده وينك
انتهى من اغنيته وانطلقت الصفقات المتحمسة من الفتيات وبالاخص زينب التي قالت بانبهار
_صوتك جميل أوي يا عمران.. غنتها أحسن من صاحب الاغنية نفسه.
استدار تجاهها وقال بابتسامة بشوشة
_اعمليها بس وارتبطي وهغنيلك للصبح في فرحك.
تلاشت ضحكتها الواسمة وانغمست خلف ابتسامة بسيطة وايماءة من رأسها امتنانا إليه.
هبط علي من على الدرج الخشبي يشير للفتيات قائلا
_فضوا القاعة العمال وصلوا بره هيكملوا هما.
غادرت الفتيات للأعلى برفقة فريدة فانقسموا ليستعدوا لارتداء ملابسهم.
جهز عمران طاولة ضخمة بالخارج أمر الخدم يتحضير مشعل ضخم للشواء وقد جهزوا اللحوم منذ الصباح وبانتظاره.
مرت ساعات النهار طويلا وأتى المساء فانزوى كلا منهم بغرفته يستعد لارتداء ملابسهم.
انتهت مايا من ارتداء فستانها الذهبي وقد انتهت من حجابها وزينتها البسيطة أما عمران فخرج من الخزانة ببنطاله فقط والوجوم يحتل ملامحه وهو يهتف بضيق
_لازم أعمل الخزنة وأنقل حاجتي بسرعة مش واخد أنا على عدم النظام ده!
راقبته مايا بابتسامة ساخرة وطالعت انعكاس صورته بالمرآة تخبره
_هتتأخر كده يا بشمهندس.
زفر بملل وأعاد فتح حقائبه مجددا يبحث عن قميصا مميزا لجاكيته الرمادي انطلقت طرقات باب جناحهما تزف