الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية صرخات انثى الفصل السادس والثلاثون بقلم ايه محمد رفعت

انت في الصفحة 5 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

معرفتك..هنزل المستشفى ازاي دلوقتي يا حيوان!!
اڼفجر ضاحكا وهو يتأمل بقايا معجون الاسنان على قميص يوسف الابيض وقال بصعوبة بالحديث 
_خدلك قميص تاني من عندي.
رفع احد حاجبيه بنزق فحك سيف لحيته النابتة بتفكير 
_صحيح انك أعرض من فوق شوية عني بس إن شاء الله نلاقيلك حاجة تناسبك. . أول ممكن نستعير من آدهم واحد هو هوجان في نفسه زيك كده.
قال من بين اصطكاك أسنانه 
_ادخل كمل اللي بتعمله وكل واشرب قهوتك وانزل جامعتك بمنتهى الهدوء.
ووضع يده بجيبه يجذب مبلغ من المال يضعه بيده بقوة وكأنه ېصفع يده قائلا 
_اتفضل مصروفك..
واتجه للمغادرة وهو يحذره بشراسة 
_مش عايز ألمح خلقتك النهاردة... القميص جديد وبالتكت بتاعه يا حيوان.
فور مغادرته ضحك سيف وهتف يناديه 
_هتقاطع اخوك عشان الفميص يا جو!!! 

فتح الباب الحديدي وولج يبحث عنه بمقلتيه المحتقنة إلى أن وجده يتفنن بأحد التصميمات ولجواره يجلس الاستاذ ممدوح يراقبه ببسمة هادئة فما أن رأى من يقترب منهما حتى تساءل بدهشة 
_خير يا عمران
انتبه أيوب لنطق إسم رفيقه فاستدار للخلف فوجده يضع يديه بجيب سرواله الرمادي ويمنحه نظرة النمر الواشك على افتراس فريسته.
ابتلع ريقه پخوف غريب يداهمه لمرته الأولى فحتى مكانة أبيه لم تجعله خائڤا مثل الآن اقترب منه عمران يستند على اللوح ويتأمل ما صنعه مبديا عدم اعجابه بما فعله 
_مش بطال!
واستقام بوقفته وهو يخطو بين الرفوف الضخمة متمعنا بها بنظرة غير مرضية أتت بقوله 
_هو الأرشيف ده متنضفش من أمته يا أستاذ ممدوح التراب مالي الدنيا بشكل غير طبيعي!
سيطر الكهل المتحاذق على ابتسامته فهو يعلم ماذا يحاول تلميذه الأول بصنعه خاصة بعد أن قص له أيوب تفاصيل ما حدث بالأمس فقال 
_مش فاكر والله يا بشمهندس.. بس بتسأل ليه
قال وقد استقرت عينيه على أيوب المتأهب لما سيفعله ليعاقبه كما وعده 
_بقول إن ميصحش البشمهندس يشتغل وسط التراب والفوضي دي عشان كده لازم ينضف مكانه بنفسه لاننا مش بنسمح لأي حد يدخل أرشيف وسجلات الشركة ولا أيه يا أيوب
عبس بعينيه بضجر فلم يترك له عمران فرصة المناص بل جذب المجلدات الضخمة ووضعها بيده ومن ثم الأخر فالأخر حتى اختفى أيوب خلف طابق كامل من المجلدات جعلته يصيح بلهاث 
_كفايا يا عمران مش قادر أشيل كل ده!
أتاه رده الساخر 
_شيل يا عريس والا إنت مبتقدرش تشيل غير الحتت الطرية!!
ضحك ممدوح بعدم تصديق لما يحدث أمام عينيه فتحرك أيوب ليضع ما بيده جانبا ويعود لعمران يناوله المتبقي من المجلدات وحينما انتهى قال وهو يطعنه بنظرة اخيرة
_امسح الرفوف ورجعهم مكانهم زي الشاطر كده... ولما تخلص اطلع فوق لحسام هيفهمك هتعمل أيه لانك هتكون بدالي النهاردة طول اليوم.
كاد بالرحيل فجذبه أيوب بعدم استيعاب 
_مكانك فين!! عمران أنا شاب جامعي وبتعلم لسه فبالله هكون مكانك ازاي متهزرش!!
أخفض رماديته ليد أيوب الممتدة لجاكيته الباهظ فسحبها أيوب وهو يدمس شفتيه بغيظ فأجابه الاخير ببرود 
_استاذ ممدوح معاك هيساعدك.
وتركه واتجه للمغادرة فأوقفه تلك المرة بمسكة يده وهو يخبره 
_طيب وجمال أنا عايز أكون موجود معاه في يوم زي ده.
منحه بسمة باردة وصاح 
_واجبك وصل يا عريس... ركز في المطلوب منك وبس.
وتركه وغادر وهو يشير للممدوح بتتابعه فما أن خرج خلفه حتى أغلق باب المكتب على أيوب ومال عليه يهمس له 
_استاذ ممدوح أنا عايزك تتوصى بأيوب تفرمه من الشغل لدرجة إنه يرجع ميحلمش غير بسريره وبس ميجيش في دماغه شيء غير إنه يريح جسمه ويرجع هنا تاني... حضرتك فاهمني
ضحك ممدوح وهز رأسه 
_وصلت... بس خد بالك الولد معندوش نية إنه يقرب منها وأنا شايف الصدق في عنيه.
رد عليه پخوف صادق 
_الشيطان شاطر يا استاذ ممدوح ولو حصل هتبقى کاړثة لو البنت دي حملت منه... أرجوك ساعدني أنا خاېف عليه.. عصرت دماغي عشان ألقى حل مش لاقي غير إنها تأسلم وده مستحيل.
ربت على يده بحنان 
_مفيش مستحيل على ربنا يا ابني.. عموما اطمن أيوب بقى زي ابني وجوه عيني متقلقش.
ودعه بابتسامة صغيرة وغادر على الفور فعاد ممدوح للداخل فوجد أيوب يقف على الدرج الخشبي ينظف الرفوف وما أن رآه حتى قال متهكما 
_كان بيوصيك عليا مش كده!!
ضحك وهو يهز رأسه فمال على الدرج يستند عليه بتعب 
_والله ما أنا عارف بيعمل كده ليه.. ده أنا لو عند أخ أكبر مني مش هخاف منه بالشكل ده!

بالاعلى.
تابعت مايا عمل فاطيما باهتمام عاونتها على تنسيق الملفات بشكل اكثر احترافية وحينما قدمت ملفها الأول قالت بإعجاب 
_الله عليك يا طمطم هو ده الشغل ولا بلاش.
ابتسمت لها بمحبة وقالت
_بفضل الله ثم تواجهيهاتك يا بشمهندسة.
مالت تقبل جبهتها بحب 
_حبيبتي يا فاطمة والله أنا مبسوطة من وجود معايا أوي... كنت بحس إن هنا لوحدي وماليش حد ولما عمران قال إن صبا ممكن تنزل معايا فرحت بس الهبلة اتحججت بتعب الحمل وكنسلت الموضوع وأهو ربنا عوضني بسلفتي وأختي القمراية.
اختبرت فاطمة أحاسيس غريبة من ضمة مايا لها فأحاطتها بابتسامة مشرقة وقالت 
_انتي اللي زي القمر وتتحبي يا مايسان ربنا يسعدك ويفرح قلبك الأبيض.
أغلقت مايا الحاسوب وقالت بحماس 
_حيث كده بقى فكك من الشغل وتعالي ننزل نتغدى في أي مطعم... في مكان هنا جنب الشركة بيعملوا بيتزا إنما أيه عجب... بينا
التقطت حقيبتها مشيرة لها بنفس مصطلحها
_بينا يا ريسة!
تعالت ضحكاتها وشاركتها الاخرى ومن ثم هبطوا معا للأسفل. 

أوصل حسام الضيف الزائر للأسفل بعد أن هاتفه عمران وأوصاه أن يوصله للأرشيف بنفسه فشكره بتهذب 
_شكرا يا بشمهندس.
رد عليه حسام باستحسان 
_أنا في خدمتك يا باشا.
وتركه وغادر بينما أكمل الضيف طريقه للأسفل حتى وصل للباب الحديدي دفعه وأخذ يتطلع لذاك العالق على الدرج الخشبي بكتلة مجلدات ضخمة يرصها بانتظام ويبدو الانهاك يشكل خرائطه على وجهه فناداه بخفوت 
_أيوب!
أطل من فوق المجلد يتأمل من يناديه فابتسم وهو يناديه بلهفة 
_آدهم!!!!
وهبط إليه مبتسما ومتسائلا 
_بتعمل أيه هنا!
أجابه وهو يتفحص ملابسه المتسخة باستغراب 
_جاي علشانك.
وسأله وهو ينفض الأتربة عن قميص بذلته 
_إنت أيه اللي بهدلك بالشكل ده!
أمسك أيوب يده ودفعه ليجلس قبالته على الطاولة الخشبية المتهالكة قائلا بتوسل
_أبوس إيدك خلصني من عمران.. من ساعة ما شافني نازل إمبارح شايل آديرا وهو اټجنن هالكني في الشغل وفاهم إنه كده بينتقم مني.
تمردت ضحكة رجولية على شفتيه جعلت الاخير يرتاب لامره متسائلا بحيرة 
_بتضحك على أيه يا آدهم
استعاد اتزانه رغم احتفاظه ببسمته الجذابة وقال 
_مش بينتقم منك يابو قلب طيب بيهدك عشان لما ترجع بيتك ميكنش عندك أي نية شيطانية غير النوم والاسترخاء... فهمت حاجة
فرك أنفه بحرج طفيف وهمس له 
_طيب وليه كل ده والله ما عندي نية لحاجة يا جدعان!!! 
رفع يديه بغمزة مرحة 
_مصدقك يا عم الشيخ بس الطاووس الوقح عنده وجهة نظر محتلفة.. حظك!
ضم شفتيه معا بقوة وصمت قليلا ومن ثم قال 
_طيب ما تلين انت دماغه وتخليه يخف عني!
استند على الطاولة وهتف له متصنعا الحزن 
_كنت أتمنى يا أيوب والله بس كتب كتابي بعد بكره على أخته فلو أنا اللي اتدخلت هيسيبك ويستلمني أنا!
اعتدل بوقفته بابتسامة واسعة 
_بجد.. هتتجوز يا آدهم
صحح له بابتسامة هادئة 
_كتب كتاب بس والفرح بعد امتحانتها ان شاء الله.
وضع يده على كتفه بسرور 
_مبروووك يا عمهم.. أهي

انت في الصفحة 5 من 6 صفحات