رواية صرخات انثى الفصل الثامن والثلاثون بقلم ايه محمد رفعت
لمعالمه فأزاح نظارته القاتمة ومنحها نظرة جعلتها لا تود إبعاد عينيها عنه
_أنا آسف.. صدقيني والله أنا بعمل كل ده علشانك وبسبب زعلك ده أنا خليت دكتور علي يكتب كتابنا بكره عشان أكون معاكي بطبيعتي وأقولك على كل شيء دفنته جوايا للحظة ما تكوني حلالي يا شمس.
ارتبكت أمامه للغاية فتمسكت بحقيبة يدها ورددت بتوتر
أشار بذراعه نحو الباب
_اتفضلي.
كادت بأن تتبعه فأوقفها عمران حينما جذبها لاحضانه فجأة بنظرات تتحدى آدهم المبتسم لذاك الطاووس الوقح بتحد بينما يهمس عمران لشمس
_لو قربلك رنيلي وأنا أجيلك... أوعي يستفرض بيك يا شمس.
ضحكت بصوتها الانوثي فنهرها بحدة
_مينفعش حد يسمع صوت ضحكتك غيري يا شمس.
_عمران مالك ده هيبقى جوزي!!
قال بغيظ
_لما يبقى بقى!!
وتابع ورماديته مازالت تتحدى عين آدهم
_المهم متتأخريش ولو قالك حاجة كده ولا كده كلميني على طول .
اتسعت ضحكتها وهي تهز رأسها بخفة واتبعت آدهم للخارج وعمران يلحق بها فتح آدهم لها الباب الأمامي فلوى عمران شفتيه قائلا بحنق
ردد آدهم بمزح
_كانت!! لأ والله فيك الخير يا عم الطاووس!
منحه نظرة ساخطة قبل أن ينحني ويحمل طرف فستان شقيقته الأزرق الطويل ليضعه من خلفها على المقعد والحنان والحب يلمعان بحدقتيه تجاهها مما جعل آدهم يبتسم وهو يتابعه وللحق لم يشعر بالانزعاج منه أبدا لإنه بطبيعة مهنته يعلم بمكنون من أمامه وهو يرى حب عمران المبالغ به تجاه شقيقته الوحيدة لذا تركه كما شاء فلكل حقا عليها.. إن كان سيكون زوجها فهو أخيها!
ولج علي للداخل حينما استمع لسماحها له بالدخول فولج يردد بهدوء
_صباح الخير يا زينب... عاملة أيه
انتهت من عقد حجاب اسدالها وردت عليه بابتسامة واسعة
_صباح النور يا دكتور.. أنا بخير الحمد لله وخلاص جهزت شنطي هغير هدومي وهنزل على طول.
ضيق حاجبيه باستغراب
_والجامعة يا زينب
بارتباك اجابته
أشار لها بالجلوس وهو يراقب وجهها المجهد وكأنها لم تغفو منذ سنوات فقال
_زينب متحاوليش تقترحي حجج وأعذار علشان متنزليش الجامعة إنتي من ساعة ما رسالة الحيوان ده وصلتلك وانتي بطلتي تنزلي طيب وبعدين!
ابتلعت ريقها بارتباك لمجرد ذكر اسمه أمامها فردت بصوت مبحوح
استند بجسده على الطاولة المجوفة من أمامه وقال
_معنى كده انك هتضيعي مستقبلك عشان خۏفك منه يا زينب... طول مهو شايفك ضعيفة بالشكل ده هيستقوى عليك بكل ما فيه.. أنا هسيبك النهاردة براحتك بس من بكره هتنزلي جامعتك تاني.. واطمني أنكل أحمد كلم شركة حراسة وهيكون في عربية حرس معاكي في كل مكان لحد ما نوصل للبيه اللي بېهدد من بعيد وآ..
ابتلع باقي جملته فكاد أن يخبرها بأنه تعرض لعمران ولكنه تراجع خشية من أن يحزنها فنهض عن الأريكة وقال
_هسيبك تغيري هدومك وهستناكي تحت متتأخريش علشان بمجرد ما فريدة هانم تنزل هنتحرك للبيت الجديد على طول.
هزت رأسها مجيبة
_حاضر.
تركها وهبط للاسفل ينتظرهم وأرسل رسالة لعمه يؤكد عليه أن ينتهي من أمر شركة الحرس بعدما أخبره بالأمس عن تهديدات ذاك الأرعن لزينب وقد رأى أحمد أن الحل المناسب هو وجود حرس مسلح لحمايتها فوافقه عليعلى الفور.
اتجه عمران بسيارته لشركته فولج من بابها الرئيسي فوجد أيوب بانتظاره ضيق جفونه بنظرة مرعبة جعلت الاخير يرسم ابتسامة زائفة وهو يدنو منه
_صباح الخير يا بشمهندس.
نزع نظارته السوداء وهو يمنحه نظرة مشټعلة وهتف
_نعم!
تنحنح بخفوت
_نعم أيه بقولك صباح الخير!
اقترب منه عمران وردد بنبرة منخفضة
_عجبك كلام يوسف اللي قالهولك امبارح صح!
اړتعبت نظرات أيوب تجاهه فابتلع ريقه الجاف وهو يدعي عدم الفهم
_كلام أيه
_غيرتلها على الچرح يا ابن الشيخ مهران!
ابتلع ريقه الجاف بصعوبة ورفع اصبعه يشير له بتوتر
_عمران أنا آآ...
هدر بانفعال ونظراته الحادة تحيطه
_ولا كلمة.. ورايا!
زفر أيوب حانقا يلعن تلك الظروف التي أوقعت آديرا بطريقه وأوقعته هو بطريق عمران الغرباوي صعد خلفه للأعلى وولج لغرفة مكتبه.
نزع عنه جاكيته وألقاه لسكرتيره الخاص حسام ومن ثم ألقى إليه رابطة عنقه فتلقفها بصعوبة كادت باسقاطه فوق مكتبه وعاد يفاجئه حينما قڈف إليه ساعته الباهظة التقطها بين يديه ولكنه فشل تلك المرة بانتصاب وقفته المذرية فسقط بها أرضا وذراعيه تعلو بالساعة.
أشمر عمران عن ساعديه ببسمة مخيفة فالټفت وجهه لحسام يخبره بنبرة لطالما كانت تخص القټلى المأجورين
_كويس إنها منكسرتش والا كنت هتشرف جنب أخوك الشيخ أيوب في خارجته النهاردة.
وانتقلت رماديته لباب الغرفة يستطرد بفحيح الأشباح
_خد الباب في إيدك وإنت خارج.. أي مقابلات أو اتصالات مهمة حولها لبشمهندسة مايا
. من الأخر مش عايز أي إزعاج يفصلنا أنا وابن الشيخ مهران عن طلعتنا.
جحظت أعين أيوب صدمة وكأنه يستعد لتقطيع جسده بالمنشار الحاد فمال على حسام الذي يوزع نظراته بينهما بقلق همس له أيوب يستجديه
_متمشيش يا حسام!
رفع كتفيه بقلة حيلة وهرول للخارج فتراجع أيوب للخلف حتى التصق بالمقعد الذي خلفه فسقط أعلاه والاخير ينحني إليه ويصوب نظراته القاتمة تجاهه.
أجبر صوته على التحرر متسائلا
_في أيه يا عمران إنت هتتحول ولا أيه!
طرق على ذراعي المقعد وبانفعال شرس قال
_غيرتلها على الچرح يابن الشيخ مهران!! ويا ترى بقى أيه اللي نتج عن الفعل ده!! اتكلم أنا سامعك!
أبعد رأسه للخلف وهو يشير له پخوف غريب
_أقسملك بالله محصلش أي حاجة.. ولولا ان دكتور يوسف صاحبك اللي نبهني لخطۏرة اصابتها مكنت قربتلها نهائي!!
أخذت أسنانه شفتيه السفلية يسحقها پعنف يود أن يطول ذاك القابع أمامه ومع ذلك استكمل أسئلته الطارئة
_عملت أيه بعدها يابن الشيخ مهران
رفع ركبتيه للمقعد وكأنه سيهرول به من أمام ذاك االطاووس الوقح وراح يردد دون توقف
_محصلش والله العظيم محصل.. خد نفس عميق واستهدى بالله يا عمران عيب يا جدع تلميحاتك الوقحة دي.. أنا سبق وقولتلك أنا شاب جامعي جاي هنا أدرس وأمتحن وأخد الشهادة وأرجع لأبويا الحارة... معنديش أهداف تانية فبالله إقلع الوش اللي يرعب ده وسبني أمشي من هنا..
وتابع بنفس الوتيرة
_هو كان يوم مش طبيعي يوم ما أخدني سيف أسكن معاه بشقته وهو نفسه اليوم اللي اسودت ملامحه يوم ما اتعرفت عليك مع إني اتعرفت على سيادة الرائد آدهم والبشمهندس جمال ودكتور علي بس شهادة لله ناس محترمة وزي موج البحر الهادي إنت اللي مالكش كتالوج زي السما شوية صافية وشوية مغيمة وفجأة يضربها الرعد والبرق وكل العواصف!!
ابتسم بخبث مخيف وقال بجمود تام وكأن ما قال لم يهز به شعرة
_لو مش عايز عواصفي كلها تحضر هنا هتقول اللي حصل بالحرف والا مش هرحمك يا ابن الشيخ مهران..
لعق شفتيه الجافة وهو يرفع صوته الذي تخلي عنه
_مآآ... حص... لش.... محصلش!
صړخ به وقد تخلى عن كل هدوئه المخادع
_انطق يا أيوب!!
دفعه أيوب للخلف بقوة جعلت الاخير يسقط على المقعد المقابل إليه وهو يصيح بعصبية
_أكلتها وأدتها دواها وغيرتلها على الچرح ورجعت أوضتي تاني ده اللي حصل تصدق أو متصدقش دي