رواية صرخات انثى الفصل التاسع والثلاثون بقلم ايه محمد رفعت
يديه قنبلة ذرية وليست باقة ورد بريئة فوضع قبالته الظرف المطوي قائلا
_المندوب سلمنا الظرف ده كمان.. ولإن حضرتك منبه علينا محدش يدخل مكتب البشمهندسة مايا جبتهم لمكتبك.
أشار بيده ومازالت رماديته تحيط الباقة بنظرة ساخرة
_روح إنت... ومتنساش تسلم أيوب المبلغ اللي قولتلك عليه وتفهمه إن ده المرتب الاسبوعي ليه.
هز رأسه مؤكدا ولكنه لم يقمع فضوله فقال
رفع عينيه عن الباقة وسلطها إليه وردد بعصبية
_وإنت مالك دافع من جيب أمك!!
جحظت عين حسام صدمة فسحب عمران نفسا طويلا وردد
_يا ابني الله يكرمك بقالك معايا هنا أربع سنين وعارفني لما بتعصب ببقى طور فبالله ما تحاول ټعصبني لإنك عارف إن التداخل فيما لا يعني أمك ده أول شيء بيعصبني!
_يلا انصرف إنت بقى وسبني أشوف حكاية أخويا الدكتور المراهق أيه!
غادر من أمامه على الفور فترك عمران الباقة على المكتب وأعاد ظهره لمقعده يتفحصه بنظرة شاردة استند بذقنه على ذراعه قائلا
_الصبح طالعالي من غير قميص ودلوقتي باعتلها ورد وظرف مقفول!
وتابع ببسمة خبيثة
انتهت أخيرا من حسابات الملف المتبقى أمامها بارهاق فلقد استنزف جهدا عظيما منها نهضت فاطمة عن مكتبها واتجهت لمايا تضعه من أمامها
_شوفي كده يا مايا.
أبعدت عينيها عن شاشة حاسوبها لتراقب ما فعلته فاطمة بانبهار فاستقامت بوقفتها أمامها وقالت
_ما شاء الله يا فاطمة والله بدون مبالغة إنتي شاطرة ودقيقة جدا في حساباتك.. حتى عمران لسه مورياه شغلك من شوية انبهر بيك.
_حبيب قلبه جايب في سيرتي وشكله مشتاقلي وأديني جيت ألبي النداء!
صوبتله نظرة صارمة لوجود فاطمة ولكنه لم يبالي ودنى منهما ووقف قبالة فاطمة يخبرها بابتسامة هادئة
_كلامها صح يا فاطمة أنا شوفت حسابات المشروع اللي اشتغلتي عليه امبارح فأنا من دلوقتي هعتمد عليكي اعتماد كلي وهحتاجك الفترة الجاية جدا.
حانت من مايسان نظرة لما يحمله عمران بين يديه فرددت بسخرية
تأمل ما بيده ثم عاد يتطلع لها بنظرة أسقطتها بنبذ عشقه
_الكون كله يحضرلك تحت رجلك يا حبيب قلبي بس الورد ده مش ليك.
ضيقت عينيها بنظرة تتحفز للانقضاض عليه وببطء شديد قالت
_أمال لمين يا بشمهندس
قدمه عمران لفاطمة وهو يسرع بالتبرير
_من دكتور علي الغرباوي لزوجته المصون..
وتابع وهو يخرج من جيب جاكيته الظرف
_لأ وبعتلها جواب غرامي!
ابتسمت مايا بحماس بينما برقت فاطمة بدهشة حملت منه الظرف والورود ورددت بتلعثم
_ليا أنا!
اتجهت فاطمة لمقعد مكتبها بخجل منهما فلم يشاء أن يخجلها فقال
_لمي حاجتك انتي وفاطمة..عمي بعتلي وقالي لازم نرجع ضروري علشان نساعد معاهم.. هستناكم في العربية تحت.
هزت رأسها بتفهم وأغلقت حاسوبها ثم جمعت أغراضها لحقيبتها بينما نزعت فاطمة طرف الظرف والتقطت الورقة الصغيرة تقرأ ما بها بعينيها وابتسامة عاشقة تزداد مع كل كلمة.
كانت أجمل ليلة في عمري كله كنت حاسس إني ملكت الدنيا كلها قلبي من أول نظرة ضمك جواه ورافض يضم غيرك بقيتي ساكنة في كل دقة من دقاته يا فطيمة إني أوصل لقلبك ومشاعرك كان حلمي الأول ودلوقتي إن يكونلي ابن منك حلمي التاني وبفضلك بقى قريب يا فطيمة..
بحبك وحبك بقى علاجي النفسي من كل الضغوطات اللي بمر بيها..
علي...
ضمت الورقة إليها بكل حنان وفرحتها لا تسع أحد لاحظتها مايا وهي تضع هاتفها ومتعلقاتها بحقيبتها فابتسمت لسعادتها وتمنت لها كل خيرا صادق وضعت الحقيبة على كتفها وتنحنحت لتفيق الأخرى قائلة
_يلا يا فاطمة اتاخرنا على عمران.
وضعت الورقة بحقيبتها ووضعت الورد بالمزهرية الموضوعة على مكتبها ثم اتجهت إليها فهبطوا بالمصعد لعمران الذي تحرك بهما على الفور بعدما انهى مكالمته مع جمال يطمئن على والدته التي استردت وعيها وبدأت تتلقى الأدوية بشكل مكثف.
بالقصر.
انتقل برفقتهم خادمتين سيواصلون العمل هنا فحملوا أغراض شمس وزينب لغرفتهن القابعة بالطابق الثاني الخاص بالفتيات اما الطابق الثاني فصمم على شكل جناحين كبيران جدا لعلي وعمران والطابق الأول بأكمله خصص لفريدة وأحمد.
صعدت زينب وشمس تعاون الخادمات بترتيب الاغراض وتبقى علي بالأسفل جوار أحمد وفريدة يتناقشون بتزين القاعة الداخلية للحفل بالغد فقال أحمد
_متقلقيش أنا اتفقت مع شركة متخصصة هيجوا بكره على الساعة عشرة يعملوا ديكور وزينة بسيطة لما يوصلوا بلغيهم باللي تحبيه.
هزت رأسها باستحسان واتجهت لعلي الذي يعمل على حاسوبه ومازالت حقائبه لجواره
_ما تطلع يا علي تريح فوق إنت تعبت معانا من الصبح.. أو على الأقل خلي حد من الخدم يطلعلك شنطك.
وضع كوب قهوته جانبا وأجابها ببسمة هادئة
_هستنى عمران الأول يختار الجناح اللي يستريح فيه ويكون مناسب للخزانة اللي حابب يعملها.
_إنت اعظم أخ في الدنيا كلها أقسم بالله.
قالها عمران الذي استمع لحديثه فجلس على ذراع مقعد علي كما اعتاد وقال
_شوف أنا لو فضلت للصبح أقولك بحبك أد أيه مش هعرف.
وانحنى إليه يهمس بغمزة ماكرة
_بس أيه حركات الورد الروشة دي الظاهر إني استهونت بيك يا دكتور.
منحه نظرة حازمة فضحك وهو ينهض عن مقعده بينما الأخر يبحث عنها حتى وجدها تدلف برفقة زوجة أخيه..
قاطع أحمد حديثهما حينما أشار لعلي على أحد غرف الطابق السفلي
_دي أوضة مكتب نظمتهالك مخصوص يا علي فيها مكتبة ضخمة لكتبك والأهم فيها شاذلونج عشان لو حبيت تعالج حد من العيلة ولا حاجة.
تهدلت شفتيه بابتسامة ممتنة وراقب باب الغرفة بحماس فقال
_شكرا يا عمي... مكان زي ده هيريحني جدا.
لوى عمران شفتيه بتهكم وردد
_طيب وأنا يابو حميد.. مفكرتش تعملي ليه خزنة محترمة أنقل ليها ساعاتي وجزمي وكل شيء غالي عليا.
منحه أحمد ابتسامة هادئة وردد
_مكنتش أعرف إنهم غاليين عندك كده أنا فكرتي عنك إنك بتحب الحديد والأوزان جدا علشان كده عملتلك في الدور الرابع جيم متكامل بأجهزة رياضية أحدث من بتاعتك.
جحظت عين عمران بانبهار وسأله بعدم تصديق
_قول بجد
هز رأسه بتأكيد فهرول إليه عمران ينحني ويحمله من ساقيه فاستند بيديه على كتفيه پصدمة والأخر يدور به هاتفا بفرحة
_إنت أحسن عم وجوز أم محصلش ولا هيتكرر في العالم كله.
اڼصدم علي والفتيات حتى فريدة بينما صاح احمد پغضب
_ولد!!! نزلني!
نجحت فريدة بالتخلص من حالة صډمتها فرددت بحزم
_عمران!
جذبه علي وخلص عمه منه قائلا
_أيه اللي بتهببه ده!!
عدل أحمد جرفات بذلته السوداء وصاح بتهكم
_بتستعرض عضلاتك علينا يا وقح! عارفين يا سيدي انك بتعرف تشيل أوزان ومش محتاجين اثباتات احنا!!
نزع عنه جاكيته وجرفاته وتطلع للدرج بنظرة شقية كأنه يستعد للصعود للرقص وصاح بحماس
_مش فاضي للرد دلوقتي... ورايا الأهم من أي حاجة... وقت اختيار الجناح المناسب لتنفيذ فكرة الخزانة اللي جاتني.. لما أنفذها وأنزلها على حسابات السوشيل ميديا بتاعتي تقدروا تتابعوا القلبان اللي هتعمله أفكار البشمهندس عمران الغرباوي عن اذنكم!
وتركهم وصعد