الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية صرخات انثى الفصل السابع والثلاثون بقلم ايه محمد رفعت

انت في الصفحة 2 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

إنه أخويا الكبير كنت برتاح أوي لما بسمعه بيرفع الآذان لو الشيخ مهران كان تعبان أقسم بالله إن يونس مستحيل يكون تبعهم وإن اللي حصل ده كان مقصود من الكلب ده.
أدمعت عينيه تأثرا به فزاد من احتضانه ومازحه قائلا 
_خلاص يا أيوب... يا أخي قدر موقفي هغير عليك أنا من عمران ولا من سي يونس ده كمان!!
تمردت ضحكة صاخبة منه فلكزه سيف بمزح 
_اضحك اضحك ما انتي خطابك كتير يا شابة!
ارتفعت صوت ضحكاته مجددا وهو يحرك رأسه يمينا ويسارا بقلة حيلة تطلع سيف للرصيف البعيد عنهما وردد بدهشة 
_مش ده آدهم!
استدروا معا للسيارة التي تقترب منهما فانخفض زجاج النافذة وأشار لهما آدهم بأن ينتظروه لحين أن يصف سيارته بچراچ المشفى ويعود إليهما.
غامت أعين سيف بشرود فناداه أيوب باستغراب 
_روحت فين يا ابني!
وبسخرية استطرد 
_أيه غيران عليا من آدهم هو كمان!
قابله بنظرة جادة للغاية وقال وهو يمسك يده كمن وجد المنقذ لعائقته
_آدهم يا أيوب.
رمش بعدم استيعاب وقال 
_ماله آدهم
أوضح له بابتسامة واسعة 
_آدهم الاسم الحركي لعمر الرشيدي ظابط في المخابرات.
لوى شفتيه ساخطا وكأنه يخبره بما لا يعلمه فاستكمل سيف 
_يا ابني افهمني ابن عمك اتاخد من الأمن الوطني وانتوا بقالكم خمس سنين بتدورا عليه ومش عارفين توصلوا لحاجة آدهم أو عمر الرشيدي يقدر بمنتهى السهولة يعرف طريقه!
اهداه لنظريته فتعلقت نظرات أيوب بآدهم الذي يقترب منهما على بعد مسافة منهما فاستدار لسيف يحذره بصوت منخفض 
_لا يا سيف أوعى تقوله حاجه... كفايا مشكلة آديرا اللي الكل بقى فيها معايا وأولهم آدهم اللي اداني شقته وواقف جنبي لحد دلوقتي.. متقولوش حاجة من فضلك.
هز رأسه بتفهم 
_زي ما تحب.
وقف أيوب جوار سيف ينتظرونه حتى قطع المسافة الطويلة ووصل إليهما قائلا ببسمته الجذابة 
_مساء الخير يا رجالة.
أجابه سيف بابتسامة صغيرة 
_مساء الفل يا عريس... مبروك مقدما.
اتسعت ابتسامته وهو يجيبه 
_الله يبارك فيك يا دكتور عقبالك.
رفع يديه يردد بمرح 
_اسمع منه بأقرب وقت يا رب قبل ما يوسف أخويا يفضحني في انجلترا كلها بدور الخاطبة اللي عايشيلي فيه ده.
ضحك آدهم وشاركه سيف الضحك بينما ظل أيوب مكفهر الملامح لا يرى أمامه سوى حديث سيف يشعر بالقلق حيال ذلك الأمر يعز عليه أن يكون مفتاح خلاص ابن عمه بيده ويعجز عن تقدميه إليه ولكنه لم يعتاد على أن يكون جشعا بطلباته أو أن يستغل صداقاته لتحقيق ما يريد.
تفحصه آدهم بنظرات غامضة وقد أتت فرصته على طبق من ذهب حينما دق هاتف سيف ولم يكن سوى يوسف يطالبه بالذهاب لأحد المطاعم واحضار بعض الشطائر والعصائر لإن الجراحة ستستغرق العديد من الساعات فوضع الهاتف بجيب بنطاله الجينز وقال بتهكم 
_لو عايزين تطلعوا اطلعوا أنا نص ساعة وراجع.
ألقى له آدهم مفاتيح سيارته وقال 
_خد عربيتي عشان ترجع بسرعة... احنا هنستناك هنا.
ابتسم له بامتنان واتجه لجراج المشفى يعتلي سيارة آدهم الذي ابتاعها منذ ساعات قليلة عوضا عن سيارته القديمة التي لا تصلح سوى للبيع خردة.
أشار آدهم بيده لاحدى الاستراحات قائلا 
_تعالى نقعد هناك عما يجي.
أومأ برأسه ولحق به فجلس جواره صامتا شاردا والابتسامة الغامضة مازالت تزين فم آدهم إلى أن كسر حاجز صمتهما قائلا 
_قولي بقى أيه اللي سيف عايزاني أعرفه وإنت رفضت تقولهولي
جحظت أعين أيوب پصدمة فاستدار إليه يمنحه نظرة مندهشة إن تركه آدهم لدقيقة لظن بأن سيف قد هاتفه وأخبره ولكنه لم يتركهما معا فكيف علم بذلك.
على الأرجح بأنه قرأ ما يدور بعينيه فابتسم قائلا 
_سيف مقاليش حاجة أنا اللي قريت حركة شفايفكم وأنا بقرب منكم.. وبصراحة فضولي

انت في الصفحة 2 من 6 صفحات