الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية صرخات انثى الفصل التاسع والثلاثون بقلم ايه محمد رفعت

انت في الصفحة 2 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

اللي ضاعت وسط الصبيان في المحل وهما شايفين معلمهم بيجري شبه الأهبل وكل ده بسببك واقف استناكي من ساعتها عشان تطمنيني وانتي راجعالي عينك ورامة وواخده في وشك قافش على فوق!
أشارت بكتفيها ببراءة مصطنعة 
_كنت زعلانه هعمل أيه
تنهد بقلة حيلة ونهض يتجه للخروج 
_هنزل أطمن على أيوب أشوفه عمل أيه هو كمان ما أنا ربنا إبتلاني بيكم.. طلعتوا عيني طول فترة امتحاناتكم بجري من لجنة للجنة كأني بطمن على عيالي الصغيرين! 
ضحكت بصوتها كله فتابع بمزح 
_ولا وقت ما تخرجولي انت وهو وتراجعوا الاسئلة قدامي آه لما بيطلع عندك حاجة غلط وأشوف وشك بيجيب مېت لون ببقى هتهور وأقتل أيوب في كل مرة بيقولك على حاجة غلط.
تعالت ضحكاتها وأحمر وجهها من فرط سعادتها بحديثه المرح فانحنى تجاهها يهمس بجدية تامة 
_أنا بسببك يا هانم كنت بحرضه إنه لو حصل يعني واتهوروا ولأول مرة يحطوا الشباب مع البنات بلجنة واحدة كنت بقوله يغششك في أي إجابة تقف عليكي مع إني كنت لسه ظرفه خطبة طويلة عريضه عن الغش وجيت عندك وقولته حلال.. اتمسخر بيا بس هعمل أيه مراتي ولازم أبقى حنين عليها!!
وضعت يدها على صدرها تخبره من بين ضحكاتها 
_معتش قادرة يا يونس اسكت!
ابتسم وهو يتابعها بنظرة هائمة وردد بعشق
_كده هتفائل بيومي كله.. وكل ما أشتاقلك صوت ضحكتك الجميلة دي هتواسيني لحد ما أشوفك تاني.
منحته ابتسامة هادئة وعينيها تنطق له بحبه القابع داخلها انتصب يونس بوقفته وقال 
_هنزل أشوف أيوب قبل ما أعدي على المحل العمال مشغولين بتشطيب المحل الجديد ويافتة يونس الزيات بقت مسمعه بالسوق كله وخصوصا العروضات اللي عملتها على الادوات الكهربائية.
وعاد ينحني قبالتها مستطردا بغمزة مشاكسة 
_تصدقي بالله كل ما بينزلي أجهزة كهربائية جديدة أنقي لبيتنا كام حاجة وفي الأخر أخاف لوقت جوازنا يكونوا نزلوا حاجة أحدث عشان كده بحاول أتكى على الصبر حبتين لحد ما زينة البنات تخلص دراستها وتشاورلي بس أجهز البيت من مجاميعه.
تسلل الضيق لملامحها الهادئة فنهضت تقف قبالته وتخبره عاقدة الذراعين
_يونس أنا قولتلك قبل كده مش عايزة اتجوز بالبيت اللي اشترته ده أنا عايزة أفضل هنا.. شقتك تحت أهي واسعة وجميلة محتاجة بس تتشطب وهتبقى جنة.
زوى حاجبيه بدهشة وصاح 
_عايزة تتجوزي في شقة قديمة!! دي قيمتك عندي يا خديجة!
أصرت على حديثها قائلة 
_مالها الشقة يا يونس.. إنت ورثت في العمارة دي زي الشيخ مهران وعيشنا وكبرنا فيها كمان محلاتك فيها من تحت يبقى لزمتها أيه تبعد ونسكن في نص البلد أنا مرتاحة هنا وخصوصا إن ماما هتكون ساكنة فوقي.
تهدلت معالمه باستسلام لاقناعها يعلم كم هي عنيدة لذا رضخ لها بابتسامته الساحرة 
_عنيا يا زينة البنات اللي تعوزيه كله يحضر!
اتسعت ابتسامتها ورددت باستحياء وهي تهرب من نظراته 
_تسلملي يا حبيبي.
ابتلع ريقه بارتباك ودنى إليها يهمس 
_قولتي أيه
تمعنت بعينيه الشبيهة بالقهوة التي تحتضن لوح من الشيكولا الساخن وتجرأت بقولها العذب 
_حبيبي وجوزي وكل حياتي يا يونس.
اتسعت ابتسامته بشكل عينيها لا تفارق وجهه وقال 
_كتير عليا كل ده يا زينة البنات!
همست له ووجهها قد تشرب بحمرة الخجل 
_إنت اللي كتير عليا يا يونس!
وكأن جملتها قد أرهنت الزمان ليستجيب لها انحرمت منه وألقت لأشباه الرجال يريها الفرق المعهود بينه وبين محبوبها ذاك الذي كان يسميها على لسانه وقلبه وهاتفه زينة البنات وكانت تراه هو خير الرجال الآن انتهت بها قصة عشقهما الخالد بفراق وۏجعا لن يهون على قلب بشريا احتماله!

بلندن.. 
اتبعت سيارة آدهم الموقع المرسل إليه حتى وصل إليه فوجد علي يفتح البوابة الحديدية البيضاء ويشير له بالدخول فقاد سيارته للداخل وصفها بالچراچ الضخم التابع للقصر الفخم هبط هو أولا وأسرع يفتح لها الباب هادرا بمزح 
_شمس هانم.
ضحكت حينما ذكرها بمعاملته السابقة لها حينما مارس دور الحارس الشخصي باجتياز فحملت طرف فستانها وانحنت تردد بنعومة 
_كابتن آدهم.
تمردت ضحكته الرجولية بشكل لفت انتباهها فوقفت تتأمله بسعادة وقال لها يحذرها 
_أممم هعديها كابتن دي.. بس ولو لمرة ناديني باسمي الحقيقي يا شمس!
أدلت شفتيها للأسفل بحزن مصطنع 
_والله ما لايق عليك الا آدهم صدقني!
ابتسم وهو يدنو إليها هامسا بصوته المغري 
_أقولك سر
هزت رأسها بتأكيد فقال 
_وأنا كمان..
وتابع وعينيه تشرد بالفراغ 
_والدتي الله يرحمها مكنتش بتناديني غير بيه.. عشان كده حبيت الإسم وبستعمله أنا واللي حواليا في مصر.. كلهم بينادوني بيه بس عند شخص واحد والكل بيناديني قدامه بإسمي الحقيقي عشان كده بنبهك من دلوقتي أنا في مصر قدام بابا أنا عمر مش آدهم.
رمشت بعدم فهم لحديثه الشبيه بالألغاز فقال مبتسما 
_بابا وماما الله يرحمها اتخانقوا بعد ولادتي كانت عايزة تسميني آدهم وهو مصمم إن لقب عيلته ميلقش بيها غير عمر الرشيدي .. الظابط عمر الرشيدي زي ما طول عمره بيحلم... ومن هنا حصل انقسمات وخناقات فعاند وراح سجلني عمر وهي فضلت تناديني آدهم لحد ما في وقت من الاوقات كان بيحصلي لخبطة ومبقتش عارف أنا مين فيهم عمر ولا آدهم..
وتطلع لها بابتسامته الجذابة مسترسلا 
_بس لما دخلت المخابرات اكتشفت إن دي نعمة.. بتنقل بإسم حركي متقبله والاغلب عارفني بيه بس قدام بابا بمثل الدور اللي يراضيه خصوصا إنه دايما بېلمس حبي الزايد لوالدتي الله يرحمها.
كونه يتحدث معها عن ادق أموره بقائه برفقتها بعض الوقت بعد وصولهما صبره معها وهي تتنقل من محل لأخر حتى انتقت فستانا يليق بحجابها الذي ترتديه لمرتها الاولى كل تلك الاشياء جعلتها أسعد نساء العالم بأكمله تتمنى أن يظل يتحدث وتراقبه بصمت فمالت على يدها تستند على مقدمة السيارة وتراقبه وهو يتحدث بصمت تعجب له آدهم فنادها 
_شمس!
اعتدلت بوقفتها تهتف بحرج 
_هااا... نعم!
قال وهو يتجه لصندوق السيارة ليجذب الفستان المغلف بعناية
_إنت مش معايا خالص.. شكلك تعبتي من اللف النهاردة.
لحقت به تراقبه وهو يحمل أغراضها بتريث 
_لا أنا بس سرحت فيك شوية.
أغلق صندوق السيارة واستدار يسألها باهتمام 
_سرحتي في أيه
وضعت حقيبتها على كتفها وقالت بابتسامة عذباء 
_حاسة إنك شخص مختلف عن آدهم الحارس اللي عرفته طول الفترة اللي فاتت.
فهم ما تقصده بحديثها وقال برزانة 
_لإن اللي شوفتيه قبل كده كان بيقوم بشغله وبس.. وسبق وقولتلك يا شمس تقربي منك كان من ضمن الخطة اللي حطناها عشان نوقع راكان بس اتقلبت ضدي وحبيتك.
وقطع المسافة المتبقية بينهما وهو يستطرد 
_بكره هتكوني مراتي على سنة الله ورسوله.. هتقربي مني وهتعرفيني على طبيعتي.. هحكيلك عن مشاعري وحبي الكبير ليكي.. وإزاي قدرتي تحركي قلبي اللي كان مشغول ومش شايف أي بنت حوليه!
وأشار لها بالخروج فاسندت يدها لصدرها تربت على خفقاتها المتزايدة لحديثه وعاونها بما تحمله ليقدمه لعلي الذي عرض عليه الدخول لرؤية المنزل من الداخل ولكنه اعتذر وأخبره بأنه سيراه بحفلة عقد القران غدا فوادعهما وغادر. 

حمل باقة الزهور الحمراء بين يديه يقلبه وكأنه يتفحص ما يحمله ثم عاد ببصره لمن يقف أمامه وتساءل بدهشة رغم أنه أخبره منذ قليل
_قولتلي الورد ده لمين ومن مين!
رغم غرابته ولكنه اعتاد عليه هكذا فأجابه حسام 
_من دكتور علي لمدام فاطمة.
عقد حاجبيه بشكل مضحك وهتف
_علي أخويا أنا جايب ورد! 
ورفع عينيه له يتساءل 
_متأكد يا حسام!!
وكأن ما وضعه بين

انت في الصفحة 2 من 6 صفحات