رواية صرخات انثى الفصل السادس والثلاثون بقلم ايه محمد رفعت
لفاطمة ومايا
_يلا نتحرك احنا علشان منتأخرش.
ابتعدت فريدة عن أحمد متسائلة باستغراب
_واخد فاطمة على فين يا عمران
ضمت مايا فاطمة لها وأجابتها
_هتنزل معانا الشغل من النهاردة يا فريدة هانم.
ابتسمت بفرحة لتأكدها بأن ما يفعله ابنها الصغير سيأتي بثماره لحالة فاطمة ان تولت هي العمل بشركات زوجها بعد ۏفاته واكتسبت تلك القوة والرزانة من المؤكد بأنها ستحمل نفس الصفات التي هي بحاجة لها أجلت حنجرتها قائلة بتمني
وعلى ذكر ابنتها التفتت من حولها تتساءل باستغراب
_هي فين شمس
اجابتها وهي تهبط للاسفل بابتسامة شاحبة
_أنا هنا يا مامي... صباح الخير.
اجابوها بود فاتجهت لمقعدها وجذبت طبق الطعام تتناوله بآلية جذب علي المقعد المجاور لها ومنحها نظرة متفحصة قبل أن يردد بخبث
انتبهت له شمس باهتمام حتى الجميع فكانت زينب أول من تسائلت باهتمام
_خبر أيه انتي امتحنتي يا شمس والنتيجة ظهرت ولا أيه
نفت ذلك قائلة
_أنا لسه مش امتحنت أصلا.
ارتشف علي من كوب قهوته بهدوء جعل عمران يردد بضيق وهو يتفحص ساعة يده
_ما تنجز يا دكتور مش فاضيلك!
_آدهم نازل مصر الاسبوع اللي جاي وطلب مني آنه يكتب الكتاب بعد بكره ويأخد شمس معاه تتعرف على والده وعيلته وعايز الفرح بعد امتحانات شمس على طول يعني بعد شهرين.. أنا قولتله هبلغ فريدة هانم وهرد عليك.
تلون وجهها بالأحمر القاني واخفضت عينيها أرضا تخفي توترها الشديد وتابعت رد والدتها وعمها فكان أحمد أول من قال
واستدار لزوجته يتساءل بلطف
_ولا أيه رأيك يا فريدة
سحبت نفسا مطولا تمنع به دموعها ابنتها الوحيدة ستغادرها بعد فترة زمنية محددة وبدايتها الزواج ولكنها ستكون مع من أحبت وهي تعلم جيدا فراق علاقة كانت تنعم بالحب بينهما لذا قالت ببسمة صغيرة
اتسعت ابتسامة شمس بفرحة على الرغم من حزنها الشديد منه ولكنه فجأها حينما طلب من عائلته أن تسافر برفقته للقاهرة كانت حزينة لإنها بعيدة عنه وهو بنفس الدولة وما يزيد حزنها سفره لدولة أخرى فإن كان يصعب عليها رؤيته هنا فكيف ستتمكن من رؤيته وهو بعيدا عنها.
اتجهت إليها فاطمة تضمها قائلة ببسمة جذابة
ضمتها بكل ود لصدرها وردت عليها
_الله يبارك فيكي يا فاطيما تسلميلي يا جميلة.
لفت مايا ذراعها حول كتفيها قائلة بمشاكسة
_مبروك يا شموسة.. كان نفسك تنزلي مصر أهو حضرة الظابط هيخطفك مننا وهيحقق أمنيتك.
اخفت وجهها بكتفيها بخجل وهمست لها
_ميرسي يا مايا.
ابتسمت لها زينب وقالت بفرحة صادقة
_مبروك يا شمس ربنا يهنيك يا حبيبتي.
ابتعدت عن مايا وأحاطتها بسعادة
_الله يبارك فيكي يا زوزو عقبالك يارب.
ابتسم عمران وقال بمكر
_عريسها موجود ومتقدم ومنتظر الرد.
اسبلت فاطمة بعينيه مندهشة
_ مين ده يا عمران
رد عليها وهو يتابع زينب المنكمشة بخجل
_دكتور سيف أخو دكتور يوسف صاحبي معاها في نفس الجامعة وفي اخر سنة وبصراحة ولد راجل ويوسف مربيه تلاتين مرة وأنا كعمران صعب أرفضه بس نقول أيه لدكتور علي الديمقراطي قالك الرأي رأيها وأدينا مستنين!
رددت فريدة بلباقة
_سيف شاب محترم جدا بس ده ميمنعش إن زينب بنوتة زي العسل ومكسب ليه مش العكس يا حامي اصدقائك ونافش ريشهم جنب ريشك!!
تعالت الضحكات فيما بينهم فأشار عمران للفتيات
_نكمل كلامنا بعدين يا فريدة هانم المهم ننجز علشان مش فاضي ورايا كذه حاجة لازم أخلصها قبل ما أروح لجمال المستشفى والدته هتعمل الجراحة النهاردة.
قالت بتمنى
_ربنا يقومها بالسلامة... هبقى أروح معاك زيارة ليها بعد ما ترجع البيت.
هز رأسه بتفهم والابتسامة الممتنة تجوب على وجهه فانطلق برفقة مايا وفاطمة لسيارته قاصدا شركته.
تركت فريدة ابنتها برفقة زينب يجمعون الأغراض الهامة بجناحها واتجهت لغرفة علي وجدته يضع شهاداته التقديرية ودروعا حصد عليها بمراحله التعليمية بكرتون متين واستكمل وضع كتبه وأغراضه الشخصية حتى ملابس فاطمة وما يخصها وما أن شعر بأنفاس على قرب منه حتى استقام بقامته واستدار للخلف فوجدها تقف أمامه مرتبكة للغاية أشار لها ببسمته الجذابة
_فريدة هانم.. اتفضلي.
منحته ابتسامة خاڤتة وولجت تغلق باب غرفته من خلفها متجهة لطرف الفراش القريب من مكتبته حيث يحزم كتبه وأغراضه.
عادت تفرك أصابعها بتوتر تسلل لنبرتها المهتزة
_عايزة نبدأ من النهاردة ينفع
جذب المقعد الخشبي ووضعه قبالتها بحماس
_طبعا... اتكلمي باللي حابه تقوليه.
استندت على عمود الفراش الخارجي وربعت يدها أمام صدرها تحيل بها ذكريات الطفولة وبدأت بتحرر صوتها الرقيق
_من لما كنت طفلة وأنا مكنتش لوحدي كان حوليا أخويا وأختي الله يرحمها بس مكنش ده اللي مخليني محسش بالوحدة السر كان في وجود أحمد جنبي كنت بحس إنه بيكملني كأننا روح واحدة في جسمين.. مفيش حلم حلمته مكنش هو فيه حتى حلم شكلي بفستان الفرح زي أي بنت كنت بتمناه بس وجنبي أحمد.
اتسعت ابتسامتها وهي تستطرد
_أحمد مكنش بس ابن عمي وحبيبي.. كان صديقي اللي محرم عليا يكونلي صديق.. كان أبويا اللي بېخاف عليا وقت ما برجع متأخر أو بلبس لبس عريان... أمي الحنينه اللي بتنصحني أحافظ على نفسي ازاي وأهون على نفسي وقت زعلي حتى وقت مرضي.. كان أختي اللي قادرة تفهم وتصون أسراري بدون ما تتعصب عليا وتقولي هبلغ ماما باللي عملتيه.. كان حبيبي اللي بيوعدني إنه هيكون جنبي لأخر العمر وفجأة قطع وعده وسبني وحيدة.
مجرد تذكر ما خاضته جعل عينيها تدمعان مستكملة
_حسيت إني كنت في دفا وفجأة بقيت بين التلج وجسمي بيتجمد وعاجز يحس بأي شيء.. احساس آنه اتخلى عني وبإرادته كان أبشع من كابوس قومت منه كل اللي اتبقالي من حبيبي ساعة وبرفيوم خاص بيه وقت ما بشتقاله بضمهم ليا وبعدها بكره ضعفي اللي خلاني ألجئ ليهم وبحس إني أقذر ست.. ست خاېنة بتخون جوزها وبتحن للماضي اللي كان حقها في يوم من الأيام... عشت في معاناة كل ما بفتكرها قلبي بيتلف حوليه شوك.
وتمعنت برمادية عينيه اللامعة بدمع رافض سقوطه وقالت بابتسامة
_لحد ما جيت انت يا علي كأنك كنت بتهون عليا كل اللي أنا عايشاه لوحدي.. من أول ما شيلتك بين ايديا وأنا واثقة إنك هتكون ليا العوض عن كل ده اتمنيت اسميك أحمد بس خۏفت سالم يحس باللي كان بيني وبينه خۏفت أكرهك بسببه لإني مكنتش لسه أعرف الحقيقة.
وشردت بالفراغ وقد احتل وجهها كتلة من الجمود
_طول عمري عايشة دور الست القوية اللي قادرة تتغلب على كل ظرف تتعرضله لحد ما اكتشفت اني كنت ضعيفة وساذجة لدرجة إن الانسان اللي عشت عمري كله في تأنيب ضمير علشانه طلع هو الأمهر في التمثيل... كان الشيطان اللي كان بيوسوس ليا إني بخونه لمجرد تفكيري في اللي فات.. وجعني وداس على قلبي وكأنه كان بيملك الحق على حياتي ونفسي!
وتعمقت