الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية صرخات انثى الفصل الثامن والثلاثون بقلم ايه محمد رفعت

انت في الصفحة 5 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

حاجة ترجعلك!!
تعالت صوت أنفاسه المنفعلة بينما ارتسمت ابتسامة تسلية على ملامح وجه عمران واتجه ليحتل مقعده باسترخاء استراب له أيوب!
سحب القلم وأخذ يوقع بآلية تامة على الأوراق من أمامه وكأن الأخر لا وجود له فردد أيوب بنزق 
_أيوه يعني أفهم أنا من برودك اللي نزل عليك ده فجأة أيه!!!
رفع رماديته أيه ولف مقعده يهزه بتسلية قائلا 
_إني أخدت الحقيقة.
_ولا كنت برغي فيه من الصبح كان أيه
ترك مقعده ونهض يلهو بالقلم وهو يشير إليه 
_علميا الإنسان لما بيتعصب بيخرج الحقيقة كلها عمليا أنا مصدقك من أول ما اتكلمت بس كنت حابب إديك عينة بسيطة عن اللي هيحصلك لو لعبت بديلك مع العبرانية!
أطبق على يده بقوة فاحتبس غضبه داخله واستدار ليغادر فأوقفه الاخير مردفا 
_عايزك معايا النهاردة.. في مقابلة هتتم كمان نص ساعة هتفيدك جدا.. خليك موجود.
عاد لمقعده بهدوء زائف تحلى به وما كاد بأن يفجر عاصفته إليه حتى وجد أحدهم يقتحم باب مكتب عمران وهو يصيح پغضب 
_بقى أنا الحيوان ده يمنعني من الدخول!!
كلمات هدر بها نعمان غاضباومن خلفه ظهر حسام الذي ردد يدافع عن ذاته أمام تلك الأعين المحتقنة
_مستر عمران حاولت أفهم الباشا إن حضرتك مشغول بس هو آآ..
_الطور الهايج مبيسمعش اللي قدامه عشان يفهمك يا حسام.. والخال ما شاء الله معندوش لا سمع ولا ډم!
وابتسم عمران وهو يمنح ذاك البغيض نظرة ساخرة 
_خير يا خال مش خلصنا من حوار الشركة وقولتلك مش عايز أشوف خلقتك هنا تاني ولا وحشك طولة لساني ومقدرتش تحوش نفسك عن شوفتي!
اقترب نعمان من مكتبه وأيوب يراقب ما يحدث بدهشة وصدمة تفوقه أضعافا لمعرفة كناية ذلك الرجل الذي بات من كلمته يعلم بصلة القرابة بينهما.
وقف نعمان على مسافة قريبة من عمران وردد بهدوء قاټل 
_قولتلك ما تلعبش پالنار لتحرقك وأديك جنيت على نفسك يابن فريدة!
رفع ساقا فوق الاخرى وطوفه بنظرة متغطرسة قبل أن يشدد على كلماته 
_حاسب الولاعة لتلسعك! 
وتابع بنفس بروده 
_طريقك أخضر العباسية إن شاء الله يا خال... خد الباب في إيدك وخلي بالك الأكرة تلزق!!
خرج نعمان بوجها مشتعل من فرط الاھانة التي تعرض لها فما أن اغلق الباب حتى تساءل عمران 
_في أيه يا حسام!
رد عليه السكرتير يخبره 
_المشاريع اللي كانت هتتطبق في الشركة اللي كانت بتجمع حضرتك مع نعمان باشا الوكلاء لغوا العقود لما عرفوا إن حضرتك فسخت الشراكة وكلهم اخدوا مواعيد عشان يقابلوا حضرتك.. فأعتقد إن الخبر وصل لنعمان باشا علشان كده اتعصب.
هز عمران مقعده وكفوف يديه تضم بعضها البعض بتفكير يستحوذ عليه كان يحاول تخمين سبب انزعاج خاله هكذا ولكن الأمر لم يعنيه والآن بعدما استمع لما قال أشار لحسام 
_مش هقابل حد منهم يا حسام إرفض التعامل مع أي حد فيهم أنا مبقطعش أرزاق حد حتى لو الحد ده الخال الملزق.
هز رأسه هاتفا وهو يتجه للخارج 
_زي ما حضرتك تحب.
بعد خروجه شرد عمران قليلا ليفق بعد ذلك على صوت أيوب المنبهر من شخصيته
_بحاول أفهمك ومش عارف.. من شوية اټصدمت لما لقيتك بتكلم الشخص اللي يبقى خالك بالشكل ده واتفاجئت من طريقة تهديده ليك كأنك عدو مش ابن أخته وبعد كده فهمت سبب عصبيته من كلام حسام وقولت يستاهل بس اندهشت أكتر بموقفك ده... عمران إنت محدد وعارف إنت عايز أيه!!!
سحب نفسا طويلا وأطلقه بتنهيدة حارة أوضحت لأيوب مدى معاناته ترك عمران مقعده ونهض يجلس قبالة رفيقه ثم قال مبتسما پألم 
_اللي شوفته ده جزء بسيط أوي يا أيوب.. خالي من بعد ۏفاة أبويا وهو بينهش فينا ولولا وقفة عمي أحمد ليه كان زمانه سيطر على أملاكنا كلها عمي طول عمره واقف في وشه وبيحاربه بكل قوته وأنا مش هفضل أتدارى في ضل عمي طول العمر يا أيوب بقيت أنا اللي في وشه.
وتابع بحزن طفيف 
_علي طيب وقلبه أبيض مالوش في المشاكل ولا في اللوع فكان لازم أنا اللي أقفله بكل قوتي وأواجهه وزي ما أنت شايف كده مواجهتي ليه ودفاعي عن حقي وحقوق والدتي وأخواتي خلاه يزيد من حبي حبتين تلاته لدرجة إنه بيتمنى مۏتي النهاردة قبل بكره!
واستكمل وعينيه تتعلق بعين أيوب الذي تأثر به للغاية غير مدركا بأنه يخوض كل ذلك بمفرده 
_كل ما بحاول ادفن العداوة بينا أنا وهو علشان خاطر فريدة هانم والدتي بيعمل حاجة أوسخ من اللي قبلها ببساطة يا أيوب لو الشخص ده شاف حنيتي هيركبني زي ما بيقولوا وللأسف مينفعش لإني الوحيد اللي واقف في وشه وبيقاوم.
انحنى إليه أيوب يربت على ساقه بفخر 
_خليك جامد وقوي زي ما انت يا عمران.. في أشخاص ميستهلوش المعاملة الطيبة.
مازحه ليخفف من حدة الاجواء 
_زيك كده صح
تعالت ضحكاته الرجولية وردد 
_ميبقاش قلبك أسود بقى.
ابتسم عمران وأردف بجدية تامة 
_أيوب سامحني على معاملتي ليك بالطريقة دي صدقني ده من خۏفي عليك وعلى ضياع مستقبلك شخص محترم زي والدك ميستهلش يسمح عنك خبر كارثي زي ده تعب وشقى عشان تأخد شهادتك من جامعة كبيرة زي دي خۏفي الاكبر من إنك تغلط معاها وفي لحظة تبعد عنك تخيل لو حملت منك هيكون أيه مصير ابنك أو بنتك مع واحدة عبرية!
احتفظ ببقايا ابتسامته وقال بصوته الرخيم 
_عارف وفاهم كلامك ده يا عمران ومش متضايق بالعكس فرحان وحاسس بحبك الكبير ليا ويمكن ده اللي مخليني مستحملك إنت وشركتك واستاذ ممدوح!
اڼفجر ضاحكا وصاح بسخرية 
_كده طيب حيلك عليا أنا هوريك اللي جاي هيكون عامل أزاي!
وأشار له وهو يتجه للمشجب ليجذب جاكيته 
_يلا استعد معاد الاجتماع. 
صړخ بصوت جهوري مخيف 
_اللعينة نفدت من المۏت وتزوجت من ذلك الإرهابي الحقېر!! 
وتابع وهو يشير لرجاله بجبروت سحيق 
_اذهبوا وجدوا لي صديق هذا الارهابي هو من سيوصلنا إليهما.
وردد بوعيد مخيف يهوي من عينيه العدائية المظلمة 
_إلى أين سيهربون مني سأقتلكما معا ولنرى من سيوقفني هذة المرة!

انت في الصفحة 5 من 5 صفحات