رواية صرخات انثى الفصل السادس والثلاثون بقلم ايه محمد رفعت
انت في الصفحة 6 من 6 صفحات
دي الاخبار اللي تفرح وسط الجو المترب ده.
رفع آدهم يده يشدد على كتفه مثلما فعل وقال
_عقبالك بس مع اللي تستاهلك.
ابتسم وهو يجمع شمل الحديث فتابع آدهم بجدية
_نستني كنت جايلك ليه.
وأخرج من جيب بنطاله ساعو رجالية فخمة قدمها له مشددا على حروفه
_إلبسها ومتقلعهاش أبدا يا أيوب على الأقل لحد ما ترجع مصر.
_ليه
نزع ادهم عنه ساعته ووضعها جانبا ثم وضع الاخرى بمعصمه قائلا
_انت بتقول انك بتعزني معزة كبيرة فوجود الساعة دي في ايدك هتأكدلي كلامك خصوصا اني مسافر القاهرة الاسبوع الجاي.
انقبضت ملامح أيوب وفاضت بالحزن فأمسك يده وقال برجاء صغيرا في عهده الثاني
_مينفعش تخليك هنا معانا.
_والدي راجل قعيد ومن بعد ۏفاة والدتي مبقاش ليه غيري.. كل فترة بيكلمني وبيترجاني أرجع والمرادي مصمم إني أرجعله وشكله مريض فعلا.. أنا وعدته ومقدرش أتراجع.. خاېف يجراله حاجة فذنبه يكون في رقبتي.
هز رأسه متفهما وردد بنبرة متحشرجة من الحزن
_ربنا يشفيه ويباركلك فيه.
أحاط كتفه بذراعه وقال بابتسامة جذابة
اتسعت ابتسامة ايوب وضمھ إليه فاحتواه آدهم ومازالت تعابيره مندهشة من الحب الاخوي الغريب المتبادل بينهما لوهلة تمناه أن يكون ذاك الأخ الذي تمنى أن يمتلكه كان دوما حزينا يتساءل لماذا ابقاه والديه وحيدا دون شقيق أو شقيقة وحينما اشتد عوده علم بأمر تعب والدته وعدم قدرتها على الانجاب فتقبل الأمر واعتاد عليه... ودعه آدهم واتجه للمحامي يرتب أوراق عقد القران بعد أن تحدث علي إليه وزف له موافقة عمه ووالدته.
بالمشفى.
وقف جمال جوار والدته يحبس دموعه بتمكن ولجواره تقف زوجته عاجزة عن الحديث إليه أو حتى تهدئته تعود الحاجة أشرقت لحديثها الباكي فتزيد من وجعه
_وصيتي أخواتك يا جمال لو جرالي حاجة حطهم في عينك يا ابني.. أنا عارفة اننا تقلنا عليك وشيلناك فوق طاقتك.. مصاريف علاجي وتعليم اخواتك وجوازتهم وعمرك مرة ما اشتكيت ولا قولت مش قادر... طول عمرك اللي في ايدك مش ليك يا حبيبي.. عشان كده لو جرالي حاجه ھموت وأنا راضية عنك يا ضنايا.
_متقوليش كده عشان خاطري يامه... هتخرجي والله وهتبقي زي الفل.
ربتت على خصلات شعره الفحمي بيدها الاخرى وقالت
_ربنا يراضيك ويسعدك زي ما انت سبب سعادتي... ربنا يجبر بخاطرك زي ما انت جابر بخاطري أنا واخواتك يا حبيبي.
لم يحتمل سماع المزيد فبكى على يدها وهو يترجاها
طرقات باب الغرفة ومن ثم ولج ذاك البشوش بالورود ليقترب منها يسيطر على حزنه لرؤيته اڼهيار رفيقه بحرافية فهتف بمرح
_مساءو فل على أجمل ست اتخلقت في الكون كله... شوفتي المرادي جبتلك ورد أحمر علشان تعرفي إن علاقتنا اتطورت من حب وتسبيل لمرحلة مينفعش فيها الحبيب!
ضحكت أشرقت بكل ما فيها وقالت بتعب
_اخص عليك يا عمران يا ابني مش هتبطل بكش أبدا.
أبعد جمال عنها واحتل مقعده مال لها يخبرها
_قومي يا شوشوو وفكك من رقدة السرير دي بالك انتي لو غمزتلك غمزة بعيني الاجنبية دي هتقومي تجري زي الفرسة.
اڼفجرت ضاحكة بشكل جعل جمال يبتسم وهو يتطلع له بامتنان لقدومه باكرا قبل ولوجها للجراحة وفجأة انقلبت ضحكتها لبكاء وقالت
_كويس انك جيت دلوقتي عشان أوصيك على جمال... انا وصيته على اخواته وماليش حد أوصيه عليه غيرك يا ابني.. أنا عارفة انك ابن اصول وصاحب صاحبك.. جمال دايما بيكلمنا عنك وعن اللي بتعمله معاه.. بالله عليك لو جرالي حاجه قوله ميزعلش وآ..
أمسك يدها وباحتقان صوته المعافر لبكاء صريح قال
_بتوصيني على ابنك ده محتاج اللي يوصيه عليا.. ابنك يا حاجة كيف الطور الهايج اللي مالوش ماسكة... ده مسكني امبارح في مكتبه مسبش حاجة الا وكسرها فوق دماغي لدرجة اني جالي ارتجاج في المخ.
جحظت عينيها پصدمة وتطلعت لجمال پغضب لتدفعه بلوم
_كده يا جمال.. اخص عليك اخص!!
راقص عمران حاجبيه لجمال المنصدم من انقلاب ما حدث ليدفع كفة الميزان إليه فعاد عمران يجذب يدها قائلا
_فكك منه.. المهم يا أشرقت يا حبيبتي إنتي عارفة ايه اللي هيحصل دلوقتي
ابتسمت وهي تتساءل
_لا والله يا ابني!
ضحك وقال مشاكسة
_والدتك الله يرحمها وهي بتولدك ألقت عليكي تعويذة غريبة إنك تستحوذي على قلوب رجالة مصر والعالم العربي كله.. قوم أيه الحاج اتضايق وكلم جمال وقاله يتصرف قبل ما البيت يتخرب مهو الراجل معزور بردو مش عارف يلم خطابك يا هانم..
اڼفجرت ضاحكة فاستطرد هو
_فكان لازم جمال يتصرف فاتفقنا مع دكتور شاطر هيأخد قلبك الجميل ده يفك من عليه التعويذة ويرجعهولك تاني بحيث تعيشي مع الحاج الكام يوم اللي فضلين ليه بسلام ولما يتكل على الله نجدد التعويذة ونختار على مزاج بقى.. بس أنا في أول القايمة ها
أحمر وجهها من فرط الضحك لدرجة جعلت صبا وجمال يبتسمان بفرحة حتى ذاك الطبيب الذي ولج يردد
_جيد أن نفسيتها لم تتأثر للسوء... نحن مستعدون فلنتحرك الآن.
كانت أصعب لحظة مرت عليهم التحف جمال برداء القوة حتى ولجت للداخل فألقاه بمرمى الحجر وعاد للغرفة يجلس على فراشها يضم سبحتها وقرآنها پبكاء متأثر حاولت صبا الدخول إليه ولكنها توقفت حينما وجدت عمران بالداخل فاتجهت للجلوس على الاريكة الخارجية.
وضع عمران يده على كتف جمال وقال بخشونة
_أيه يالا هتعيط زي النسوان!!! قوم اقف كده واجمد مراتك بره يا عبيط هتقول عليك أيه!!
رفع عينه المحتقنة بالدموع إليه وقال
_أمي يا عمران لو حصلها حاجة ھموت وراها.
لكزه پغضب
_متفولش عليها والله هتخرج وهتبقى زي الفل... قوم معايا بره.
هز رأسه نافيا فجلس جواره لدقائق ثم قال
_تحب أنزل أجبلك قهوة
هز رأسه نافيا فقال مرة اخرى
_طيب عايز دوا للصداع ولا أي حاجة
هز رأسه نافيا فعاد يبتسم بخفوت ويتساءل
_طب عايز حضڼ طيب
منحه نظرة غامضة فدفعه عمران بتهكم
_انت حر.. هروح أشوف يوسف والشباب وصلوا ولا أيه
كاد بالخروج ولكنه توقف على صوت جمال الهامس
_عمران.
استدار له فقال الاخير پبكاء
_عايز الحضن!!
دنى إليه وضمھ بين ذراعيه فبكى جمال پخوف بينما ادمعت رمادية عمران وهمس يمازحه
_شوفت عمران الغرباوي اتخلى عن برستيجه وحضنك مع إن لو حد دخل علينا واحنا في الوضع ده هتضيع الهيبة وخصوصا اننا وسط الاجانب اللي ممنوع فيها سلام الرجال.. خدت بالك انا بجازف بأيه عشانك يالا!!
ضحك حتى ادمعت عينيه فشاركه عمران الضحك حتى ولج الشباب فأسرع سيف إليه يسأله بغلظة
_أيوب فين يا عمران!..