الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية صرخات انثى الفصل السابع والثلاثون بقلم ايه محمد رفعت

انت في الصفحة 3 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

جاني لما قريت إسمي اللي اتردد بينكم.
ودفع كتفه برفق وهو يسأله باهتمام 
_ها هتقولي
أخفض عينيه أرضا بحرج والأخير يترجم كل حركة ولو صغيرة تصدر عنه فصاح بعصبية بالغة 
_جرى أيه يا أيوب إنت ليه محسسني إننا أول مرة نعرف بعض!! أنا قولتلك ألف مرة انت زي أخويا الصغير لما تحتاج حاجة تقولي عليها على طول مش قاعد قدامي عامل شبه العيل الصغير اللي عملها على نفسه في أول يوم دراسي!!
تطلع له أيوب بدهشة من تغيره المفاجئ على ما يبدو بأن عمران الغرباوي ليس الوحيد بينهم الذي يحمل أعصابه على ريشة.
التقط آدهم نفسا مطولا وأطلقه هاتفا برجاء 
_اتكلم بقى ومتعصبنيش أكتر من كده.
أجلى صوته بخشونة 
_ابن عمي مقبوض عليه من خمس سنين ومش عارفين ليه طريق ولا عارفين هو عايش ولا مېت!
سأله باستفهام 
_اتفبض عليه في أيه!
قابله بجلسته يخبره بحزن عميق انتقل لآدهم تلقائيا 
_بص يا آدهم والله العظيم أنا مبكدب عليك ابن عمي ده ميتخيرش عني في شيء شاب محترم ومتدين وفي حاله اللي حصل ده أصلا متلفقاله عشان يبعد عن مراته ويطلقها وده اللي حصل فعلا مراته من تاني شهر حبس ليه رفعت عليه قضية خلع وكسبتها واتجوزت الخاېن اللي حپسه.
حديثه كان مشتتا وجعل الاخير غير ملم بالاحداث فسأله بهدوء 
_تقصد إن اللي اتجوزته ده هو اللي اتسبب في سجن ابن عمك
هز رأسه يؤكد له ذلك وقال باستفاضة 
_بص الموضوع ده قديم أوي خديجة ساكنة عندنا في العماره اللي ورثها أبويا الشيخ مهران وعمي محمد الله يرحمه فكانت شقتها في الدور الرابع بعد شقة يونس ابن عمي الاتنين حبوا بعض من صغرهم وأبويا اتقدم بشكل رسمي لوالدتها عشان الكلام ميكترش في الحارة واحنا ناس متدينة وقتها الست فوزية والدة خديجة اتكلمت مع عيلة جوزها على يونس وواحد من اعمامها اعترض كان عايز يجوز خديجة لابنه عشان يضمن ان الاراضي الزراعية اللي ورثتها خديجة عن ابوها مترحش بعيد.. عمل المستحيل هو وابنه عشان يوقف الجوازة دي بس معرفش.
وتابع بحزن 
_كنا فاكرين ان بعد ما كتبوا الكتاب وفرحهم اتعمل إنهم هيتهدوا وهيسبوهم في حالهم بس اللي حصل إن معتز ابن عمها وابوه حطوله في المحل بتاعه منشورات وأوراق تودي في داهية وبلغوا عنه وآ...
هز آدهم رأسه واسترسل هو 
_اتهموه بأنه من الجماعة إياهم واللي زاد في الأمر أمر هو تدينه مش صح كده
حرك رأسه موافقا لحديثه وقد تشكل الحزن على معالمه بتأثر وقال 
_أبويا حزين وعاجز بقاله خمس سنين بيروح من قسم لقسم وبيحاول يجيب أي وسطة وبعد كل ده ميأسش مرة عمي الله يرحمه كان عنده کانسر وقبل ما روحه تطلع للي خلقها وصى أبويا على ابنه الوحيد وده أكتر شيء ۏجع أبويا حتى لو بيحاول يبنلي في التليفون إنه كويس بس أنا حاسس بيه وعارف هو حاسس بأيه بالوقت ده.
ابتسامة صغيرة شقت طريقها على ثغرهوقال بصوته الرخيم 
_إنت ووالدك عندكم استعداد تخسروا نفسكم قدام وعد وعدوته.. كنت مستغرب إنت ازاي قابل تعرض نفسك لكل المخاطر دي عشان بنت عبرانية بس دلوقتي عرفت إنك اتربيت على ايد انسان عظيم بيحترم الوعود وبيسعى ليها.
وربت على ساقه وهو يستطرد 
_اطمن يا أيوب.. أنا نازل مصر الاسبوع اللي جاي أوعدك إني مش بس هوصل ليونس ابن عمك أنا هفتح قضيته من تاني وأنا بنفسي اللي هحقق فيها أنا وفريقي وهقدر بإذن الله أثبت برائته.
دنى منه متلهفا 
_بجد يا آدهم
ابتسم وهو يردد بثقة 
_سيب الموضوع ده عليا واطمن مش

انت في الصفحة 3 من 6 صفحات