الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية صرخات انثى الفصل السادس والثلاثون بقلم ايه محمد رفعت

انت في الصفحة 4 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

بالتطلع إليه وهي تردد بنفور
_أنا بكرهه ومش مسامحاه يا علي... كان نفسي يكون عايش ويشوفني مع أحمد.. كان نفسي يتأكد إنه منجحش يبعدنا عن بعض حتى لما كنت معاه كان قلبي مع أخوه.. لما كنت بديله حقوقه الشرعية كنت بتكوي پالنار وأوقات كنت بوهم نفسي إني مش معاه مع أحمد!
أزاحت تلك الدمعة المتمردة على خدها وقالت وهي تتجه هاربة منه 
_هروح أشوف زينب وشمس خلصوا ولا لسه.. ونكمل بعدين.
نهض خلفها يناديها 
_ماما!
توقفت عن الخطى وبقيت جامدة محلها دون الاستدارة له فدنى قائلا 
_مكنتيش خاېنة كنت إنسانة عظيمة قدرت تضحي طول السنين دي كلها علشان أولادها.. إنسانة بالرغم من عشقها الكبير لشخص اتمنتت تعيش معاه الا أنها حاربت وصمدت وافترقت عنه علشان تكون مع أولادها... صدقيني اللي فات ده مهما كان صعب ومؤلم بس قواكي وقوى علاقتك بينا لدرجة خلتنا مؤهلين لجوازك من عمي وإنكم بعد كل العوائق دي اتجمعتوا.
استدارت إليه باكية وهرولت لأحضانه كالطفلة الصغيرة التي تتخفى داخل حضڼ أبيها طوفها علي ودموعه تهوى على خديه يعلم بأنها مازالت تكبت الكثير بداخلها ولكن كونها قالت تلك الكلمات القليلة سيأتي البقية بعدها وستخبره بكل شيء.
ربت بحنان على ظهرها حتى ابتعدت عنه تمنحه ابتسامة صغيرة وتركته وغادرت لجناحها تنفرد بذاتها قليلا وتستجمع قوتها لتواجهه بباقي ما بداخلها ولكن أولا ستعاون الفتيات لترحل من هذا المكان الذي يضيق عليها كلما استعابت ما فعله زوجها بها. 

اتبعتهما فاطمة للداخل فأشارت لها مايا للمكتب الذي يقابلها متسائلة بحماس 
_ها أيه رأيك بقى
سلطت نظراتها على المكتب الفخم المقابل لها لونه الأبيض زاد من راحتها كان يحوي على حاسوب ولجواره هاتف أرضي اتجهت للمقعد تحتله بابتسامة صغيرة وأخذت تتفقد سلة الأقلام بانبهار.
أحاط عمران كتف مايا التي تراقبها بفرحة وضمھا لاحضانه مستغلا انشغال فاطمة بتأمل مكتبها وهمس لها
_خلي بالك منها يا مايا وأكدي على حسام محدش يدخل المكتب هنا ولا يزعجها بأي شكل من الأشكال لحد ما على الأقل تأخد على المكان.
هزت رأسها بتفهم وهمست له 
_متقلقش يا حبيبي هبلغه وهشدد عليه.. وأنا كمان هكون معاها ومش هسيبها.
طبع قبلة على جبينها وهو يردد بحب 
_حبيب قلب حبيبك إنت!
وابتعد عنها يتحنح بخشونة ليلفت انتباه فاطمة 
_أنا هنا في مكتبي يا فاطمة لو عوزتي أي حاجة مايا موجودة وأنا هنا جنبكم لو احتاجتي حاجة متتردديش.
رددت بابتسامة مشرقة 
_حاضر..
غادر عمران لمكتبه فوجد المحامي ونعمان بانتظاره منح نعمان نظرة منفرة واتجه يحتل مكتبه بكبرياء ليجد الأخر يقابله بغلظة 
_ما بدري يا ابن فريدة مش عارف إن في معاد بينا ولا بتستهبل!
وضع قدما فوق الأخرى بتعالي وعدم مبالاة بحديثه ووجه حديثه للمحامي متجاهلا وجوده 
_جهزت الأوراق كلها يا مسعد
أكد له باحترام 
_أيوه يا باشا.
تابع وهو يجذب حاسوبه يراقب مقابلاته لليوم 
_حطيت فيه الشرط اللي قولتلك عليه
أكد له مجددا 
_أيوه.. وتقدر حضرتك تتأكد بنفسك.
حمل عنه الملف يراقب ذاك البند المشروط بالعقد بينما يتابعهما نعمان بدهشة لحقت سؤاله 
_شرط أيه ده!
رفع رماديته المحتقنة يقابله بها وصاح بحزم 
_بند من بنود العقد اللي هتوقع عليه بيقيدك عن بيع الشركة لأي شخص غريب في حالة إنك عايز تبيع الشركة مسموحلك بشرط يكون الشخص ده من جوه عيلة الغرباوي.
وتابع بقوة صارمة 
_مهو أنا مش بعد كل التعب ده أقدملك الشركة على طبق من دهب وتأخدها إنت وتديها للي لفة عليك زي الحية علشان توصل لهدفها.
انتفض بوقفته ېصرخ بعصبية وجنون لمجرد تخيله بأنه انكشف أمره أمامه 
_تقصد أيه بكلامك القذر ده يا ابن فريدة!
بقى محله على مقعده يراقبه ببرود 
_يا خال متخلنيش أشك في ذكائك! أنا من على الكرسي ده قادر أعرف كل كبيرة وصغيرة عن بلاويك السودة بس اللي عايزك تعرفه إنك مش أول واحد هيلينا ترسم عليه دور الحب أبو أجنحه وردية سبق وعملتها على تلات رجال أعمال معروفين وأخدت اللي وراهم واللي قدامهم وإنت ما شاء الله مبقاش وراك اللي يتأخد منك غير الحنجرة والخيلة الكدابة اللي واهم نفسك بيهم.
صړخ بانفعال يخفي به تدهور موقفه أمام المحامي الذي يشهد اهانته بوضوح الشمس 
_اخرس قطع لسانك عيل قليل الرباية.
اتسعت ابتسامة عمران وحذره بمكر 
_أبويا الله يرحمه بقى ماټ وسبني أمانه في رقبتك وإنت اللي معرفتش تربيني يا خال كنت مشغول مع الراقصات.
واستطرد بغمزة وقحة 
_لو فاكر إن هيلينا هترجعلك شقاوة زمان تبقى غلطان دي هتأخدك لحم وترميك عضم يا خال ووقتها متجيش هنا ټعيط زي النسوان لإن وقتها هتشوف وش تالت لعمران الغرباوي مصدفش ليك إنك اتقابلت فيه.
جذب العقد من يده ووقع عليه ثم دفعه تجاهه يشير له 
_موافق على شرطك إمضي وخليني أغور من وشك.
سحب القلم يوقع وهو يهتف ساخرا 
_وأنا اللي واقع في دباديبك أوي... إنت تلزق أي مكان تكون فيه يا خال... فلتصحبك السلامة في أي مكان تغور ليه!
وحمل العقد لمايا وقعته وعاد به يلقيه إليه مشيرا لباب مكتبه 
_مش عايز أشوفك ولو صدفة.. لما يتقرص ودنك وتخسر وقتها افتكر اني حذرتك ونبهتك.
منحه نظرة حاقدة وهتف له بوعيد 
_هتدفع التمن غالي يا عمران... وديني لأندمك على معاملتك وطريقتك معايا وساعتها هنشوف مين اللي هيبوس رجل مين.
منحه قبلة بالهواء وغمز له 
_مستنيك يا خال.. ربنا يديك طولة العمر!!
وفتح الباب يشير له 
_مع السلامة يا نعمان! 

ارتدى مريال المطبخ على خصره وشرع بجلي الأطباق ومن ثم اتجه ليقلب القهوة على نيران هادئة وانحنى يجذب الملابس من المغسلة ومن ثم خرج للشرفة يقوم بفردها على الحبال الداخلية وولج يضع الشطائر التي صنعها على الصينية ووضع القهوة ثم اتجه لغرفة شقيقه يهزه برفق 
_سيف... قوم يالا إنت مش مأكد على ليلى إنك وراك محاضرة مهمة!
جذب الغطاء على صدره العاړي يخفي وجهه من أسفله وهو يهتف بانزعاج 
_يووه يا يوسف بقى انت كل يوم الصبح تقلق منامي!
جذب الغطاء عنه وشمله بنظرة خاطفة جعلته يزوى حاجبيه 
_إنت نايم كده ليه مش خاېف تأخد برد!
تطلع للغطاء الذي أصبح بيد أخيه فنهض على الفور يرتدي بنطاله بحرج 
_أيه يا يوسف الله.. مش عارف أخد راحتي في أوضتي كمان ما تعتقني لوجه الله!!
ضحك ساخرا من ذاك الذي يسرع بارتداء ملابسه باحراج وردد 
_الله يرحم لما كنت بتعملها على روحك وأنا اللي كنت بحميك وآ.. 
كبت سيف فمه پصدمة مما تفوه به وترجاه بدهشة 
_آدهم هنا لو سمعك هيقول أيه عايز تفضح أخوك يا يوسف!!
ارتفع صوت ضحكاته وأخبره مازحا 
_خلاص يا دكتور سيفو متزعلش.. وبعدين ما أنت اللي صاحي تتدلع وأنا ورايا حالة ولادة عايز أروح المستشفى انجز قبل ما أروح لجمال!
جذب المنشفة واتجه لحمام الغرفة 
_اعتبرني لبست وجهزت... انزل انت.
لحق به مستندا على باب المرحاض وابتسم له وهو يناديه 
_سيف.
مرر فرشاة الاسنان لينظفها وهمهم له 
_مممم
ربع ذراعيه أمام صدره وقال 
_هتبقى عم قريب... ليلى حامل.
بصق المعجون من فمه واستدار له بابتسامة واسعة وصاح 
_بجد يا يوسف
هز رأسه بتأكيد فاحتضنه بقوة وهو يردد بفرحة 
_مبروك يا حبيبي ألف مبروك... ربنا يكملها على خير ويرزقك بولد صالح بار بيك وبيها.
ضمھ بحب وطبع قبلة على كتفه بحنان وفجأة دفعه للخلف وهو يتأمل قميصه پصدمة 
_بهدلت القميص الله يخربيت

انت في الصفحة 4 من 6 صفحات