رواية صرخات انثى الفصل السادس والثلاثون بقلم ايه محمد رفعت
وأي شيء يلفت نظرك!
نهضت تلحق به وهي تغلق الكتاب قائلة بصوتها الهادئ
_مش هقرأ تاني لو ده هيزعلك يا علي.
الټفت لها ومازال محتفظ بأثر ابتسامته
_لأ يا حبيبتي اعملي اللي يخليك مرتاحة وتأكدي إن ده هيسعدني.
ابتسمت واتجهت لطرف الفراش تنتظره لحين أن ينتهي من حمامه الدافئ فخرج يجفف خصلات شعره الطويل لرقبته وهو يتفحص انعكاسها بالمرآة فاتجه ليحتل مكانه قائلا بنظرة دافئة
وكأنها كانت تنتظره أن يشعر بتوترها كالمعتاد منه فقالت
_أنا خاېفة يا علي.. مش حاسة إني هقدر أنزل مع عمران ومايا بكره الشركة.. خاېفة يحصل شيء يحطني أنا وعمران في موقف محرج.
وزمت شفتيها بتيهة
_انت فهمني!
فرق ذراعيه وضمھا إليه يخبرها بحنان رزين
_مفيش حد في الكون ده كله فهمك أدي يا فاطيما.. بس أنا عايزك تتأكدي ان الخطوة دي مهمة ليكي لازم تختلطي بالعالم الخارجي يا فاطمة مينفعش عالمك يتوقف عليا أنا بس.. اندمجي مع مايسان وعمران وخليك متأكدة إنهم أهل ثقة وأكيد عمران هيقدر حالتك وهيأخد احتياطاته.
_نامي يا حبيبتي بكره مستنيك يوم مهم.. ومتقلقيش أنا جنبك ومعاك.. مش هسيبك أبدا يا فاطمة!
أغلقت عينيها باسترخاء وسرعان ما غفت بين ذراعيه فطبع قبلة على رأسها وأغلق عينيه هو الأخر باستسلام.
رفعها عنه ووضعها على الوسادة بحذر ثم جذب التيشرت الخاص به يرتديه سحب عمران هاتفه وخرج لشرفة غرفته يحرر زر الاتصال ويرفع سماعته لاذنيه بترقب لسماع صوت المتصل به فأتاه بعد دقيقة يجيبه بنعاس مرهق
أجابه بسخط وهو يميل للسور الحديدي
_أخبارك يا عريس... أمورك تمام
اتاه صوته المتعصب
_متصل بيا الساعة تلاتة الفجر تقولي أخبارك!! عمران انت عايز أيه أنا تعبان ومرهق ولازم أكون عند استاذ ممدوح الساعة 8الصبح!
واسترسل أيوب قبل أن يأتيه رد عمران الوقح
_اطمن أنا نايم في أوضة لوحدي ومحصلش حاجة لإني ببساطة عمري ما هعملها ونفسي تصدق ده!! الشباب كلهم مصدقيني وانت الوحيد اللي مصمم على اللي في دماغك معرفش ليه!
_لآن محدش شايف النظرة اللي بتداريها جوه عيونك غيري بتحاول تقنع نفسك إنك مبتحبهاش وبتنفر منها بس في شيء جواك بيثور عليك كل مرة وبيقولك إنها مالكة جزء منك إنت متعرفهوش جواك شيء بينبهك بالعاصفة اللي جايلك تحاربك بكل قوتها وهتبان قدامها ضعفك وفقدان سيطرتك على قلبك ونفسك!
تعمد تذكيره للمرة المائة والثلاثون بكناية أبيه ليعود عما سيختلق داخله فهتف أيوب بجدية تامة
ابتسامة مريحة شقت على شفتيه فتنهد براحة غمرته وقال
_ريحتني.. روح نام عشان تكون فايقلي بكره أصل بصراحة مش هعديلك اللي عملته على خير عشان تبقى تشيلها بعد كده بضمير يا عريس الغفلة!
وتابع بسخرية
_متنساش قبل ما تتخمد تعقم نفسك كويس وبالذات ايدك ورقبتك اللي كانت لفة دراعاتها حوليها....وحسابنا يجمع بكره يا ابن الشيخ مهران!!
وأغلق بهاتفه دون أن يودعه ومن ثم ولج لغرفته متوعدا للأخر لحين رؤيته بالغد!
غردت الشمس بفستانها الذهبي تستقبل يومها الجديد بمحبة ودفء اجتمعت العائلة صباحا على مائدة الافطار فاستغلت فريدة اجتماعهم وقالت
_ابتدوا لموا الحاجات المهمة اللي هتحتاجوها لإننا هننقل بكره.
ردت عليها مايا وهي تلهو بشوكتها بطبقها
_أنا جهزت هدومي امبارح بالشنط لما حضرتك قولتيلي باقي حاجات عمران وده مش عارفة هننقلها ازاي محتاجين تريلا!!
توقف عن مضغ طعامه وصاح متعصبا
_محدش يقرب من لبسي وساعاتي وجزمي أنا دافع فيهم نص ثروتي.. عزلوا انتوا على بركة الله وسبيوني هنا مع خزنتي أنا عنيت لحد ما صممتها بالنظام اللي يريحني ويريح تنسيق لبسي!!
ضحك أحمد حتى ظهرت غمازات وجهه وصاح بتهكم ساخر
_وماله يا بشمهندس البيت هناك واسع ويكفي كل اللي يخصك ولو زعلان أوي على تصميم الخزنة بتاعتك تقدر تختار الجناح اللي يناسبك وصمم لنفسك مكان لهدومك زي ما تحب محدش هيمانع!
زم شفتيه بسخط
_هو أنا فاضي يا عمي!! أنا ورايا مشروع ضخم داخل فيه أنا وجمال هيحتاج كل وقتي وطاقتي كلها.
ابتسم بحبور ومحبة عظيمة
_المول التجاري اللي بقى حديث كل شركات المعمار.. حقيقي أنا فخور بيك يا عمران ومتحمس أشوفه بشكله النهائي.
منحه ايتسامة ممتنة لدعمه المتواصل إليه بالرغم من أن نعمان الغرباوي من العائلة الا أنه يواجه نجاحه بكل حقد يمتلكه بينما بالمقابل يأتي عمه الحنون ويدعمه قلبا وقالبا.
قاطعتهما فريدة غاضبة بنبرتها المتعصبة
_يعني أيه يا عمران!! هنفضل في البيت ده علشان حضرتك خاېف على لبسك وجزمك وساعاتك الغالية لتتبهدل!!
وأزاحت منديلها الورقي عن تنورتها وهي تصيح بضيق شديد
_أنا مش طايقة أقعد في البيت ده استحملت طول الفترة اللي فاتت لحد ما نلاقي البيت المناسب وخلاص أحمد لاقاه وفاضل اننا نمشي من هنا وللأسف مش هقدر أطلع من هنا لوحدي لازم كلكم تكونوا معايا!
نهض علي مسرعا إليها يقبل يدها بحنان
_اهدي يا حبيبتي عمران ما يقصدش حاجة احنا معاكي مكان ما تكوني ومعندناش مشكلة نعيش في بيت تاني.. ولو على حاجة عمران الغالية يقدر يأخد شوية هدوم ليه بشنطة صغيرة ويسيب باقي حاجته هنا لحد ما يفضى ويعمل غرفة مجهزة لحاجته زي اللي هنا ويبقى وقتها ينقل حاجته..الموضوع بسيط ومحلول مش كده ولا أيه يا عم الوقح
ترك الخبز عن يده وأسرع تجاهها بضيق من ذاته لما قاله وردد بنبرة رخيمة هادئة
_مقصدتش والله يا فريدة هانم..لو عايزانا ننقل حالا معنديش مانع مدام ده هيريح حضرتك.
لانت معالمها ورفع يديه تحيط باليمني خد عمران وباليسري خد علي مرددة بصوت محتقن بالدموع
_ربنا ما يحرمني منكم أبدا.
وضمت كتفيهم بعناق ثلاثي جعل الفتيات يبتسمن بحب فاندفع احمد إليهم يبعدهما للخلف ويضم فريدة بتملك مضحك هاتفا بمرح
_ايدك يالا منك ليه.. مش كفايا السنين اللي اتعذبتها وهي في حضڼ غيري جايين تكملوا على اللي فاضل جوايا من صبر!!
تعالت ضحكاتهما الرجولية وخاصة حينما ردد عمران بنزق
_شوف الراجل اللي دبرنا خطط وعملنا اجتماعات عشان نجوزهاله!
وتابع بغمزة ماكرة
_ماشي الله يسهلو يا عم..
وأشار